كثير من كبار قريش إبان الدعوه المحمديه أدركوا صدقها وزيف ما يعتقدون وأسَروا بذلك لكن لم يتحولوا الى الايمان بها جهرا بما فيهم أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه , خوفا من ثقافتهم التى نشأوا عليه وبها سادوا.تصبح الثقافه قاتله عندما تُكون الفرد وليس هو من يكًونها, تصبح إنتحاريه عندما يصبح التراجع عنها خيانه , تصبح سجنا عندما يعتقد الفرد بأنها قدرا مكتملا لا وجودا يُعاش فى محيطه بتأثير متبادل, تصبح دمارا على الوطن إذا لم تستجب لما يطلبه ومايرجوه هذا الوطن حاضرا ومستقبلا. تحضرنى هذه الأفكار وأن أتابع الاحداث القائمه فى وطننا العربى. بين الأنظمه والشعوب, تتذرع الأنظمه بالثقافه المكتمله, ولاترى فيما تطالب فى الشعوب وما تفرضه الاوضاع إلا ثقافه أقل ما يقال عنها أنها دخيله على الوطن والدين والمجتمع. الشعوب تعمل على إيجاد ثقافه جديده متحركه مع الموقف والوضع والعصر,المجتمع هو من يفرز ثقافته لاهى من تسطره فى قالبها, جيئنا إلى الدنيا بثقافه مسطره مسبقا, ثقافه تؤيد وتؤبد الحاكم, ثقافه أبويه لشعب من الرعاه,ثقافه فتنه دائمه ونائمه لعن الله من إيقظها فالنوم معها خيرا من إستيقاضها ونزع فتيلها. الثقافه تجبر الرئيس القذافى على أن لايترك السلطه حتى الموت , هذه الثقافه هى من أودت باليمن وبرئيسه الى هذا الحد من التجاذب والصراع والاصابه والقتل وهى مستمره ما دام فيه رمق ينبض, هذه الثقافه هى التى تعمل قتلا فى سوريا وتبيد مجتمعها مستنده الى مشروعيه الثقافه المبستره التى أوجدها القدر وأدخلها الزمان العربى, ولا ننسى الرئيس العراقى الراحل عندما رفض توسلات العالم كله بالانسحاب وإنقاذ العراق ولكن جوابه كان ثقافيا بالدرجه الاولى.كموقف رجال قريش يعرفون الحق ولكن لايتبعونه هذا هو ملخص الموقف الثقافى العربى منذ الأزل. لاتُحل المشاكل ولا تتطور المجتمعات من خلال الحلول الثقافيه المبستره حيث الثقافه طاقه متفجره مستمره تحكمها الظروف والمصلحه العامه, لاأدعوا الى برجماتيه سائله ولكن لست مع تأبيد ثقافه ماضويه على نهر مستمر التدفق والجريان, مشاكلنا اليوم لاتُحل من خلال الموقف الثقافى الماضوى وإنما من خلال الموقف الثقافى المعاش .لازلت أرى أن تاريخنا بحاجه الى فواصل قاطعه تدرس فرادى وليست على شكل شمولى مستمر بحيث يعيش الموقف الثقافى داخل زمنه وعصره وشروطهما. ما يقتل الأمه اليوم هو الموقف الثقافى المسحوب عى تاريخها بأكمله رغم تغًير الرجال وتبدل الأحوال.
اخشى ان هذه الثقافة لن تتغير بمجرد تغيير الانظمة ، لذا وجب التركيز على تغيير الثقافة والوصول الى ثقافة ارقى لا تقبل الاختلافات مهما كان مصدرها الا اذا كانت حضارية اساسها العقل وهدفها المصلحة العامة .
ردحذف