إذا حل التراكم مكان الفرز وحل الفرز مكان التراكم, صار التطور نشوزا نحو اللامعقول.. ولكن أين يكون الفرز وأين يكون التراكم؟ هذا سؤال كان على الأمه أن تجيب عليه منذ أمد. الجهد والفكر الانسانى تراكمى بالضروره. بينما أصول الاديان والعقائد تبقى وتتطور بالفرز وليس بالتراكم. عملية الفرز والتمحيص تنتج معان جديده , الاجتهاد ذاته عمليه فرز وليس تراكم. التراكم عملية بناء إجتماعى بينما الفرز عملية تمحيص ونقد وتوسع للمعنى من الداخل. ما مارسته الأمه على طول عصورها العكس تماما. تراكم فى مجال الفرز المشار إليه وقطع وبتر فى مجال التراكم وتكرار للبدايه , فالأمه لم تخرج من حلقة البدايات فيما يتعلق بالجانب السياسى والاجتماعى مجال التراكم بإمتياز. تضخم التراث الدينى حتى أصبح دينا بذاته , وهو أساسا مجالا للفرز , وإنقطعت التجربه السياسيه مع كل قادم وعصر جديد وهى مجال التراكم بالضروره. لم نقدم خلاصة تجربه ناضجه سياسيا فى حين قدمنا الدين بديلا عن ذلك فنقلناه من مجال الفرز الخاص به الى مجال السياسه القائم على التراكم أساسا, فشوهنا الدين ولم نتطور سياسيا قيد أنمله. تعلقنا بجميع الايديولوجيات الشرقيه والغربيه ولكن لم نتمكن من تجربة تنمويه خاصه بنا,ننقلها كعقيده فإذا تطورت فى مكانها سقطت عندنا. عندما يحصل الفراغ السياسى, يتقدم االمتراكم الدينى ليأخذ مكانه. مانشهده اليوم فى عالمنا بعد ثورات الربيع هو ترجمه حرفيه لهذه المعادله أو المقابله. المتراكم الدينى الذى ينحو نحو السياسه ويتطلع الى الحكم يتقدم فى حين تتراجع أو تغيب تماما التجربه السياسيه المتراكمه التى يمكن أن تقود المجتمع نحو خلاصه سياسيا وتعيد إليه توازنه . ماذا إستخلصنا من التجربه القوميه التى سادت لعدة عقود مع أن هناك ما يمكن إستخلاصه منه على الأقل البعد العروبى للمنطقه والذى نفتقده اليوم حيث قسمها التراكم الدينى الذى كان من المفروض أن يكون فرزا بين حزام شيعى وحزام سنى وأختفى بذلك البعد العربى القومى الجامع بين أبنائها. ماذا إستفدنا من التجارب الوحدويه العربيه لم نستخلص تراكما من أى منها يمكن أن يبنى أو تبنى عليه تجربة جديده. فى حين لم نأخذ من الدين مقاصده فرزا حتى يمكن تراكمها والاستفاده منها سياسيا. معضلتنا الحقيقيه فى نمط تفكيرنا من داخل التاريخ الذى كان من الممكن تجاوزه من خلال فهمه لا من خلال محاولة إعادته والعيش داخل جلبابه وعباءته.
أنا أختلف معك في أنا الدين إذا تقدم تكون السياسة متأخرة مع أعتقادك فيما يبدو لي أن السياسة هي التي تقود الأمة فالعكس صحيح إذا جاء الدين جائت السياسة معاها السياسة التي ترفض العمالة مع الغرب و تسير الأمور بشكل صحيح و تتقيد بظوابط شرعية و بها تكون دولنا قادرة بأذن على أرهاب العدو يناس كفاية عمالة مع الغرب .
ردحذف