الأحد، 31 مايو 2015
time-out لدول الخليج"الدوله بين الذات والموضوع"
تدخل المنطقه تاريخا جديدا لايضع اعتبارا لما هو كائن بقدر ما يريد أن يحدد ما يجب أن يكون , فقد إنتهى الوقت الاضافي التاريخي لأبناء هذه المنطقه للتحول بها الى ذات فاعله و كيان وجودي ولم يتحقق ذلك لاسباب كثيره منها بؤس التاريخ الذي يجعل من الأمس أفضل اليوم ومن الاموات أكثر تقديسا من الاحياء وارواحهم الرطبه ولي هنا بعض الملاحظات:
أولا: هو تحول "الدولة" إلى موضوع وليس "ذات" فالتفكير ينطلق من النظره الخارجيه وليس من الخصوصيه الداخليه , بمعنى أين يجب أن تكون وليس اين تكون بالفعل , ماهو دورها كما يُحدد وليس كما تُحدد.
ثانيا: في حالة الفوضى التي تعيشها المنطقه نحن أمام الواح جغرافيه بركانيه متحوله لانعرف متى تستقر بها الارض وكيف يتم ذلك وبأي شكل و نتيجة سيظهر.؟
ثالثا:إنتقال الدوله من مرحلة الذات الى مرحلة الموضوع لايمكن ان يتم في حالة وجود مجتمع قوي هو سبب وجود الدوله , لايتم ذلك الا في حالة أن يكون الأمر مقلوبا بحيث يصبح المجتمع هو نتيجة لظهور الدوله وماقبل ذلك ليس سوى اجتماع او تجمع , لذلك لديها القدره على صياغته بالشكل التي تراه .
رابعا: في الدولة"الذات" تختلف العلاقات عنها في الدولة "الموضوع" حيث في الأولى تكون العلاقات الداخليه بين المجتمع والدوله هي الاساس , بينما في الدولة"الموضوع" تصبح علاقات الدوله مع الخارج على حساب الداخل , أو أن تكون مشروع تضحيه في أي وقت يحتم ذلك.
خامسا: تهميش الداخل يعني انتقال الدوله الى مرحلة الموضوع أو كونها موضوع, والموضوع مجال للنقاش والتجاذب والاشتراطات والتنازلات , فتبقى الدوله بينما يتلاشى المجتمع أو يذوب , وقد تنتهي الدوله على شكل من اشكال الاستقراطيه الاوروبيه التي تعيش أفرادها اليوم بمسمياتهم التاريخيه دون سلطه , فالعوائل الارستقراطيه الاوربيه التي كانت تحكم وتملك في السابق لايزال عدد منها يعيش في فرنسا والنمسا والمانيا بألقابهم فقط بعد أن اصبحوا موضوعا لتاريخ وليسوا ذاتا تاريخيه.
سادسا: المؤشرات تدل على دخول المنطقه كلها في مرحلة " الموضوع" ولم يعد التفكير فيها كذات تملك قرارها ومصيرها , وانما عليها أن تتعامل بنفسها مع من يعمل على تفكيكها وتحويلها الى موضوع لعالم وطبوغرافيا جديده.
سابعا: لكي تتحول الدوله الى ذات حقيقيه لابد لها من القدره على التجرد من ميتافيزيقيا التاريخ كما فعلت دول اوروبا والخروج بذات متعاليه ومتجاوزه له , لاان تعيش على ضفاف مستنقعه , لاتلبث حتى تعود لتسقط فيه
ثامنا: الكليات التي تسكن اذهاننا بحاجة الى مراجعه , عليها ان تخرج الى خارج الذهن لتبقى خارجه للاعتبار وليس للمحايثه والاعاده. العصر الأول و الصحابه الكرام , التابعين وغير ذلك , هذه الصور الزاهيه التي يصورها لنا التاريخ , يجب أن تكون خارج الذهن للإعتبار بها لافي داخل الذهن لمحاولة تكرارها والعودة بها الى الآن المعاش . حتى نصبح ذاتا لابد من اعادة الاعتبار الى الذات الآنيه بوضعها ومحيطها المعاش.
تاسعا: الدوله هي مجموع هذه الكليات الذهنيه التي يعيشها المجتمع فهي بالتالي أكثر تأهيلا للتحول الى ان تكون "موضوعا" للتدارس من طرف الذوات الاخرى , لأن هذه الذوات "الدول" ترى فيها موضوعا خارج العصر , ومن اساليب اعادتها للعصر خلق الفوضى الكفيله بإعادة الرشد اليها بعد أن تقدم تضحية كافيه لمثل هذه الاعاده مالا ودماء , وهو مانشهده اليوم.
عاشرأ: ماأراه اليوم أننا أمام مشهد واضح المعالم , فالدول الكبيره موضوعُ للتقسيم والدول الصغيره موضوع للتسكين وتلقي النفايات السكانيه , والنخب الحاكمه موضوع للحياة الارستقراطيه التي تعيش على ذكرى ارستقراطيتها ولاتملك سوى اسماءها, والمواطنين الى أقليات تروى تاريخ النكبات.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق