أقرب مايمكن تصوره لمفهوم التراث هو الأغانى التراثيه والفلكلوريه, فالتراث أساسا شكل ينقل من جيل الى جيل, فهو ليس بالضرورة مهنه أو نشاط إقتصادى فى فتره معينه فى تاريخ المجتمع, المهنه لاتكون تراثا إذا تم هجرها والاستغناء عنها وإنما نمط حياه لفتره سابقه , الفلكلور المستمر والاغانى التراثيه التى تتجدد فى كل عصر والتى تستدعى بالضروره التطوير هى اسمى معنى لكلمة "تراث"و ثمة ارتباط واضح بين كلمة التراث ولفظ "الحضاره" الحضاره فى الاساس تراث متراكم متطور يصل إلى ذورته فى شكل حضاره. اشكال الحياه للمجتمعات فيها من القطع والانفصال ما يجعل من بعض صور الحياه تراثا ومن بعضها الآخر إنقطاعا وإنفصالا حيث يبقى فقط صوره لشكل من أشكال حياة المجتمع فى فتره ما فقط حيث تم هجره لاسباب تقنيه او اجتماعيه أو إقتصاديه, كالغوص مثلا أو حتى القنص فى هذه المهن لم يحدث تراكم وإنما حدث إنقطاع بحيث لايمكن الحديث عن حضارة الغوص أو حضارة القنص ولكن يمكن الحديث عن زمن الغوص وزمن القنص , الفن لانه يحمل روح الانسان واحساسه عبر معاناته ومعيشته يطرأ عليه التراكم والتطور بحيث يصبح تراثا منقولا من جيل لآخر فأغانى الغوص تراث ولكن مهنه الغوص ليست كذلك أو ربما نطلق عليها تراثا "صلبا" لايتطور, لذلك تدرس الحضارات من فنونها واشكالها الجماليه التى تقدمها بتراكم يحكى قصة تطورها وإنتقال أشكال الحياة فيها من عصر لآخر. محاولة إعادة إحياء المهن التى إندثرت بفعل الزمن والتطور كتعريف للنشء لابأس فيها ولكن لايمكن البناء عليها وإستشراف مستقبل لها كما ذكرت فى مقالى السابق, مليمكن تصوره هو تطوير التراث الفنى والجمالى والقصصى لتلك الفتره وهو ما أود التركيز عليه. أما عن الهويه فهى مفهوم واسع ولايمكن إختزاله فى الماضى كما ذكرت كذلك, ثمة هويه ثابته وأخرى متطوره و الهويه الفكريه هى بالضروره متطوره, الاسم و الجنس , الدين , الجنسيه تلك كلها ثابته أو على قدر كبير من الثبات, ولكن الهويه الفكريه لابد أن تكون متطوره و لذلك ثمة إمتداد للهويه الفكريه للفرد لايمكن التنكر له, الهويه الفكريه ثقافيه فى الاساس , فى سبيل التاكيد والمحافظه عليها, يجب تحسين شروطها اليوم وأوضاع من كان يمثلها فى السابق وهم أهل قطر و لايمكن فقط الاحتفاء بالمكان دون الانسان لأنه هوية الماضى الثقافيه المتحركه . كما ذكرت سابقا يجب الانتقال من التركيز على المهنه الى التركيز على قيم وهوية المهنه الثقافيه , ما إنتقل منها إلينا اليوم من تراث على شكل قصصى أو غنائى أو روائى. حبذا لو تم اللقاء مع مهندس او طبيب من القطريين كان فى السابق يمتهن القنص كمهنه وليس هوايه أو كمضمر للأبل كمهنه وليس هوايه كما نشاهد اليوم , حتى ندرك تطور الهويه الثقافيه وأثر ذلك على المجتمع وتداخل الماض بالحاضر بشكل يجعل من الحنين اليه إنجاز فى الحاضر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق