إعادة الإعتبار للدين وللشرف
عبارات مثل إنقذوا شرف الرئيس العسكرى, أوأمنوا خروج يليق بتاريخ الرئيس السياسى ودوره الوطنى,أو مخرج يليق بالعقيد وتاريخه وشرفه الأممى, هذا من ناحيه , ومن ناحيه أخرى عبارات لها مصدر آخر غير المصدر الأخلاقى العربى البحت , عبارات مثل ,لايجوز الخروج عن الحاكم وهناك شروط معينه لذلك وجميعها لايمكن تحقيقها لأن الجميع يعلن إيمانه وإسلامه وبأنه يريد الخير للشعب وللأمه وبعد إدخال النوايا لا الأفعال يصبح أى مجال للتغيير موصدا. لدى سؤال برىء, وهو من الذى أدخل كل هذه المفاهيم الاخلاقيه والدينيه وربطها بالحكم وبالكرسى حتى باتت جزء لايتجزأ منه ومن شاغله. مالذى ألصق مفهوم الشرف الأخلاقى للمهنه لمنصب لم يقم أساسا على الإتفاق الحر شبه العام , مالذى ألصق الدين بالكرسى وشاغله وهو منصب دنيوى يقع فى دائرة "أنتم أعلم بشئون دنياكم" إيمانا من الدين بتغير الحال والمآل. صعوبة البناء تعود الى الفوضى التى تعانى منها ثقافة مجتمعاتنا أصلا, ينشطر المجتمع مستخدما الأخلاق العربيه الرفيعه بما فيها مفهوم الصفح والعفو الدينيين كذلك لتدوير الاستبداد وليس لحسمه وإلغاءه, فى حين أن السلطه العربيه لاتتعامل البته مع هاذين المفهومين إلا بما يخدم مصلحتها وبقائها. ثقافتنا كونها ثقافه أبويه إهتمت بالحاكم على حساب الشعب أو المجتمع فربطت إيمان المجتمع بإيمانه وشرف المجتمع بشرفه. وربطت الخلاص منه بأساباب لاتضع فى مقدمتها مصلحة المجتمع بالقدر نفسه الذى وفرته للحاكم على إعتبار أنه خيار أو قدر إلهى , هذه هى الذهنيه السائده حتى اليوم, لو أن الأمر كان خيارا عاما لما تكلمنا عن شرف الرئيس العسكرى أو السياسى أو تاريخه النضالى أو التوجيه الدينى بعدم الخروج عليه بعد حتى سفكه لدماء شعبه, لسبب بسيط وهو أن الأمور أصلا لن تصل إلى هذه المرحله التى تتقاطع فيها السياسه مع الدين والأخلاق, طالما كان خيارا رضائيا نشأ أصلا من الشعب , فمبجرد أن ينقض التراض تنسحب الشرعيه فلا تصل الأمور للدين وللشرف وللخروج عن الأخلاق. من باب إعادة الإعتبار للدين وللأخلاق ولمفهوم الشرف المبتذل بهذه الصوره , أدعول علماؤنا ومشايخنا ودعاتنا الأكارم بالتشديد على عدم الخروج عن رغبة وإرادة الشعب بدلا عن التركيز على عدم شرعية الخروج عن الحاكم وهو فى وضعه الفوقى الإنتهازى الذى مكنه منه الظرف التاريخ والغلبه الإنتهازيه, كما ادعوا كذلك كل حريص على مفهوم الشرف والأخلاق العربيه الاصيله من المثقفين وغيرهم أن يركز على شرف الشعب والمجتمع وأن يربط إستنهاض الاخلاق بالإراده الشعبيه وتوافقاتها وأن لايجعل من الاخلاق طوقا وتكميما لها تحت أية ظروف مهما كانت تدعوا للشفقه , فالصوره الإنسانيه الشموليه هى ماتقود الشعوب إلى التطور , فى حين أن "القمه" ليست إلا إنعكاسا لإرادتها. فإسقاط المفاهيم من أعلى يجعل منها "القمه ومن يعتليها" إلهيه بينما فى مفاهيم السياسه والحكم تنشأ أساسا من الشعب. قد ميز المفكر السياسى الإيطالى "فيكو"بين ثلاثة انماط من الحكم , الأول حكم الآلهه وهى مرحله قديمه وحكم الأبطال, وحكم الشعوب أعتقد أننا فى المرحله الثانيه وفى تعاضد تام مع المرحله الأولى أى بين حكم الآلهه وحكم الأبطال. فالحاكم لدينا إلهه فى ثياب بطل لذا شرفه فوق شرف الأمه ودينه إختزال لإيمانها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق