شفاء ما فى الصدور أهم من شفاء الابدان, القران الكريم يقرر أن فيه مايشفى الصدور ويحقق الأمن للمجتمع , أمراض الصدور هى معضلة العالم اليوم ومكون رئيسى لمشاكله ابتداء من الارهاب الى الطائفيه الى التفوق الاثنى والدموى. هذه جميعا أمراض صدريه, الطائفى الذى يرى فى طائفته السمو وامتلاك الحق دون غيرها , مريض صدره, المتعصب لدينه وفرقته وتفسيره للدين , مريض ويعانى ضيق الصدر والافق, ماذا تولد هذه الأمراض فرديا ومجتمعيا,؟ انهيار الفرد وإنهيار المجتمع كذلك, هى فى الحقيقه أمراض الحضاره ذاتها وسبب مباشر ورئيسى لقيام مجتمعات جديده تقوم على التعدديه بعد أن عانى أصحابها من أمراض أوطانهم السابقه المتعلقه بما يكنه صدر الإنسان من بلوى عظيمه فى حالة فلتانه من الرؤيه المتسقه مع الطبيعه الانسانيه وما جاءت به الرسل والاديان. العلاج القائم والمتبع اليوم لمثل هذه الامراض هو العلاج الفردى القائم على الدعوه والخطابه الدينيه بتطهير الصدور والقلوب لما يلحق بها من امراض بناء على ماجاءت به الاديان والكتب السماويه وفى مقدمتها القرآن الكريم و كتاب التسامح والعفو والتجاوز ما أمكن الى ذلك سبيلا. لكن هذا الحل الفردى وحده لايكفى لأن الانسان يعيش فى مجتمع فهو بحاجه لتسامح الآخر كذلك , أيضا المجتمع قد يكون من عدة إثنيات وقوميات فالأمر أكبر من تناوله كحاله فرديه ينفع معها الدعاء والنصيحه الدينيه. لذلك يبدو المجتمع المدنى وسيله كذلك للتخفيف مما فى صدر المجتمع من أمراض وإحتقان, المجتمع الأولى باشكاله القبليه والطائفيه والجهويه يعمل على تشكيل خطوط وقواطع ويبنى حواجز مشكلا بها سببا مباشرا للإصابه بأمراض القلوب والصدور هذه قد يصعب معها العلاج الفردى لأن لكل تشكل مجتمعى خطابه الخاص به سواء دينيا أو مجتمعيا.هنا تبدو المشكله أكبر من المقاربه الفرديه. بل أن العلاج المجتمعى أشمل وأبقى من العلاج الفردى الذى قد ينقلب سلبيا عندما لايجد فى المجتمع إستجابه تذكر. على ماذا تقوم مؤسسات المجتمع المدنى ؟ تقوم أساسا البناء الفكرى وليس على البناء الاثنى والدموى, وهذا البناء اساسا بناء مساواه حتى مع الاختلاف , والشعور بالمساواه عامل اساسى لشفاء مافى الصدور وهى تستلزم بالتالى وجود القوانين التى تكفل إستمرارها.وعلى رأسها الدستور التوافقى. تنفق دولا مبالغ طائله لعلاج الأبدان ومستشفيات باهضة التكاليف والاعداد لعلاج الاجسام ومع ذلك يخرج المواطن سليما بدنا مريضا نفسيا ولايستقيم الجسم بعد ذلك اذا كانت النفس سقيمه . النفس كنايه عن ما فى الصدر, والنفس كذلك لاتشرب ولاتأكل كما يأكل الجسم وإنما تمتلك معنويات إذا ارتفعت حققت بها المعجزات وإذا انخفضت جرت وراءها الهزائم والانكسارات على المجتمع بأسره. علاج مافى الصدور يقوم بالدعوه فى المسجد وفى التعبير عن الذات عبر مؤسسات المجتمع المدنى والنظام الدستورى الكافل لها والمحقق لغاياتها. يبقى الجسم وعلاجه ممكن وكم من نفس أصبحت نبراسا لمن بعدها, وكم من جسم ضخم يطوف بنا ذوت داخله نفس مريضه . مجتمعنا الشرقى مريض صدريا"نفسيا" وعلاجه فى الارتقاء الى مستوى آخر يجعل من النفس البشريه وحاجتها أساسا وهذا لايستقيم بورع شخص أو بعدل حاكم معين للفروق الفرديه والنفسيه للبشر, هو بحاجه الى نظام ودستور يعطل نزوات البشر ويُحجم أمراض صدورهم أو يجعلها غير ذات فاعليه وتأثير على الاخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق