هل يمكن ان يصاب احد بداء " الوطن"؟ هل يمكن ان يكون الوطن داءا يصيب ابناءه. بادى ذى بدء اود ان احيى جهود الدوله والقائمين على تنظيم هذا العام لاحتفالات الدوله باليوم الوطنى. لقد كانت احتفالات هذا الهام اكثر صحيه ونقاء من الاحتفالات فى الاعوام السابقه, وكأن الدوله قد علمت وادركت اسباب واعراض ما يصيب المجتمع من داء سببه الوطن تظهر اعراضه جليه بالذات فى هذه الايام , ايام الاحتفال باليوم الوطنى. عندما يتبلور الوطن فى ذهن الفرد على انه شيئا يمكن امتلاكه يتحول الى مرض يصيب ذلك الفرد, عندما يصبح الوطن حاضرا فقط يصبح داءا قاتلا, عندما يعتقد الفرد او الجماعه ايا كان شكلها انها بحجم الوطن كله يصبح الداءُ متمكنا, عندما يصبح الوطن مناسبه فقط يصبح الوطن مرضا موسميا كأنفلونزا الشتاء, عندما يصبح الوطن مسرحا لاظهار ما يتنافى ومفهومه لابد من علاج الاسباب اولا قبل الاعراض الظاهره, عندما لايكون الوطن مصدرا للامان والاطمئنان وبديلا عن غيره من الولاءات يبقى مرضا مزمنا لان الشفاء بالانتقال اليه يبدو عسيرا. الانتقال الى الوطن علاج والذوبان فيه شفاء , والاصابة بداءه تعنى مرحله ما قبل الانتقال اليه وان كان العيش فيه, عندما يكون الحبل السرى موصولا بغيره يصبح الجنين فى احشائه حيا ولكنه مريض بداءه أى "الوطن" كالمرض البيئى ذاته لايشفى صاحبه الا بالخوج عن البيئه ذاتها او بالتصالح معها والتأقلم بشروطها, العيش فى الوطن يتطلب علاجا وتطعيمات مانعه . كل الحروب الاهليه الطاحنه سببها الاصابه بداء الوطن , انظروا حولكم تجدون الادلة واضحه على ذلك, كل الانقلابات والثورات سببها المرض بداء الوطن. لماذا انتهت هذه وتلك فى العالم المتحضر لانهم انتقلوا من مرحلة الاصابه بداء الوطن الى العيش فى الوطن, المرض بالوطن ليس هو العيش فيه او من اجله لا, انه العيش لامتلاكه كما يمتلك الطفل لعبته لايريد عنها تنازلا مهما كانت المبررات عقلانيه كأن تكون مسمومه مثلا او حارقه. شكرا لاجهزة الدوله التى احدثت قليلا من التطور فى اتجاه العيش فى الوطن هذا العام وخففت نوعا من شده اعراضه كالتى عايشناها سابقا . عيشوا فى الوطن ومن اجله ايها الساده واعلموا ان اشد االداء هو ذلك الذى يكون الوطن سببه لأن علاجه الوحيد هو الرغبه والاراده الواعيه للافراد ذاتهم اصحاب الشأن , ان الانتقال الى الوطن ليس هو التواجد جسدا فيه فقط وانما معايشته وعيا وادراكا , انه قضية ايمانيه ايها الاخوه , امنوا بالوطن سيكفيكم عما سواه ,على الدوله كذلك ان تؤمن بالوطن لا بداءه او مرضه , عليها ان تكون الطبيب المداوى لاسبابه وليس للتخفيف من اعراضه فقط, عليها ان تكون بحجم الوطن لا بحجم داءه او امراضه .الوطن العربى عموما يعيش مرض أوداء الوطن , اول دلائل الشفاء منه يتمثل فى سهوله الانتقال السياسى عبر الاجيال " وهى مرحلة الانتقال من الكهوف والخنادق الصغرى الى رحابة فضاء الوطن الفسيح"بشكل لايؤثر على امن الوطن ولا على ثروته ولا على مجاله الحيوى وفى مقدمته المواطن نفسه . القضيه ليس سهله ان تعيش فى وطنك دون ان تصاب بدائه وسط كل هذا التاريخ المثخن الذى لم يعرف الوطن الا مرضا يفتك به ابنائه وأى مفارقة اكبر من ذلك ان يفتك المريض بمرضه لكنه لايستطيع مع ذلك ان يعيش بدونه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق