لايوجد مثقف في مجتمعنا بالمعنى الذي سأذكره او بالاحرى الذي ذكرته في مقال سابق والذي يعني حركة مستمره في الواقع تبحث عن التجديد المستمر في المقابل , يوجد الكثير من صور الاستبداد الثقافي في شتى صوره سواء الديني منها أو الايديولوجي تتكاثر يوما بعد آخر لأن إستراتيجية المستبد الثقافي المثلى هي الاسقاط لكل فكر مخالف وبالتالي هو مناقض تماما لصورة المثقف التي أشرت إليها , من يحمل فكرا ثابتا جاهزا يعمل على اسقاطه دائما على واقع متحرك بشكل يحفظ له وجودة واستمرار رقابته لايقبل اي مرجعية منافسة, والاشكالية أنه يحتل الصورة النمطيه السائده للمثقف في المجتمع فيعتبر المجتمع أن المستبد ثقافياً هو المثقف أو الصورة الاعلى للمثقف ومادونه ليسوا سوى مجرد صور مشوهه , فالفنان مثلا او النحات او الرسام اوغير ذلك من مثقفي المهنه التي تتطلب الابداع والخروج ربما خارج نطاق المفكر فية ليسوا سوى بدع ومروق . يتعتمد اشكال الاستبداد الثقافي على النص بينما يعتمد المثقف حالة المجتمع الذي يعيش فيه مصدرا لفكرة ونطاق حيويته , لايعني أنه مضاد للدين او لاديني , لا لكنه لايسقط النص وفهمة الثابت له على المجتمع بشكل يعطل فيه قوى المجتمع العقليه ولايمارس سلطة عليا عليه, بل يخلق شعورا من التفاعل بين ثقافة المجتمع وظروفه تجعل من التغيير متقبلا .الفقيه صورة متقدمه للمثقف الديني الذي آمن بثبات النص كتفسير ورؤية ثابته لاتحتمل معها تغير العصر وإنما يعيش العصر في داخلها بينما المثقف الحر في مجتمعاتنا يفترض أنه
صورة متقدمه للمثقف الذي يواكب العصر تخلصاً من حالة الجمود والتكرار ومحاولة اجترار الماض وسحبه ليمثل الحاضر ويستولي على المستقبل كذلك وفتح المجال الى نظرة ارحب لتغير العصر والمشارب بشكل يحقق للمجتمع صوره اسمى من صور الانسانية. , على كل حال,تعيش مجتمعاتنا اليوم صراعا يبدو انه حتى اليوم محسوما لصالح المثقف المستبد على حساب المثقف الحر, بل أنه أصبح رجل السياسة وفارس الاقتصاد ورجل الاستثمار ومغرد تويتر ونجم سناب شات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق