هل تحتاج عودة الرشد الى العقل كل هذه الضربات والدماء. هل تحتاج امة العصر الراشد الاول الى اعتباره "اى الرشد" اشتثناء والجنون او اللاعقل هو القاعده. هل تحتاج زعاماتنا الوطنيه الى غضب الشارع وتدمير الممتلكات لكى تعود الى رشدها , هل تحتاج زعاماتنا الى التذكير بأن الموت قد يساوى او يكون اغلى من حياه الذل والاقصاء والافقار. خطاب الرئيس التونسى بن على الاخير اعتذار لشعبه عن سنوات البطش والتهميش والبطاله الموجهه بقصد استمرار سلطته ونظامه واعتزامه او تغيير رأيه حول ترشيحه القادم لمده رئاسيه جديده دليل على ان رغبة الشعوب هى النافذه والمسيطره مهما طال بذلك الزمن, وتأكيده بأنه لارئاسه ابديه فى السياسيه اسبقيه تسجل له رغم عدم مشيئته فى ذلك على غيره من زعماء الرئاسه الابديه من غيره من العرب. فى اعتقادى ان ما يحدث فى تونس اليوم ليس خروجا عن سنة التاريخ فى التغيير والتى تتطلب اراده صلبه وتضحيه فى سبيلها ومطالب لايعبأ بقدر جسامتها ولا بالحاضر من اجل المستقبل. ما يجرى فى تونس اليوم يشير الى ان التغيير يبدأ من الداخل بعد ان استمرأ العديد بل وانتظره من الخارج , ما يحدث فى تونس يكشف الى ان النظام العربى راهن على الخارج واعتمد على القوة فى الداخل ونسى او تناسى ان الداخل له القدره على خلق قوته الذاتيه وبأن ادراكه لحقه وادراكه للفرصه هما مكمن القوه الحقيقيه وليست دبابات الجيش ولاهراوات الشرطه, ما يجرى فى تونس نذير لمن يدرك النذر ان للشعوب حقوق قد تؤجل ولكن لاتمتهن الى مالا نهايه وبدون ثمن. هل اصبح النزول الى الشارع وتحريكه او الاحتكام له"بالنسبه للكويت"فى ازمتها بين الحكومه ومجلس الامه " هو السبيل لاخراج الامه من ازمتها مع انظمتها الحاكمه . هل يمثل اعتذار بن على مخرجا مناسبا له ولغيره لحل هذه الازمات بين الشعوب وانظمتها ؟ ام هل تستمر الشعوب بزوال السبب والمسبب كليا حتى اعادة البناء من الاساس واعاده الامور الى الصفر؟ هل يمكن اعادة سيناريو ما يحدث اليوم فى تونس فى مصر مثلا بمعنى ان يصل الى نفس الدرجه الضاغطه رغم ان مصر وشعبها العظيم فى الشارع منذ سنوات, والجزائر كذلك تتحرك بنفس الاتجاه . ما اود الاشاره اليه فى هذا التعليق على ما يحدث فى تونس اليوم هو
1: عودة النظام التونسى الى رشده عمل ايجابى على الرغم من ظروف هذه العوده
2: ازالة الرئيس بن على لعدد من مسؤولى الحكومه الكبارمن مواقعهم وتحميلهم المسؤوليه عمل تقوم به الحكومات فى مثل هذه الظروف ككبش فداء محتمل
3: عزوف الرئيس عن الترشيح ثانية عمل غير مسبق سوى فى حالات قليله نادره فى عالمنا العربى "سوار الذهب" ولكن يبقى اللجوء الى الحيل التاريخيه بعد فترة انقضاء العنف بتجيير الشارع وبالاستفتاءات الشعبيه المزيفه كما حصل فى اليمن بالنسبه للمطالبه بعودة الرئيس على عبد الله صالح عن عدم الترشح للرئاسه ثانية
4: الوعود بمزيد من الحريات والتعدديه شعار يرفعه دائما الغرقى ويبقى قدرة الشعب على الحصول على مكامنه المفصليه الحقيقيه من خلال اجراءات ملموسه.
5: مدى صدقيه صك عودة الرشد هذا الذى رفعه الرئيس بن على اليوم فى تونس والذى قد يرفعه غيره غدا يحتاج الى ان تستمر قدرة الشارع فى الحراك وبالمزيد من التضحيات ربما لذلك فتعادل كفتى الوعد والانجاز مهمه هنا .
6: اتهم العديد من التونسيين الرئيس بن على لارتهانه الى مستشارين يخلطون له الحقائق ويزيفون له الواقع وهذه هى البيئه الحاضنه لاى حكم ديكتاتورى يستعيض بهم عن رأى الامه وصوت الشارع ففى الوقت الذى تزداد فيه مكانة المستشارين والمقربين من النظام فى انظمتنا العربيه تقل او تندر الحاجة الى معرفه رأى المواطن والشارع عموما فى ما يخص حياته بل وفى مستقبله وذريته.
7: يدرك النظام اى نظام قوة الشارع ولكنه يراهن على قدرته على شله وبعثرته وتفريقه باساليب عده منها مرغب ومنها مرهب ولذلك عندما تمتحى الفوارق الايديولوجيه والطبقيه التى تستغلها السلطه فى اضعافه يصبح من القوه بحيث لاتستطيع مواجهته فتزول او تتنازل وهنا يبرز مفهوم الكتله التاريخيه" المرحليه
8: هل يكتفى الشعب التونسى بوعود بن على على اعادة الرشد والاصلاح وتمكين الشعب هذا جوابه لدى الشعب التونسى الشقيق ام يطالب بتنحيه كرأس لهذا النظام؟ وهل يمكن اعتبار هذا الحدث موسم العوده الى الرشد لانظمتنا العربيه بمعنى ان تعمل الشعوب او تتبنى سياسه اعادة الرشد الى النظام بدلا من العمل حتى ازالته حيث الافتقار الواضح للبنى المؤسسيه الديمقراطيه لايجاد البديل سوى مؤسسة الجيش التى انظمتنا القائمه من ميراثها المستحق اساسا
اسئله عديده يمكن طرحها ولكنها من ارشيف خمسينيات وستينيات القرن الذاهب حين خرج الاستعمار الاجنبى او اخرجته شعوبنا جسدا ولم تدرك بأن الحريه ليس لحظه او ساعه سرمديه يكفى تحققها مره لتضىء مدى العمر ولكنها صيروره مستمره مرهونه بالالحاح على الطلب حتى من ذاتك التى قد تتنكر لك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق