الخميس، 15 يونيو 2017

قطريون جنسيتهم "الحب والولاء"






هذا الحصار الظالم   ربما كان ضروريا ليظهر مدى تلاحمنا مع قيادتنا, هذا الحصار الظالم ربما لازما ليعيد الثقة إلى أنفسنا  , هذا الحصار الظالم ربما  خيرا ليبين مدى إرتباطنا مع بعض  مواطنين ومقيمين , الجميع على أرض قطر  يتكلمون اليوم بلسان  واحد "اللهم إحفظ قطر قيادة وشعبا" الجميع اليوم يحملون شعارا واحدا "نحن فداك ياقطر" الأزمات هي محك   الشعوب والمجتمعات , تفاجأ العالم  بإختطاف قطر  لزمام المبادرة , فوجىء من أقدم على هذا العمل الغير مسبوق في رمضان شهر الرحمة والغفران بردة الفعل القطرية الايجابية إيمانا  بقدرها وبقيادتها وإيمانا بثقتها في نفسها , تابعت ردود الافعال عن كثب  لجميع قطاعات المجتمع من مواطنين  ومقيمين  كن الايمان   بقطر وبدور قطر وبضرورة استمرار هذا الدور  الخيري والانساني الذي تمارسه وتقوم به دولة قطر  إيمانا راسخا , بل أستطيع القول أنني فوجئت من تفاني مجموعة من مواليد قطر من عرب فارس  ومن ابناء القطريات الذين كان همهم  قبل الازمة الحصول على الجنسية القطرية بحكم الولادة أو بحكم أن الأم قطرية , فوجئت بهم  يتعالون فوق  موضوع الجنسية وكأنها مجرد إجراء  حكومي  ويكتفون بقطريتهم الذاتية  التي يشعرون بها وهم يتنفسون هواء قطر ويعيشون فوق ترابها, أحدهم قال لي : نحن قطريون اليوم أكثر من أي وقت مضى  نحيا ونموت على تراب قطر وندافع عنها ونعيش حصارها  حتى تنتصر  في جميع قضاياها الانسانية , دمعة الرخاء  تمسحها  ظروف الحاضر المعاش , قطر اليوم أكبر عندنا من وثيقة السفر, اكبرت في أنفسهم هذا الشعور , هذة الفئة من أبناء قطر لابد لهم من لفتة إنسانية,  مواليد قطر الذين لم يعرفوا سواها والله أنني اشهد على إخلاصهم بسبب تنقلي في  الاعمال الحكومية وفي القطاع الخاص , بعضهم يرفض حتى الاجازة  وبعضهم لايغادر قطر حتى في الاجازة ومنهم من يشعر بشوق كبير للعودة اليها , كما نشعر جميعا نحن ابناءها عندما يطول بنا السفر,  والله انني شهدت مثل هذة الحالات  لهذة الفئة سواء من مواليد الدوحة من عرب فارس أو مماجاورها من بلدان أو كذلك من أبناء القطريات اللاتي تزوجن من غير القطريين, بعضهم لم يرى سوى سماء وأرض قطر , اليوم نحن في أمس الحاجة للإعتماد على النفس  وعلى سواعد الشباب من ابناء قطر ومن مواليد قطر , نحن بحاجة الى تحسين أوضاع هؤلاء الذين صحائفهم لم تلوث  ولم يخط فيها ما يسىء الى بلدنا وقيادتنا, لعلها فرصة سانحة وكما يقول الشاعر:

جزى الله الشدائد كل خير      عرفت بها صديقي من عدوي

وليس بيننا عدو  ان شاءالله ,  ولكن الظروف لها إملاآتها , وتكشف للإنسان ماكان يخفيه عن الرخاء وزمانه.

نحن بإذن الله عازمون على الاستفادة من هذة الأزمة أفرادا ومجتمعا وحكومة, لابد من الاستفادة  وأخذ العبر , ومن أولويات ذلك  زيادة التلاحم بين الشعب والقيادة  وزيادة المخزون الوطني للدولة بإصلاح أوضاع هذة الفئة المخلصة من أبناءه  وبناته .
 لقد أثبتوا ويثبتون أن الوطن أولا هو حب  وإخلاص وتفاني   لايمكن تزييفه وثانيا هو أوراق رسمية يمكن التعامل معها
قطر تميم   ستجتاز الظروف نحو  أفاق إنسانية أرحب بإذن الله.

الأربعاء، 14 يونيو 2017

"تديين" الخلاف لايساعد على حلَه




العقلية السياسة, تختلف عن مجرد الاداء السياسي, في مجتمعاتنا  العربيةبشكل عام هناك اداء سياسي وليس هناك عقلية سياسية, العقلية السياسية هي محصلة تاريخية لتطور سياسي حقيقي تمر به الشعوب  وتنشأ عنه الاحزاب  وبرامجها  بحيث تصبح بديلا عن  استخدام العنف المادي ,  في هذا الخلاف الذي نعيشة بمرارة غير مسبوقة وبحصار جائر يثبت عدم وجود العقلية السياسية وبروز القاع الحقيقي  لفكر هذه المجتمعات وهو قاع ديني  ومايشبه الدين من قبيلة أو طائفة و لذلك حلَه يستعصي  والشفاء منه غير تام وإنما مرحلي ,سأعطيك امثلة من شعارات هذه العقلية الدينية تقف حائلا أمام التطور  وإيجاد الحلول  والتجاوز  للمشكلات التي تعترض طريق مجلس التعاون الخليجي بشكل عام. وتساعد وسائل التواصل الاجتماعي على إنتشارها وتأبيدها في نفس الوقت

1- لن ننسى

2- لن نركع

3-الشقيق الأكبر والشقيق الأصغر

4- إلا الرموز

هذه عينه من شعارات العقلية الدينية التي نستخدمها  على أنها س شعارات سياسية وهي ليس كذلك البته , هذه شعارات  تنطلق من عقيدة وفي السياسة أو أن الحل السياسي  لايتعامل مع العقائد وإنما مع الواقع.

لابد أن ننسى  لكي نحقق التجاوز, إذا لم ننسى تحول الخلاف الى مايشبه العقيده  يغيب ويظهر بين حين وآخر , لكن إذا تم نسيانه او تجاوزه تحول الى طاقة تنمية وتطور نحو المستقبل , تجارب الدول تقول بذلك عبر التاريخ. لابد أن ننسى  ما حصل بيننا لكي نتجاوزه , لابد أن ننسى هذا الخلاف  أيضا  لكي  نتجاوزه , من أهم آليات السياسة ميكانيزم النسيان حتى يتحقق العبور وينتفي خيار العنف, أما العقيدة  فربما  عدم النسيان  يبدو إشكالا لذلك  وجب ضرورة التعايش والتسامح فيما يتعلق بالعقائد.

ليس لنا حاجة لاستخدام  عبارة لن نركع الدينية في الخلاف السياسي , بما في ذلك  من شعور غير حقيقي في تقدير الواقع وظروفه , في الخلاف السياسي ليس هناك ركوع , أو أن  دولة كذا لن تركع سوى لله , وكأن الدولة شخص طبيعي مطلوب منه أن يصلي ويركع. في السياسة هناك تفاهمات ومفاوضات وحساب خسائر وأرباح وتَحمُل  أخطاء  كل طرف للوصول الى اتفاقات تنبذ تحول الخلاف الى شكل من أشكال العنف المادي.

أيضا ثنائية الاخ الاكبر والاخ الاصغر أو الشقيق الاكبر والشقيق الاصغر, تأتي من نفسية العقلية الدينية هل سمعتم مرة رئيس أمريكي يسمى بريطانيا مثلا بالاخ أو بالشقيق الاصغر,  هذا المصطلح يعني دينيا وإجتماعيا أن تتنازل لأخيك الاكبر  وتفضله  عليك  كونه شقيقك الاكبر أو أن يتفضل عليك  كشقيق أكبر  ببعض من حقة كشقيق أكبر وهذا غير صالح ولايُعمل به في السياسبة ولافي القوانين الدولية ونحن نستخدمه ليل  نهار  وهو أحد أسباب  فشل مجلس التعاون وهيمنة الشقيق الاكبر عليه.

أيضا عبارة إلا الرموز وهي إشكالية دينية  من الاساس  لأن الرمز لايتغير  وهو إشتقاق قريب من مفهوم الصنم الديني  وإشكاليتنا الحقيقية هي في عدم تطور مجتمعاتنا  نحو الاصلاح السياسي المطلوب الذي  يجعل الرمزية في القيَم وليس في الاشخاص  , في المجموع وليس في الفرد, حاربت شعوبنا من أجل الرموز  دونما حتى وعيَ لماذا حاربيت , ضحت الرموز بالشعوب فضاعت الاوطان  وأختطفت أجزاؤها جزء بعد آخر  من أجل الرمز .

إشكاليتنا ياسادة كبيرة, علينا أن ندخل عالم السياسة بسرعة وإلا ستضيع أوطاننا بأسرع ما نتصور , عالم السياسة يتطلب شعبا مشاركا في صنع قراره المصيري , صدقوني لن تصل الأمور لما وصلت إليه لوكان هناك رأيا للشعوب , لكن  دفاعها الغريزي اليوم لايعني أنها  راضية عن قرارات  تتخذ بشأنها  من مقاطعة وحصار وإتهام بالارهاب وغير ذلك وهي لاتدرك الحقيقة ولا الأسباب.

لن نطول بنا الوجود ونحن على مثل هذا الحال  راع ورعية.





الاثنين، 12 يونيو 2017

الهدف ليس الارهاب , الهدف الاقتصاد




لااستبعد ان يكون الهدف الرئيسي وراء  هذة الحملة الظالمة على قطر وشعبها هو ضرب الاقتصاد القطري المتنامي   وظهور المواطن القطري كرمز للرخاء  وسط حزام  عريض من المعاناة  يعيشها المواطن الخليجي الآخر, لاأستبعد ذلك , اصبحت قطر جاذبة ومصدر قلق لبعض جيرانها حيث يمثل  دخل المواطن القطري أضعاف دخل اشقائه في هذه الدول, وراتب المواطن القطري أكثر  من عدة أضعاف لراتب  المواطن في بعض الدول المجاورة,  لااشمل الجميع , لكن الطابع العام  يُظهر تميز المواطن القطري عن غيره من مواطني الدول الشقيقة المجاورة هذه حقيقة. ثمة تهافت شهدناه واضحا للحصول على الجنسية القطرية  ومن ثم الاستقرار في قطر  البعض جاء ليعمل  في اجهزة الدول ثم طاب به المقام  واستبدل جنسيته بالجنسية القطرية  والبعض الاخر ينتظر, يمكن للملاحظ أن  يراقب حتى من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي  كيف يبدو المواطن القطري  وقطر في نظر اشقائه من الدول المجاورة, حيث استقطاعات  مستمرة ورواتب متدنية , مما يسبب حالة من عدم الرضا , الامر الذي قد يشكل تهديدا للاوضاع الاجتماعية  في هذة الدول الشقيقة, ناهيك عن وسائل العيش والحرية النسبية المتوفرة ومجانية الكهرباء والماء للمواطنين و كل هذة الميزات جعلت من النموذج القطري نموذجا جذابا  لشريحة عظمى من شباب بعض الدول الشفيقة في الخليج .أنا أعتقد أن الاقتصاد القطري المتنامي  بإتجاه استضافة أكبر  إحتفال كروي في العالم اسبقية تاريخية  تجعل من قطر  مصدر تشغيل  وتوظيف  لايدي عاملة كثيرة  تعاني من العطالة في بلدانها  ومصدر رزق وبالتالي بالنسبة للاشقاء تصبح علاقة حب  فلايعود العديد منهم الى بلادة  وأقصد بالذات الاشقاء من المملكة ومن البحرين, شهدت ذلك بنفسي  بعد أن يقضي  أحدهم وقتا في قطر  وتنتهي مدة عقده أو إعارته يستمر ويحاول البقاء والحصول على الجنسية إن أمكن له ذلك. أعتقد  ان جزءا كبيرا من هاجس المقاطعة جاء لدور قطر الريادي  سواء كان ذلك في السابق  , حيث  الكثير من شخصيات دولة الامارات العربية المتحدة عاشوا ودرسوا وتخرجوا  من قطر,أم في الوقت الحاضر حيث نموذجها الانساني المحقق لرخاء المواطن وكرامتة, وشغف شباب دول الشقيقة  وخاصة كما ذكرت السعودية والبحرين بالالتحاق به , مما يضع حكومات هذه الدول أمام  مقارنات ليست في صالحها , تعاطف مجتمعات الخليج مع قطر دليلا على ماأقول , لذلك جاء قانون عدم التعاطف  الذي هو بمثابة قانون "جاستا" الخليجي  لكن ليس على الآخر وإنما على  شعوبهم المتعاطفة مع قطر ونموذجها التنموي.

الأزمة وتصحر بعض المثقفين السعوديين



   

 قطر والسعودية أكبر من الاشخاص, قطر والسعودية ليس هما  فقط العائلة الحاكمة , قطر والسعودية ليسا مشروعا لدسائس  السياسةوأحابيلها,  قطر والسعودية ليسا هما الجزيرة والعربية فقط , قطر والسعودية ليسا القرضاوي  وآل الشيخ ,ستنتهي الأزمة , ستمر  كما تمر الازمات .ولكن من يزرع الشوك  في طريق الاجيال القادمة ,ويبذر الكراهية في النفوس  ويبني ستار وحاجزا نفسيا أصعب من الحاجز الاسمنتي  لصعوبة إنتزاعه  وهدمه. كل محاولات إسرائيل منذ إنشاءها كانت تنصب على  كسر الحاجز النفسي بينها وبين العرب , لم تهتم بسقوط خط بارليف  ولا بحاجز رئيس أركانها السابق الناري على قناة السويس قدر إهتمامها بإزالة الحاجز النفسي بينها وبين العرب والذي يبدو أنها نجحت فيه مؤخرا. الاخوة الصحفيين والمفكريين  والكتاب من المملكة العربية السعودية بالذات يبنون حاجز الكراهية بين الشعبين  اليوم بإنكشاف شديد لاأعتقد أن عقيدة المثقف تسمح به مالم يكن أجيرا , قلت لكم الجزيرة ليست هي الشعب القطري كما أن العربية ليست هي  الشعب ,لايهمني الكتاب المأجورين ولا صحفيي الارتزاق المزدوجي الانتماء هؤلاء لايمكن أن يؤثروا في أحد , يهمني المفكرين وشيوخ الدين الذين بإمكانهم أن يُعمقوا الخلاف بدلا من أن يعملوا على تجاوزه , ولأنهم الاقدر على التفرقة  والفرز بين السياسة العابرة والتاريخ المستبد الذي لايتغير.شخصيات أدبية وفكرية ودينية بدأت تتساقط  في أتون الخلاف بشكل شمولي يدل على تصحر يلوذ أو يحتمي  بآبار النفط أكثر من إحتماءه بالارض التي كانت وستبقى بعد النفط , أتناسوا حرب الخليج الاولى حين لم ينفع السعودية كبر حجمها ومساحتها  حين جلبوا بجيوش العالم  من كل حدب وصوب لكي تحميها , عندما يعيرون قطر بصغر مساحتها وحجمها؟هل نسوا أم تناسوا فشل السياسة السعودية بشهادة العالم في أكثر من موضع وتأخرها في فهم المتغيرات الدولية هل نسوا أم تناسوا  حين هرع سعود الفيصل رحمة الله ليقيم علاقة مع الاتحاد السوفيتي وهو القوة الاعظم بعد اجتياح العراق للكويت, وتبعها للصين الشيوعية كذلك بعد أن كانا بلد كفر وإلحاد أين هي المساحة  والحجم حينئذ؟,فقضية الحجم والكبر الذي يلوذ بها  الاخوة السعوديين في مخاطبتهم لقطر دائما قد لاتعنى  بالضرورة رقما صحيحا. مايهمني هما الشعبان الشقيقان , لاأصادر حق أحد في إبداء رأيه ولكن بدون زرع للكراهية والاحقاد, لاتزرعوا الريح لتحصدوا العاصفة  ولا الشوك حتى لاتمشوا عليه,عندما يقول أحدهم قطر اقل من دولة, فلم إذن كل هذا الفجور في الخصومة إذا كانت  لاترقى الا مستوى أن تكون دولة ولم شراء الذمم بصورة عشوائيه لكل منتهز ومتربص من فرد أودولة, وعندما تضع جريدة  عنوانا " قطر تحفر قبرها" ثم تصدرون بيانا يتبع ذلك أننا مع الشعب القطري , إذن ما هي قطر سوى الشعب والسُلطة,  نحن لانعول على الاعلام السعودي كثيرا  لأنه أكثر اعلام مرتبط بالريموت كنترول , ولكن نعَول على حكمة العقلاء من المثقفين والمفكرين السعودين والقلة من  شيوخ الدين الذي يفكرون في عاقبة الامور وما قد تؤول إليه زراعية الاحقاد والكراهية بين ابناء الدين الواحد والشعب الواحد والمصير المشترك  .

السبت، 10 يونيو 2017

الانطلاق من الماضي ليس حلا" كلمةُ لابد منها"




في خضم هذة الأزمة الخطيرة التي تهدد  وجود دولنا الخليجية , جاءت ثقافتنا العربية  لا لكي تجد حلولا لهاولكن لتؤبدها , قاموسنا السياسي  هزيل ينطلق من الماضي لكي يحل مشاكل الحاضر , ولاينطلق من المستقبل  لكي يتجاوز مشاكل الحاضر. إستمعت الى جميع محللين وصحفيين وكتاب الطرفين وغيرهم , جميعهم  تقريبا يرى أن الانطلاق لحل الازمة  يبدأ من الماضي ويسرد بعضهم التاريخ  وموامراته, وكيف أن قطر تآمرت , والسعودية تحالفت والامارات خططت. ثم نقف على  حدود الازمة الراهنة  ونصطدم بالانكار والتملص والقاء اللوم  على الطرف الآخر لما وصلت إليه الأمور.. ياسادة حل الأزمة ينطلق من المستقبل , مقدرات شعوب هُدرت ,  مكتسبات شعوب ضُيعت,خطر داهم يهدد وجودنا جميعا يلوح في الأفق , التضحية بالمجتمع من اجل التشبث بالسلطة ,صراع أجيال الحكم قتل التنمية وأتى على ماتبقى من أخلاق ومرؤة. وغير ذلك يجعل من المستقبل منطلقا لتجاوز أزمة الحاضر, لاتصف لي كيف ساعدت السعودية طالبان ولاكيف وقفت قطر مع الاخوان ولاكيف تحالفت الامارات مع دحلان كلُ ذلك لاينفع اليوم , علينا تجاوزه , تجاوز الماضي ليس تنازلات  هو وعي بحركة التاريخ  التصاعدية, العالم المتمدن الذي تضربون به المثل كل ماعمله أنه  وضع المستقبل  حلا لجميع مشاكله , لاينطلق أبدا من الماضي إلا للإعتبار ولكن لأن  السلطة عندنا من الماضي لذلك لايجد المجتمع بُدا دائما من ليَ عنقه بإتجاهها . اليوم أنتم أضعتم  مقدرات شعوبكم,    ووضعتم المنطقة على شفا حرب ستأكل الاخضر واليابس ,والعودة الى الماضي ستجعل الجميع متهمين , جميعكم تحالفتم , جميعكم مولتم , جميعكم تآمرتم , شعوبكم تعي ذلك جيدا , جميعكم تتلهفون إسرائيل صديقا وحليفا, ماذا أبقيتم لشعوبكم الحائرة , إعلامكم  يؤجج أكثر منه يعالج ,  يقفز اليه كل مرتزق ليرتزق ويثير فيه نعرات  وينبش في أحقاد , ليس هناك حل ينبع من الماضي , أسباب الأزمة  تكمن انكم تفكرون  إنطلاقا من الماضي لحلها , الحل يكمن في المستقبل والوعي به , فكروا في أجيالكم القادمة في أبناءكم الذين تدفعون بالشعوب الى الهاوية من أجل تنصيبهم, هل سيفلتون من المصير المحتوم لو إشتعلت المنطقه حريقا كالذي نشهده  في سوريا او ليبيا  وغيرهما. يجب ان يتوقف التصعيد إن كان بينكم رجلا رشيدا , يجب ان يتوقف هؤلاء النفر من هؤلاء المسمون إعلاميين الاغبياء الذين ينكئون الجراح   ولايملكون الا ترديد ما يقال لهم , وآخرون من المستفيدين  من غير ابناء الخليج ينفخون  في الكير ,شعوب لاتملك حريتها من العيب أن يُستمع لإعلامها , إنظروا كيف تجاوزت أوروبا حروبها الدينية والطائفية والصراع السلطة ؟ إنطلقوا من المستقبل  , ولو توقفوا عند الماضي  لكان وضعهم أسوأ من وضعنا لأنهم شهدوا وحشية لم يشهدها تاريخنا . فكروا في المستقبل ياسادة ,  إنكم تصلون بلا وضوء , وتصومون  ولكن من أجل الحمية فقط.

كلنا خلف تميم




لاتملكون غطاءً لا شرعيا ولاشعبيا على ماأقدمتم عليه , اثبتم أنكم أقوياء على شعوبكم, ضعفاء أمام السلطة  والتمسك بها حتى وإن كان ثمنها تمزيق  الشعوب  وزرع بذور الكراهية,  لاأعرف أين اضع ما أقدمتم عليه  لادينيا ولاسياسيا و قبل شهرين كان "الجبير" في قطر يمتدحها ويثني على إنجازاتها, قبل فترة وجيزة أمر خادم الحرمين الشريفين  بوضع سيف المؤسس الشيخ جاسم الذي أهداه  إياه سمو الامير   في الدرعية عاصمة السعودية الاولى إعتزازا وتقديرا, قبل ثلاثة اشهر جاء الى الدوحة ملك البحرين وولي عهده ورئيس الوزراء في زيارات متتالية,قبل فترة وجيزة كان الشيخ محمد بن زايد ضيفا على شقيقه الشيخ تميم. مالذي حصل ؟كيف يمكن تفسير ماحصل بهذه السرعة  وهذا التخبط الذي يظهر في البيانات والذي كان واضحا في بيان المطلوبين الذي أُعد على مايبدو بغباء شديد وبإرتباك أشد. على ما يبدو أن ترامب كظاهرة شعبوية  تجلت فقط بظهور دونالد ترامب إلا أنها في الحقيقة موجودة  عندنا  لكن لم يكن الوضع ولا الظروف تسمح بظهورها بمثل هذا الشكل الفج , لذلك بمجرد ان جاء أو مرَ بالمنطقة  وجمع العرب والمسلمين وهم ألد أعداءه كما صرح إبان حملته الرئاسيه,  وبدا الكثير قليلا والكبير صغيرا مع الأسف أمامه,  جرى التعبير عنها على شكل عدوان على  شعب شقيق  بناء على ما قيل أنه  ضوءا أخضر ,الضوء الاخضر كذبة في السياسة الامريكية , الضوء الاخضر لايٌعطى في السياسة الامريكية  للأنظمة االشمولية , إلا لكي تقتل شعوبها  أو لتحقيق مصالح أمريكية على حساب  هذه الشعوب وما غزو الكويت عنا ببعيد.اليوم الشعب القطري كله خلف تميم ," كلنا تميم" كل المواضيع مؤجلة. شكرا لكم لقد أعدتم الثقة  في أنفسنا في شبابنا , في إعلامنا و لم نعد نتابع "الرأي الآخر"  أصبحنا نتابع برنامج    "الحقيقة"  شكرا لكم أعدتم الثقة فينا لتلفزيوننا, شكرا لكم , لم نعد نتابع فيصل القاسم ولامنصور ولاريان , أصبحنا نتابع إعلامينا , الحرمي والعذبه  وصادق , والهاجري وغيرهم و قدرات واعدة أين كانت تختبىء لاأعرف؟ شكرا لكم لقد أعدتم الثقة فينا في قدرات شبابنا  وفي تكاتف مجتمعنا , اليوم يمكن التصريح بان قطر غنية بشبابها  برجالها  بقدرات ابناءها. نحن شعب يؤمن بأنه إمتداد لإخوانه من شعوب الخليج و نحن شعب يؤمن بالسعودية  ويؤمن بالامارات وبالبحرين  و لن نتنكر لإخواننا , الفرق بيننا وبينهم اليوم أننا  لدينا القدرة على التعاطف والتعبير عن هذا التعاطف ,بمنتهى الحرية , بينما  نعيش ازمتهم  لصعوبة تعبيرهم عن ذواتهم وعواطفهم,اليوم نقف جميعا خلف  قيادتنا المتمثلة في الشيخ تميم حفظة الله  وقلوبنا لاتحمل كراهية لإخواننا ,  ولن ننزلق إن شاء الله للصغائر من القول والفعل . ونحن على ثقة أن ظاهرة "ترامب" ستنتهي  وهي الآن تتآكل شيئا فشيئا , وندعوا ان تنتهي  ميكانزماتها في منطقتنا فهي ليست سوى مركب ثروة وغرور وجهل.

الخميس، 8 يونيو 2017

السعودية التي في خاطري




أصعب ما يواجه المواطن القطري اليوم هو  تشوه الصورة التي تمثلها في ذاته منذ عقود طويلة عن المملكة العربية السعودية وقياداتها, كابوس يزعج وعيه ويجعله لايكاد يهدأ , كنا نتصور الخلاف وابعاده   ولكن لم نكن لنتصور  حدتة وشدته  التي لامثيل لها في التاريخ بين شعبين هما في الاصل واحد, السعودية في خاطري  تقود ولاتُقاد, السعودية في خاطري هي التعقل والتروي , السعودية في خاطري هي الوعي  بحق المسلم على المسلم وبحق الشهر الفضيل  وحرمتة وحرمتة زوار بيته فيه., السعودية في خاطري هي حامية إستقرار المنطقة , السعودية في خاطري هي قطر وقطر هي السعودية, السعودية في خاطري أكبر من ألاعيب السياسة,  السعودية في خاطري أكبر من أن تُدفع , السعودية في خاطري هي عفاف الكلمة  ومنبع الاخلاق , هي مكة والمدينة . بعد هزيمة حزيران  جاء الملك فيصل الى القاهرة وقابل  الرئيس عبدالناصر الذي  كان بينهما  خلاف شديد وصل الى الاعلام , وقال أنا أزور اليوم أرض الكنانة وأخي الرئيس جمال عبدالناصر هذه هي السعودية في خاطري .السعودية أكبر من أحابيل السياسة وتسجيلات الظلام وخفافيش الفتنه .السعودية التي في خاطري هي موقف الملك فهد من إحتلال الكويت حين قال" أما ترجع الكويت أو نذهب جميعا". شرف  خدمة الحرمين أعلى شأنا  وأعلى رفعة وترفعا .أصبت بصدمة ومثلي كثيرون من ابناء وطني قطر من الانجراف الغير مسبوق أستغربه من السعودية  لا من غيرها  فأولئك يخوضون مع الخائضين  أما السعودية  فهي الترفع, في خاطري  حتى أيام قليلة معدودة , أذكر مرة  كلاما لرئيس الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم الامير سلطان بن فهد الى فريقة  قائلا: لاتنسوا الاخلاق السعودية التي جُبلتم عليها" دائما تستمد الملكة مصدر اخلاقها او تنسبة الى كونها بلد الحرمين الشريفين , لذلك كان على أن أتسأل عن طبيعة  الكلام الذي أقرؤه "قطر منبع الخيانة"  هذا عنوان واحدا من جملة عناوين هو أخفها , لم أذكر ملكا واحدا عبر تاريخ السعودية إستخدم لفظ "خائن" ضد  عدوا له  قبل أن يكون  أخا قريبا منه , بل ان مصطلح الخيانة غريب على الثقافة السعودية , حتى أن السعودية  ذاتها كانت دائما   هدفا لهذا المصطلح  الذي هو من أدبيات  الدول  التقدمية كما كانت تسمى  في السابق. غريب ما يحدث ,  إنزلاق لفظي وكلامي  خطير على السعودية قبل غيرها , مكانتها المعنوية  قيادتها  الاسلامية , أنا على يقين أنها فقدت الكثير  من المعنى الذي كان جوهر وجودها, بعد إندفاعها الغير مبرر لاتوقيتا  ولاحدة  وغلوا. أرجو أن تعود  كالتي كانت سابقا في خاطري وفي خاطري  أجيال الأمة.سقفا عاليا يليق بتكريم االله لها أن جعلها تحتضن  أقدس مكان على هذه الارض  وتكريم التاريخ لها أن جعل قادتها حراسا وخدما  لبيته ومنبع رسالته الخاتمة.