شاهدت كغيرى من القطريين مباراة منتخبنا القطرى مع المنتخب اليابانى كانت مباراه كبيره وفيها العديد من الاهداف ورغم هزيمة منتخبنا الا ان الفريق قدم مباراه كبيره ولكن ليس هذا هو الموضوع. تابعت اللقاءات بعد تلك المباراه سواء مع اللاعبين او المسؤولين او الاخوه فى مجلس المذيع المتألق خالد جاسم. جميعها اشارت الى ان هزيمة فريقنا كانت نتيجة اراده الهيه بأن ينهزم والعباره التى استعملت هى "قدر الله وماشاء فعل" اذن هزيمتنا كانت قدر الهى اذا استعملنا هذا النمط من التفكير فسندخل فى دائره اخرى وهل يهزم الكافر المسلم الا بسبب على اعتبار ان الفريق اليابانى فريق كافر والفريق القطرى فريق مسلم او ينتمى الى بلد مسلم يقودنا نفس النمط من التفكير الا ان ربما بسبب بعض الغير مسلمين والمجنسين فيه ويخرج الوضع بالتالى من اطار الرياضه والجهد واغتنام الفرص الى دائرة الدين فندخل الرياضه فى الدين او الدين فى الرياضه كما فعلنا ذلك مع السياسه عبر تاريخنا حيث تصبح دينا حين يحتمل او يحتم الوضع . خطورة هذا النمط من التفكير كونه اعتذارى يجد العذر بيسر وسهوله طالما ان النتيجه هى فى النهايه قدر الهى لايملك الانسان معه حولا. وقضيه الجبر والاختيار قضيه قديمه فى تاريخنا الاسلامى ونشأت مدارس عديده فى تناولها من فرقة المعتزله التى رأت ان للانسان الحريه فى اختياراته فى حين رأى غيرهم من الجبريه ان الامر محسوم وان ليس للانسان الا ما اختاره له الله وقدره مسبقا فى جميع المسائل الحياتيه وماوراء الحياه فى حين وقف الاشاعره موقفا مائلا نحو الجبريه الا انهم اشاروا الى اهميه سعى الانسان رغم النهايه الجبريه. كان ذلك نقاشا فكريا وعقليا بين فرق عقليه فى مراحل متقدمه من تاريخنا الاسلامى , ولكنه لايزال محتدما الى اليوم, فهل سقوط الطالب المهمل مثلا اراده الهيه؟ وهل هزيمة فريق امام اخر كان مكتوبا فى اللوح المحفوظ مثلا, وما معنى اذن "انك كاد ح الى ربك كدحا فملاقيه" كما تذكر الايه الكريمه. الايمان شىء جميل مطمئن ومواسى للنفس الانسانيه الضعيفه ولم يوجد مجتمع فى التاريخ بدون ايمان بل هو حاجة نفسيه ضروريه للفرد ولكن يجب ان لايحد من قدراته التى اودعها الخالق فيه فهو ايضا اراده الهيه اوقدر الهى بهذا المعنى, يجب ان لايكون مشجبا لهزائم النفس البشريه امام مستحقات الحياه وارادة البقاء, فلذلك هزيمة فريقنا امام الفريق اليابانى فشل فى عدم قدرتنا على مسايرتهم ولياقتهم الكبيره جدا وتماسك صفوفهم هذا ما عبر المعلقون من الاخوه الافاضل منه بقولهم" قدر الله وما شاء فعل"
ان مجتمعاتنا واقعة بين طرفى الايديولوجيا والتفكير الدينى وكلاهما يحتاج للخروج منه رؤيه متسعه ,ففى حين تحث الايديولوجيا الخطى لاستحضار المستقبل "الان" يعمل الدين على نقل عبء "الان"الى المستقبل سواء كان مشهودا او من وراء الغيب
اوه ! فتح الله عليك هو دا ! (ان مجتمعاتنا واقعة بين طرفى الايديولوجيا والتفكير الدينى )
ردحذفواعتقد بانك محق بان الايديولوجيا عندنا مهمتنا تجيب التعلب من ديله وعندها كل الاجوبة الجاهزة ..تقريبا لكنها اجوبة معلبة !! اما التفكير الديني ولا اقول الدين نفسه يحثنا على احالة الحاضر الى الماضي ولا اظن التفكير الديني يعتني كثيرا او قليلا بالمستقبل على اعتبار انه " دع الخلق للخالق "
شوف العرب يا سيدي اعتادوا ان يلقوا بالعبء على الاقدار في حالة الفشل وفي حالة التوفيق والفوز التي تاتي بالمصادفة والمصادفة وحدها بالرغم من العشوائية وانعدام التخطيط وانعدام الشروط الضرورية فان الفوز ايضا يكلل بكلمة الحمد لله اللي ستر وما فضحناش
خليك من امور البعزقة والمجنسين والمدرب ميتسو اللي سبقه المدرب فالصو كل الملايين التي تصب في خانة الرياضة تصب بالعبط .. والا كيف يغلبنا فريق اوزبكستان اللي ما عندوش ربع معشار ما عند الفريق ال ع ن ب ا بي ؟؟
اشكرك استاذ عبدالعزيز على المقال التحليلية التي اوضحت بها جزء من المشكلة. ان ادخال الارادة الالهية هو التفاف على المشكلة الاصلية و وسيلة دفاعية نفسية تبرر ماحدث وتجعله نتاج طبيعي لا مشكلة فيه.
ردحذفان المطلوب هو وقفة نقدية جادة تدرس ماحدث بشكل محايد و عملي و تقيم الاليات المتبعة في قطاعنا الرياضي و مدى فعاليتها ، واعادة ترتيب البيت الرياضي من جديد لتجهيزه للمرحلة القادمة.
لقد استطعنا كدولة تنظيم واستضافة اكبر البطولات بمواردنا ولكن هذا لايعني اننا نستطيع الفوز بالبطولات بنفس الطريقة ، ان المال لايشترى الروح الوطنية ولا يصنع ارتباط مع الارض و الجمهور ، اني كمشاهد لا اشعر باي ارتباط نفسي وروحي بالفريق لني لا ارى انه يمثلني ولم اشعر بفوزه ولا بخسارته
على الوتر الحساس، كعادتك كاتب جريء و ناقد موضوعي، تشبه في كتاباتك الفريق الياباني متماسك و صاحب لياقة عقلية عالية.
ردحذفتحياتي لك