السبت، 10 يونيو 2017

الانطلاق من الماضي ليس حلا" كلمةُ لابد منها"




في خضم هذة الأزمة الخطيرة التي تهدد  وجود دولنا الخليجية , جاءت ثقافتنا العربية  لا لكي تجد حلولا لهاولكن لتؤبدها , قاموسنا السياسي  هزيل ينطلق من الماضي لكي يحل مشاكل الحاضر , ولاينطلق من المستقبل  لكي يتجاوز مشاكل الحاضر. إستمعت الى جميع محللين وصحفيين وكتاب الطرفين وغيرهم , جميعهم  تقريبا يرى أن الانطلاق لحل الازمة  يبدأ من الماضي ويسرد بعضهم التاريخ  وموامراته, وكيف أن قطر تآمرت , والسعودية تحالفت والامارات خططت. ثم نقف على  حدود الازمة الراهنة  ونصطدم بالانكار والتملص والقاء اللوم  على الطرف الآخر لما وصلت إليه الأمور.. ياسادة حل الأزمة ينطلق من المستقبل , مقدرات شعوب هُدرت ,  مكتسبات شعوب ضُيعت,خطر داهم يهدد وجودنا جميعا يلوح في الأفق , التضحية بالمجتمع من اجل التشبث بالسلطة ,صراع أجيال الحكم قتل التنمية وأتى على ماتبقى من أخلاق ومرؤة. وغير ذلك يجعل من المستقبل منطلقا لتجاوز أزمة الحاضر, لاتصف لي كيف ساعدت السعودية طالبان ولاكيف وقفت قطر مع الاخوان ولاكيف تحالفت الامارات مع دحلان كلُ ذلك لاينفع اليوم , علينا تجاوزه , تجاوز الماضي ليس تنازلات  هو وعي بحركة التاريخ  التصاعدية, العالم المتمدن الذي تضربون به المثل كل ماعمله أنه  وضع المستقبل  حلا لجميع مشاكله , لاينطلق أبدا من الماضي إلا للإعتبار ولكن لأن  السلطة عندنا من الماضي لذلك لايجد المجتمع بُدا دائما من ليَ عنقه بإتجاهها . اليوم أنتم أضعتم  مقدرات شعوبكم,    ووضعتم المنطقة على شفا حرب ستأكل الاخضر واليابس ,والعودة الى الماضي ستجعل الجميع متهمين , جميعكم تحالفتم , جميعكم مولتم , جميعكم تآمرتم , شعوبكم تعي ذلك جيدا , جميعكم تتلهفون إسرائيل صديقا وحليفا, ماذا أبقيتم لشعوبكم الحائرة , إعلامكم  يؤجج أكثر منه يعالج ,  يقفز اليه كل مرتزق ليرتزق ويثير فيه نعرات  وينبش في أحقاد , ليس هناك حل ينبع من الماضي , أسباب الأزمة  تكمن انكم تفكرون  إنطلاقا من الماضي لحلها , الحل يكمن في المستقبل والوعي به , فكروا في أجيالكم القادمة في أبناءكم الذين تدفعون بالشعوب الى الهاوية من أجل تنصيبهم, هل سيفلتون من المصير المحتوم لو إشتعلت المنطقه حريقا كالذي نشهده  في سوريا او ليبيا  وغيرهما. يجب ان يتوقف التصعيد إن كان بينكم رجلا رشيدا , يجب ان يتوقف هؤلاء النفر من هؤلاء المسمون إعلاميين الاغبياء الذين ينكئون الجراح   ولايملكون الا ترديد ما يقال لهم , وآخرون من المستفيدين  من غير ابناء الخليج ينفخون  في الكير ,شعوب لاتملك حريتها من العيب أن يُستمع لإعلامها , إنظروا كيف تجاوزت أوروبا حروبها الدينية والطائفية والصراع السلطة ؟ إنطلقوا من المستقبل  , ولو توقفوا عند الماضي  لكان وضعهم أسوأ من وضعنا لأنهم شهدوا وحشية لم يشهدها تاريخنا . فكروا في المستقبل ياسادة ,  إنكم تصلون بلا وضوء , وتصومون  ولكن من أجل الحمية فقط.

كلنا خلف تميم




لاتملكون غطاءً لا شرعيا ولاشعبيا على ماأقدمتم عليه , اثبتم أنكم أقوياء على شعوبكم, ضعفاء أمام السلطة  والتمسك بها حتى وإن كان ثمنها تمزيق  الشعوب  وزرع بذور الكراهية,  لاأعرف أين اضع ما أقدمتم عليه  لادينيا ولاسياسيا و قبل شهرين كان "الجبير" في قطر يمتدحها ويثني على إنجازاتها, قبل فترة وجيزة أمر خادم الحرمين الشريفين  بوضع سيف المؤسس الشيخ جاسم الذي أهداه  إياه سمو الامير   في الدرعية عاصمة السعودية الاولى إعتزازا وتقديرا, قبل ثلاثة اشهر جاء الى الدوحة ملك البحرين وولي عهده ورئيس الوزراء في زيارات متتالية,قبل فترة وجيزة كان الشيخ محمد بن زايد ضيفا على شقيقه الشيخ تميم. مالذي حصل ؟كيف يمكن تفسير ماحصل بهذه السرعة  وهذا التخبط الذي يظهر في البيانات والذي كان واضحا في بيان المطلوبين الذي أُعد على مايبدو بغباء شديد وبإرتباك أشد. على ما يبدو أن ترامب كظاهرة شعبوية  تجلت فقط بظهور دونالد ترامب إلا أنها في الحقيقة موجودة  عندنا  لكن لم يكن الوضع ولا الظروف تسمح بظهورها بمثل هذا الشكل الفج , لذلك بمجرد ان جاء أو مرَ بالمنطقة  وجمع العرب والمسلمين وهم ألد أعداءه كما صرح إبان حملته الرئاسيه,  وبدا الكثير قليلا والكبير صغيرا مع الأسف أمامه,  جرى التعبير عنها على شكل عدوان على  شعب شقيق  بناء على ما قيل أنه  ضوءا أخضر ,الضوء الاخضر كذبة في السياسة الامريكية , الضوء الاخضر لايٌعطى في السياسة الامريكية  للأنظمة االشمولية , إلا لكي تقتل شعوبها  أو لتحقيق مصالح أمريكية على حساب  هذه الشعوب وما غزو الكويت عنا ببعيد.اليوم الشعب القطري كله خلف تميم ," كلنا تميم" كل المواضيع مؤجلة. شكرا لكم لقد أعدتم الثقة  في أنفسنا في شبابنا , في إعلامنا و لم نعد نتابع "الرأي الآخر"  أصبحنا نتابع برنامج    "الحقيقة"  شكرا لكم أعدتم الثقة فينا لتلفزيوننا, شكرا لكم , لم نعد نتابع فيصل القاسم ولامنصور ولاريان , أصبحنا نتابع إعلامينا , الحرمي والعذبه  وصادق , والهاجري وغيرهم و قدرات واعدة أين كانت تختبىء لاأعرف؟ شكرا لكم لقد أعدتم الثقة فينا في قدرات شبابنا  وفي تكاتف مجتمعنا , اليوم يمكن التصريح بان قطر غنية بشبابها  برجالها  بقدرات ابناءها. نحن شعب يؤمن بأنه إمتداد لإخوانه من شعوب الخليج و نحن شعب يؤمن بالسعودية  ويؤمن بالامارات وبالبحرين  و لن نتنكر لإخواننا , الفرق بيننا وبينهم اليوم أننا  لدينا القدرة على التعاطف والتعبير عن هذا التعاطف ,بمنتهى الحرية , بينما  نعيش ازمتهم  لصعوبة تعبيرهم عن ذواتهم وعواطفهم,اليوم نقف جميعا خلف  قيادتنا المتمثلة في الشيخ تميم حفظة الله  وقلوبنا لاتحمل كراهية لإخواننا ,  ولن ننزلق إن شاء الله للصغائر من القول والفعل . ونحن على ثقة أن ظاهرة "ترامب" ستنتهي  وهي الآن تتآكل شيئا فشيئا , وندعوا ان تنتهي  ميكانزماتها في منطقتنا فهي ليست سوى مركب ثروة وغرور وجهل.

الخميس، 8 يونيو 2017

السعودية التي في خاطري




أصعب ما يواجه المواطن القطري اليوم هو  تشوه الصورة التي تمثلها في ذاته منذ عقود طويلة عن المملكة العربية السعودية وقياداتها, كابوس يزعج وعيه ويجعله لايكاد يهدأ , كنا نتصور الخلاف وابعاده   ولكن لم نكن لنتصور  حدتة وشدته  التي لامثيل لها في التاريخ بين شعبين هما في الاصل واحد, السعودية في خاطري  تقود ولاتُقاد, السعودية في خاطري هي التعقل والتروي , السعودية في خاطري هي الوعي  بحق المسلم على المسلم وبحق الشهر الفضيل  وحرمتة وحرمتة زوار بيته فيه., السعودية في خاطري هي حامية إستقرار المنطقة , السعودية في خاطري هي قطر وقطر هي السعودية, السعودية في خاطري أكبر من ألاعيب السياسة,  السعودية في خاطري أكبر من أن تُدفع , السعودية في خاطري هي عفاف الكلمة  ومنبع الاخلاق , هي مكة والمدينة . بعد هزيمة حزيران  جاء الملك فيصل الى القاهرة وقابل  الرئيس عبدالناصر الذي  كان بينهما  خلاف شديد وصل الى الاعلام , وقال أنا أزور اليوم أرض الكنانة وأخي الرئيس جمال عبدالناصر هذه هي السعودية في خاطري .السعودية أكبر من أحابيل السياسة وتسجيلات الظلام وخفافيش الفتنه .السعودية التي في خاطري هي موقف الملك فهد من إحتلال الكويت حين قال" أما ترجع الكويت أو نذهب جميعا". شرف  خدمة الحرمين أعلى شأنا  وأعلى رفعة وترفعا .أصبت بصدمة ومثلي كثيرون من ابناء وطني قطر من الانجراف الغير مسبوق أستغربه من السعودية  لا من غيرها  فأولئك يخوضون مع الخائضين  أما السعودية  فهي الترفع, في خاطري  حتى أيام قليلة معدودة , أذكر مرة  كلاما لرئيس الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم الامير سلطان بن فهد الى فريقة  قائلا: لاتنسوا الاخلاق السعودية التي جُبلتم عليها" دائما تستمد الملكة مصدر اخلاقها او تنسبة الى كونها بلد الحرمين الشريفين , لذلك كان على أن أتسأل عن طبيعة  الكلام الذي أقرؤه "قطر منبع الخيانة"  هذا عنوان واحدا من جملة عناوين هو أخفها , لم أذكر ملكا واحدا عبر تاريخ السعودية إستخدم لفظ "خائن" ضد  عدوا له  قبل أن يكون  أخا قريبا منه , بل ان مصطلح الخيانة غريب على الثقافة السعودية , حتى أن السعودية  ذاتها كانت دائما   هدفا لهذا المصطلح  الذي هو من أدبيات  الدول  التقدمية كما كانت تسمى  في السابق. غريب ما يحدث ,  إنزلاق لفظي وكلامي  خطير على السعودية قبل غيرها , مكانتها المعنوية  قيادتها  الاسلامية , أنا على يقين أنها فقدت الكثير  من المعنى الذي كان جوهر وجودها, بعد إندفاعها الغير مبرر لاتوقيتا  ولاحدة  وغلوا. أرجو أن تعود  كالتي كانت سابقا في خاطري وفي خاطري  أجيال الأمة.سقفا عاليا يليق بتكريم االله لها أن جعلها تحتضن  أقدس مكان على هذه الارض  وتكريم التاريخ لها أن جعل قادتها حراسا وخدما  لبيته ومنبع رسالته الخاتمة.

الأربعاء، 7 يونيو 2017

يزرعون الإرهاب ويشيرون إلى قطر



حذرت الامارات العربية المتحده مواطنيها من أن المتعاطفين مع قطر  في وسائل الاتصال الاجتماعي أو غيرها سيكونون عُرضة للسجن مدة 15 عاما مع غرامة تُقدر ب 500 ألف درهم.كما أشار المحامي السعودي "مشرف الخشرمي" في حديثه لصحيفة "عكاظ" السعودية  أن من يُبدي موقفا متعاطفا أو إعتراضا ضد قرارات المملكة التي تتخذها ضد دولة قطر"الارهابية" يرتكب جريمة ألكترونية عقوبتها السجن لمدة لاتزيد عن عشر سنوات وغرامة  تصل الى خمسة ملايين ريال سعودي أو بكليهما معا.

أنا أتساءل هنا ماذا بقي من الإنسان؟ إذا حكمنا عليه بعدم التعبير عن عاطفته؟ماذا بقي من المواطن إذا أجبرناه  حتى على خلع ضميره وبيعه في سوق السياسة والنخاسة.

كيف  يتولد الارهاب أنا أتساءل  أليس من الكبت  وقتل الانسان داخل الانسان حتى يصبح صيدا سهلا ليوتوبيا  الخلاص باشكالها وأيديولوجياتها؟

ألا تعلم حكومة الامارات والعربية السعودية اللتان تتهمان قطر بالارهاب أنهما يزرعان بذروره في مواطنيهما قبل الاخر؟

أليس هذا هو إنغلاق الهوية المميت؟ أليس هذا هو ا"تسليع" الانسان الذي كرمه الله  بالنفس والمشاعر  المقتبسة من روح الله؟

خلاف يستدعي التدخل في ذات الانسان ونزع  ملكة العاطفة والحس والشعور فية, لاتتعاطف مع خصوم "الدولة" أليست هذه فاشية  يصبح موسيليني تلميذا في مدارسها؟

 قرارات عجيبة تثبت أن التقدم في مجال الانسان  ليس سوى إكذوبة لاغير, لم يكفي إغلاق الحدود,ولا المجال الجوي, ولاتقطيع الوصل بين الارحام في خليجنا الواحد . وصل الأمر  حتى التنقيب داخل  الانسان , أليست هذه محاكم تفتيش  جديدة تعود بعد تلك التي ندى لها جبين الغرب حتى أصبحت عارا على تاريخة ومكتسباته؟

سيبقى الانسان  الخليجي المتعاطف مع أخيه  الذي هو صورته في المرآة وسترحل هذه القرارات,   بدلا من أن تستفتون شعوبكم  حول مثل هذه الاجراءات  ضد    شعب شقيق مسلم عروبي  ولا أقول ضد الحكومة أو السلطة,  تمارسوا إضطهادا  نحو شعوبكم أيضا , بإقامة محاكم التفتيش على ضمائر شعوبكم , لم هذا الخوف من الرأي الآخر  إذا كنتم على ثقة وإقتناع مما تفعلون؟

لمَ هذه الخشية طالما تملكون مبررات ما أقدمتم عليه , لمَ الخوف من ضمير الانسان طالما  تظنون أنكم بفعلكم هذا في إتساق   مع الحس الانساني القويم.؟
أليس دفع الانسان والدول دفعا  بالتهديد تارة وبالأموال تارة أخرى لمقاطعة قطر يمثل إرهابا؟ ماهو الإرهاب إذن؟

 ماذا بقي من الانسان ؟سؤال  حرج  بعد أن كان السؤال ماذا بقي للإنسان؟

إنتقال دام من  الموضوع إلى الذات , أختفى الانسان كموضوع له حرية الرأي والكلمة في مجتمعاتنا واليوم يختفي كذات تمتلك عاطفة  وتفيض عينه من الدمع وله مشاعر وأحاسيس.
ياسادة إنكم تزرعون الارهاب من حيث لاتعلمون.
اللهم أفتح بينا وبين أهلنا  وأخواننا  بالحق وأنت خير الفاتحين

الاثنين، 5 يونيو 2017

يومٌ ولدَ سفاحا



هذا اليوم ولدَ سفاحا , لم يلده خليجنا العربي ولايمكن أن يتبناه تاريخنا , شعور غريب وصمت مطبق بدأ مع انفاس هذا اليوم العاشر من رمضان 1438 للهجرة, شعرت بزلزال يجتاح كياني وأنا أرقب شاشة التلفزيون  بيان بعد آخر , شىء ما تعدى الخلاف , حدثٌ ما فتك بحرمة الصوم , بيانات في غير موضعها  ظننتها ضد نظام بريتوريا العنصري أو النظام الاسرائيلي المحتل   ,العاشر من رمضان  ذكري عظيمة في نفس كل عربي  و ذكرى سيئة لغولدا مائير والشعب الاسرائيلي الذي أسقط حكومتها واستقالت بعده , العاشر من رمضان يوم مجيد  لعبور خط بارليف  وكسر إسطورة الجيش الاسرائيلي و العاشر من رمضان  يوم "الله أكبر" .االعاشر من رمضان  يومٌ شهد قطع علاقات أكثر من ثلاثين دولة علاقاتها مع العدو الاسرائيلي  تضامنا مع العرب .هذا هو العاشر من رمضان في ذاكرتي, اليوم أجدني هائما بين ذاكرتي  وكياني أيعقل هذا؟ أيعقل أن تحاصر قطر؟  أيعقل أن تتوالى كل هذه البيانات  قطعا لرحم  وتقطيعا لوصل شعب هو جزء لايتجزأ من أصالةالخليج ؟أنا مواطن عادي لاأعرف  سوى ما يُعلن لست مطلعا على أسرار السياسة ومايحاك , مسؤولية من أن أكون بريئا وأتلقى الصفعة والصدمة فجأة دونما إدراك لماذا صفعت؟كنت ولا ازال دائما ضد الارهاب  ووقفت بقلمي وكلمتي ضد الارهابين أينما كانوا. مئات الالوف مثلي من ابناء الخليج لايدركون سر هذه البيانات سوى الاعلان الرسمي  الذي صيغ لاهداف سياسيه بشكل أو بآخر, هذه ليست بيانات هذا إعلان حرب  و ماذا نتوقع اكثر  أن تسيل الدماء وقد سالت منذ أن أطلقتم بياناتكم وكأنكم تجتمعون على  عدو الله  في يوم من أيام الله , نعم  نزف الدم داخليا في جسد كل قطري وسعودي وإماراتي وبحريني مخلص , العيون الزائغه وجدتها حتى عند الشباب الغض  قبل الرجال أو الشيوخ .هل ثمة معنى  لمجلسنا , لقبلاتنا , لمراسم توديعنا واستقبالاتنا,؟ هذا غدر بالمواطن الخليجي قبل أن يكون إجراءات تأديبة كما تقولون , متابعة بسيطة للفترة الوجيزة قبل هذا الحدث الجلل لوسائل الاتصال الاجتماعي تثبت أن  معظم  شعوب المنطقة ضد التصعيد وضد كل ما يقطع أو يدق اسفينا بينها كشعوب,   لقد سطرتم صفحة سوداء ستظل تلاحق كل من شارك في وضعها , من له الحق أن يمنعني من زيارة أقربائي في السعودية أو في البحرين وأشقائي في الامارات, إذا استمرت  إجراءتكم هذه ضد الشعب القطري فستخرجون من التاريخ  وقد يصبح البعض منكم مرشحا لإتهام محكمة الجنايات الدولية يوما ما. اللهم أستودعك بلدنا وخليجنا , اللهم لاتول أمورنا شرارنا , اللهم أرحم ضعفنا كشعوب  ,لاتحفظوا هذا اليوم  ولاتاريخه  لأنه يوم لم يسطره الانسان الخليجي  وسيصوم يوما آخر  بدلا عنه لأنه من أيام داحس والغبراء قبل أن   يتجلى الصوم  معنىً للأخوة والتحاب , حتى توقيتكم يدينكم جهلا بالتاريخ  وثقبا في وعي أبناء الخليج والامة العربية.

السبت، 3 يونيو 2017

فتوى الفوزان ... تجديد أم تجميد؟

"لايجوز الخوض في هذه الأمور لانها توغر الصدور وتزيد من الفرقة بين المسلمين, وهذه الأشياء تترك للحكام والساسة. أنت مالك دخل و صُم وصَل وأقرأ القران ولاتضيع رمضان" هذه فتوى العلامة صالح الفوزان , في الأزمة الخليجية الراهنه.
لدي بعض الملاحظات على مثل هذه الفتوى التي أعتقد أنها  مشكلة وليست حل ,  وفرز يجعل التاريخ يعيد تكرار نفسه  .
أولا:هل ترك الخوض في هذه الأمور  وهو يقصد من قبل الشعب يقلل من منسوب الفرقة بين المسلمين؟التاريخ لايقول بذلك , فعزلة   شعوب المنطقة عن تقرير مصيرها  لم يوصل الى ذلك , ولو أخذنا إنشاء مجلس التعاون كنقطة بداية لتطبيق  مثل هذه الافتراض نجد أن مشاكلة تزداد عاما بعد آخر دون ذنب للشعوب في ذلك  بل أن أصبحت مشاكله كمجلس أعلى يضم القادة إنعكست سلبا على الافراد والشعوب دون ذنب منهم.
ثانيا: يقول الفوزان  في فتواه أيضا يجب ترك ذلك للحكام والساسة, وهنا يجب أن نميز , حكامنا ليسوا ساسة بالمعني الحقيقي للكلمة لا على مستوى وصولهم للحكم ولاعلى مستوى إدارتهم له هذه حقيقة يجب الاعتراف بها.المجتمع السياسي القرار السياسي فيه معقد ويمر ُعبر آليات شعبيه  فبالتالي القرار فيه  أصلا ينبع من إرادة الشعب وما على السياسي إلا الالتزام بتنفيذه .ولغياب مثل التطور التاريخي  ظهر لدينا مايُسمى بالبطانة أو حاشية الحاكم  ونحن نرى ونشاهد بأعيننا تأثيرهم على مجريات الأمور سواء بين الدول أو في داخل كل دولة, ومثل هذه الفتوى تمثلُ دعما وإستمرار لمثل هذا النهج التاريخي.
ثالثا:ويقول العلامة الفوزان كذلك في فتواه" إنت مالك دخل "صُم وصَل وأقرأ القران ولاتفوت رمضان" هنا وضع فاصلا  حدد فيه مسؤولية المجتمع أو المواطن العادي التي يجب أن يلتزم بها,     وننسى أن الحكام أيضا عليهم أن يصوموا ويصلوا ويقرأوا القران وأن لايضيعوا رمضان.  بل يجب أن يكونوا أكثر تمثلا لمقاصد ذلك . "قضية مالك دخل"هذه خارج مقاصد الصوم والصلاة وقراءة القران.بل يجب أن تكون المعادلة طالما أنا أصوم وأصلي وأقرأ القرا ن في مجتمع متدين بالفطرة فأنا أكثر ترشحا  أن يكون لي "دَخل" في القرار  الذي سيحكم مصيري ومصير عائلتي ومستقبلهم , مع أن دولة المواطنة العصرية تجعل من جميع المواطنين على إختلاف أديانهم  وأعراقهم لهم "دخَل" في المشاركة فيما يتعلق بتقرير مصيرهم.
رابعا:تنطلق فتوى العلامة الفوزان من أرضية مخافة "الفتنة"وهي قضية حاكمة في تاريخنا  حتى أصبح تاريخنا   ليس سوى  دولة "الغلبة" وأجندتها  مخافة"الفتنة" ومجرد التفكير في الدخول في عالم السياسة يصبح فتنة ومن ثم تمتنع السياسة  كأجراءات واقعية  ويبقى سحر الفتنة ونارها محيط بالمجتمع فنحن نتقدم حتى نصل الى حدود الفتنة لنتراجع الى الخلف  حاملين  مشاكل تاريخنا منذ فجر التاريخ في هذه الحركة الارتداديه دونما حل .
خامسا:بودي لو كانت فتوى العلامة الفوزان  في الحث على انفتاح الحكام على شعوبهم وطرد الغريب المتنفذ في دوائر صنع القرار الذي لايريد خيرا لهذة المنطقة   والعودة الى اللحمة الخليجية الواحدة وإشراك الشعوب في تقرير مصيرها هذا هو إتجاه التاريخ .
سادسا: إلى متى سيظل هاجس الفتنة مسيطرا , لم يمنعنا ذلك من الوقوع المتكرر في الفتنة عاما بعد آخر, أنا اعتقد الأكثر أهمية من فتوى العلامة هو  بيان مجالس الشورى أو الأمة في المنطقة لو أنها فاعلة لتعيد التوازن للقرار السياسي المختطف   الذي جعل من دور الشعوب فقط أن تصوم وتصلي وتقرأ القران كأداء ميكانيكي  لايرتفع الى سقف المقاصد المرجوة منه والتي في مقدمتها  حقها في قول كلمتها وتقرير مصيرها

الخميس، 1 يونيو 2017

الأزمة من وجهة نظر إستهلاكية



تمثل الازمة الراهنة التي تعصف بدول الخليج  من بُعد آخر, مرحلة متقدمة من مراحل المجتمع الاستهلاكي التي يبدو فيها المواطن كمُستهلك مثالي , بعد أن كان الرهان  على فاعليتة ودوره في إدارة شئونه والاضطلاع بمصيره. العلاقة بين الانظمة والشعوب  لم تتطور بشكل جدلي يجعلها تنتج  مُركب ثالث يشكل إطار تعاون وتساند واع , وإنما تطورت بشكل أحادي إفتراسي جعل النظام  في حالة الضرورة يجعل  من مجتمعه مستهلكا  لماينتجة ثقافيا إذا لم يستطع  الترويج له خارجيا أو لم يجد مستهلكا له في الخارج. الخلاف القائم اليوم يثبت أنه لاأحد يمتلك الحقيقة  وليس هناك سوى منتج  يجرى توصيفه ك"حقيقة" لعدم وجود شهود على ذلك  لغياب المواطن وبالتالي المجتمع  عن مسرح الاحداث  وبقاؤه  في صف المتفرجين  وُيصدَرهذا المنتج  بعد ذلك للمجتمع ليستهلكه بمثالية فائقه.يظهر ذلك بوضوح في  إعتماد الاطراف صاحبة الخلاف على رواية واحدة تتكرر بشكل أو بآخر  لدى الطرفين , حاولت أن أسأل العديد من الطرفين  عما إذا كانوا يعرفون حقا أسباب الخلاف كانت الاجابة  هي نفس المنتوج الرسمي  الذي أصدرته وتصدره وسائل الاعلام الرسميه من الجانبين ,هناك وصف للأعراض مبستر صيغته رسمية ,لايصل الى عمق الداء, كانت الخلافات السابقة لاتصل الى المواطن بشكل مباشر ولم تكن الانظمة تحتاجه لا كمشارك ولا كمستهلك ,اما الازمة الحالية فأستخدمت جانبه الغريزي كمستهلك وكمروج لبضاعتها  دون أي إشارة حتى لإمكانية مشاركته مستقبلا  ليتحمل مسؤوليته إزاء مصيره, إرتباط النظام بالوطن  أو الحكومة بالدولة في الاذهان  يجعل العقلية الاستهلاكية تجزم أن الدفاع عن الحكومة أو النظام  دفاعا عن الوطن  , وهوغير ذلك  في مجتمعات الانتاج والحريات.في المقابل تأجير مغردين وكتاب مرتزقين  وشراء ذمم  وقنوات فضائية ومذيعين من الخارج  لتأييد رسالتك  يجعل منك إحداثية إستهلاك لاأكثر الحقيقة في زمن الاستهلاك تتطلب  الحرية شرطا لها  حتى يصبح  من يعتقد بها  قيمة في حد ذاتة لابضاعة أو مُستَهلك.إن ملف المستقبل لمنطقتنا سيظل مجهولا وربما قاتما إذا كانت ركائز الحاضر لاتعي  ضرورة التغير ووقته المناسب, تبنى الاوطان بالحريات ويبنى المواطن بالمشاركة , الدفاع عن المصير حدا أخيرا وغريزة في الانسان والحيوان , لكن الدفاع عن الموقف والرأي  والقرار قيمة يتميز بها الانسان عن غيره , آلمني كثيرا الدفاع الغريزي بألاساليب الفجة والتعدي والسباب , لو ادرك هولاء الحقيقة أو كان لهم نصيب من المشاركة في صنع القرار بشكل أو بآخر أنا على ثقة أن ردود أفعالهم ستختلف .إن بصيص النور في الظلمة يهدي , وعتمة الظلمة مع سماع الأمر يجعلك  تتخبط  ولاتدرك مايصدر عنك