السبت، 28 ديسمبر 2013
إشكالية"القلايل" في مجتمع القله
مسابقة " القلايل" تشكل ركنا مهما بين مسابقات إبراز "هوايات "المجتمع القطرى فى عصر مضى , وفي الحقيقه أنها تستقطع معظم قطاع الشباب القطرى مع مثيلاتها من مسابقات تحتفل بالطير وبالقناص وبأخلاقيات القنص وبمرؤة القناص وإيثاره في بيئه صعبه وقاسيه لاترى في التملك ميزة سوى العطاء والايثار. مجتمعنا الجميل اليوم يرى في" القلائل" نزوحا الى ماض لايمكن استعادته فعليا فيجرى الى تصوره وافتعاله بصوره قد تخرجه من فاعليته ودوره الى شكلانيه معيبه قد تخرجه من دوره الحقيقى وتجعل منه صورة من صور الريع متقدمه في طريقه عرضها وأوانها. ولى هنا بعض الملاحظات :
أولا: القنص بالوسائل التقليديه كما تظهر في مسابقة" القلايل" كان نشاطا إقتصاديا ولم يكن مسابقه , قبل أن يشرع المجتمع القطرى في قضية التعليم , لذلك كان القناص والطير وقاص الأثر مصادر إقتصاديه محوريه في قضية الصيد كنشاطات إقتصاديه
ثانيا: هذه النشاطات لم تكن تتطلب شهادات جامعيه ولا تخصصات علميه ومع ذلك كان صاحبها يحظى بمكانه إجتماعيه ومرتبه ثقافيه قياسا بالوقت وإحتياجاته.
ثالثا: إرتباط الشيوخ بالصيد وأهله كانت مباشره لأهميته كنشاط, فمن يصطاد أو يشتهر بالصيد يصل علمه مباشرة للحاكم ومن حوله , وتصبح الهديه بمثابه أوتاوه ولاء وتبعيه , فالعلاقه كانت مباشره ومترابطه فلذلك حظى اصحابها بمكانه إجتماعيه قد لاتعكسها مسابقة "القلايل" بشكل حقيقى.
رابعا: الجيل القديم لم يحظ بفرص التعليم فكانت نشاطات "القلايل "فرصه تعليميه وحيده ونشاط حيوى وحيد لكى يفرض الفرد نفسه وكفاءته امام الطبقه الحاكمه , فهو إما أن يكون فدوايا أو صقارا , هذه فرص بالمفهوم فى حينه إقتصاديه وتعادل الشهادات.
خامسا: الخطوره اليوم ان من يشارك في مسابقة " القلايل" من طلبة الجامعات أو من طلبة المدارس الثانويه , بمعنى انهم ضمن تيار الاقتصاد القومى للبلد بينما النشاط نفسه خارج تيار الاقتصاد الوطنى, بمعنى انك تربي مهارات خاصه خارج مجال الاقتصاد القومى فهل سيكون ذلك بديلا عن الشهاده في حالة التميز فيه أو إتقانه مثلا
سادسا: الصراع بين الهوايه والمهنه هنا يرسمه المجتمع , فإذا اراد المجتمع بأن تكون هواية الشخص مهنته فعليه بدعمها إقتصاديا , لايمكن ان يكون الخيار بين مهارة الصقاره والشهاده الجامعيه أو الثانويه خيارا مقبولا , فالهويه رغبه والمجتمع إراده لابد من التوافق بين رغبة المجتمع في حفاظه على هويته وإرادته في التقدم والتفوق
سابعا: اقترح إدراج هذه النشاطات ضمن تيار الاقتصاد الوطنى , طالما ان الاحتفالات والمناسبات تأخذ الوقت معظم السنه, فلم لا تكون هناك علاوة صقار مثلا ضمن الاداره المختصه, أو علاوة مضمر , أو علاوة شاعر مثلا أو من يشيل الشيلات في المناسبات الوطنيه.
ثامنا:ضرورةإمكانية الدمج بين الممارسه التى تشجعها الدوله وبين مانراه جهارا , لايمكن تصور قطريون يعيشون خارج الاطار ولايمكن تصور إطار إقتصادى لا يشمل القطريين
تاسعا: كانت علاقة الشيوخ والحكام سابقا بأصحاب هذه المهارات مباشره وذات جدوى اقتصاديه حيث كان ما يمارسونه ضمن نشاطات الاقتصاد القومى . اما اليوم فإن هذه الممارسات لاتغدو كونها ريعا خارجا عن اطار الاقتصاد فلذلك هم اساسا لايغدون سوى فائض لايمكن الاعتراف به دائما أو ربما يمكن الاستغناء عنه في اى وقت و هنا تكمن إشكالية المواطن عندما يصبح مغتربا عن إقتصاد وطنه.
عاشرا : تبقى هذه النشاطات ضمن ابناء القبائل دون غيرهم مالم يدرج في الاقتصاد بشكل او بآخر بينما يصبح الاقتصاد الحقيقى خارج هذه الاطر ويتمركز ضمن شريحه إجتماعيه معينه يهىء المجتمع مستقبلا للفرز والحيازه والاحتكار. إقتصاد "القلايل " مطلب لمجتمع متزن لاتتغلب فيه هوايته على أسلوب معيشته ورفاهيته.
الجمعة، 27 ديسمبر 2013
إحتفالنا والهندسه الاجتماعيه"رؤيه مستقبليه"
<b> تعيش بلادنا عرسا إحتفاليا على مر العام تقريبا , فنحن من مناسبه إحتفاليه الى اخرى و يتوج الأمر بالإحتفال باليوم الوطنى , كل بلاد العالم تعيش الاحتفالات والمناسبات, لكن خصوصيه الاحتفالات لدينا كونها تأتى والبلاد تمر بمرحلة بناء هي أشبه بالتأسيس , لذلك تبدو وكأنها تعمل على صياغة المجتمع إجتماعيا وليست فقط مظهر من مظاهر وجوده . بمعنى أن يُعطى الاحتفال بُعدا تاريخيا لكل من إحتفل ويحتفل دون الإمعان في مراحل تطور المجتمع القطري سكانيا وغياب الاحصائيات التى توضح ذلك رسميا على الاقل . من هنا تأتى اهمية دور القائمين على الإحتفال ومسؤوليتهم التاريخيه في عدم جنوح المناسبات حتى لاتتحول الى وقائع وأحداث تاريخيه , فالحدث التاريخى الخاص "المؤسس ودوره وأهل قطر في حينه كان قبل النفط بينما الاحتفالات إفراز لمابعد النفط وتزايد الريع, ولى هنا بعض الملاحظات: أولا:-مجتمعنا يمر بمرحلة هندسه إجتماعيه بلا شك نظرا لتزايد عدد السكان , وتزايد استملاك الدوله لمناطق ومواقع تاريخيه كان يسكنها اهل قطر ونزوحهم لمناطق جديده تجمعهم مع أعداد الوافدين والمجنسيين حديثا مع الاحتفاظ بحقهم في الاحتفال ومشاركتهم الدوله في مسيرتها التنمويه. ثانيا: إذا لم يكن هناك وعى بذلك من قبل المسؤولين فالأمر له سلبيات كبيره مستقبلا وقد يخلق اشكالات مجتمعيه, ثالثا: مرحلة الهندسه الاجتماعيه مرت بها مجتمعات عده بعد مرورها بالأزمات وربما الحروب والكوارث واستغلتها سلبيا كثير من الانظمه الاستبداديه في تأكيد استبدادها وسيطرتها و كما جرى ذلك في الاتحاد السوفيتى السابق أيام ستالين وغير ذلك من المجتمعات. رابعا: الهندسه الاجتماعيه ببساطه هي تلك العمليه التى تنظم المجتمع بشكل تزيل مشكلاته وتناقضاته من اجل تنميته ليبلغ اهدافه وغاياته وما يرنو الى تحقيقه خامسا: على المسؤولين ادراك أن التغير المادى اسهل بكثير من التغير المعنوي القيمى, بمعنى ان يظل الفرد محتفظا بقيمه التى نشأ عليها وتربيتة في بيئته الاولى, حتى بعد انتقاله الى بيئه اخرى او مجتمع آخر مالم يحصل مستويات من التوافق يمكن بعدها التعايش بين الجانبين, فهناك قيم جديده وافده قد تختلف عن القيم التى يحملها المواطن القطرى ليس في النوع ولكن قد تكون في الدرجه, فالمجتمع القطرى قيمة التسامح لديه كبيره جدا نظرا لطبيعة العلاقه بين افراده وبين حكامه مثلا لم تعهدها المجتمعات الاخرى . سادسا:على المسؤولين تحديد الصالح العام وتوسيع دائرته وعدم ربطه باشخاص فقط حتى تنتقل العلاقات من تنافسيه الى علاقات تعاونيه ومن علاقات نفعيه الى علاقات اجتماعيه صحيه. سابعا: على المسؤولين تحويل سلوك المجتمع الغريزى او العاطفي الى سلوك عقلاني من خلال ربطه بالمؤسسات والقانون خطورة الاحتفالات اذا كانت في مجتمعات غير مؤسسيه كبيره لأنها تقوى السلوك الغريزى العاطفي وتبنى عليه تصور مضخما للذات وللقبيله وللطائفه على حساب الوطن كمؤسسه . ثامنا: العائله والقبيله والطائفه والمكان بل والفرد أيضا كل ذلك مكونات للمجتمع, فالهندسه الاجتماعيه الايجابيه تتطلب زيادة جرعة القيم والشعور بالذات عند افراد المجتمع بحيث يشعر الجميع أنه يماثل ويساوى الآخر فنحفظ للجميع حقه وللوطن رمزيته . تاسعا: , نرى اليوم فى جميع المؤسسات والشركات اشارة الى التاسيس والدوله تحتفل بيوم المؤسس, لذلك لايعد الاشهار عن دور من كان مع المؤسس وشاركه بناء الدولة عيبا بل مطلبا في ظل إعادة هندسة المجتمع بشكل إذا لم ينتبه المسؤولين لدورهم الهام والضرورى فيه قد نجد انفسنا مستقبلا أمام مشاكل إجتماعيه كبيره عاشرا: أتمنى ان ينتقل الاحتفال باليوم الوطنى الى مرحله أكثر وعيا وان يكون ناشرا للوعي أكثر منه مستقطبا للذات الفرديه ومثيرا لآلياتها الفطريه كما اتمنى على المسؤولين الاستشاره والاخذ بالرآي والاستماع اليه , فالقضيه قضية مستقبل يعيشهاأولادنا وأحفادنا , فرأى الجماعه لاتشقى البلاد به , ورأى الفرد يشقيها,
الخميس، 19 ديسمبر 2013
الطبقه الوسطى في قطر "مشروع إجتماعي " للمحافظه على الهويه
<b> لم تولد الطبقه الوسطى في قطر نتيجة لطبيعة اقتصاديه للاقتصاد القطرى , وانما تكونت في ظل هندسه اجتماعيه لعب فيها القرار السياسي دورا كبيرا مع استقلال الدوله وميل المجتمع نحو الاستقرار والدخول في عمليه تنميه في اطار بناء دوله حديثه, توفير سكن وفرصة عمل, واعانه اجتماعيه ونظام صحى وتعليمى مجانا , كل ذلك ساعد على ايجاد طبقه وسطى, كانت مطلبا لقيام الدوله قبل اي شىء آخر. ربما كانت صوره أكثر تقدما لصيغة" التعاضد " القائم فى المجتمع قبل قيام الدوله. ويمكن الاشاره هنا كذلك لقيام مجلش الشورى على أنه ياتى ضمن الهندسه الاجتماعيه لصياغة طبقه وسطى, التى إتخذت شكلها الاوسع في سبعينيات القرن المنصرم وبداية الثمانينيات. لم تستطيع الطبقه الوسطى في قطر المساهمه او الدفع باتجاه اي تغيير أو الدفع بإتجاه أى نوع من الاصلاحات ناهيك عن إمكانية فرضها لانها كما ذكرت مجرد هندسه إجتماعيه وليست نتيجه تحول في نوع الاقتصاد أ والملكيه. رغم عدم توسعها أو ربما إنكماشها قليلا إلا انها كان يمكن تلمسها حتى منتصف التسعينيات, الايجابي في الأمر أن الانفاق الاجتماعي المتأنى والمدروس والتوازن الذي حققته الدوله بين مكوناتها في تلك الفتره , أفرز مثقفا جيد التكوين , وموظفا عالى التأهيل , الأمر الذى إنعكس على الاداره الحكوميه بشتى نواحيها وتخصصاتها. دخول الدوله في مشروعات ضخمه فى استخراج الغاز وتسويقه وإتجاه الدوله للبروز على الصعيد الاقليمى والدولى ولعب دور يتسق مع ماتملكه من ثروه طموح وميزه اجتماعيه يتمثل في صغر عدد السكان نسبيا , ادى الى مايمكن تسمية بإقتصاد"الابراج" وهو إتجاه الاقتصاد من التوسع الافقى إجتماعيا إلى التوسع العامودي إجتماعيا , وقام النظام المصرفي بدور كبير في إعطاء التسهيلات الائتمانيه بناء على تعليمات وضمانات من الدوله وبإختيار وفرز نخبوى إجتماعيا ادى الى تقلص مساحة الطبقه الوسطه المهندسه اصلا إجتماعيا والتى كانت تحدث التوازن المطلوب للدوله ثقافيا ومدنيا وسياسيا. فأصبح المجتمع بعد ذلك أشبه بحزام ضاغط بقوه فى المنتصف مع تضخم فى الرأس "الطبقه العليا" وتضخم في المؤخره"الطبقه الدنيا" وضمور واضح في الوسط. للمواكبه لجأ الكثير ممن كانوا يمثلون الطبقه الوسطى الى الجهاز المصرفي وللقروض الأمر الذى اوقعهم في مصيدة الديون في حين غياب سياسه حكوميه واضحه لتدارك الأمر, إقتصاد"الابراج" هذاأعطى أفضليه للمثقف القشرى ولموظف الواسطه والمحسوبيه والعلاقات القرابيه , نظرا للوفره الماليه التى لاتحبذ التفاصيل و التى توسعت راسيا بشكل لم تشهده الدوله من قبل. بالإضافه إلى إتجاه الدوله لاستملاك مساحات وفرجان كامله لإقامة مشاريع تعليميه وتحديثيه في الدوحه والقرى والمدن حولها, أفرغ الطبقه الوسطى والدنيا كذلك من ممتلكات ذات رأسمال إجتماعي كبير ,اكثر من قيمتها الاقتصاديه وربما أكثر من التعويضات المقابله المدفوعه عنها. فاصبحت هذه الطبقه تعانى إجتماعيا وإقتصاديا معا ,لإرتفاع الاسعار وقيمة الأراض وتكلفة البناء بشكل كبير ,فإسمتلاك الارض من قبل الدوله يجلب السيوله و لكن إمتلاك السيوله قد لايكون كافيا لإمتلاك ارض ذات قيمه إقتصاديه وإجتماعيه أ و كاللتى جرى استملاكها من قبل الدوله. والدوله منشغله بمشاريع تنمويه ضخمه من أجل المونديال ورؤيه قطر 2030 يعنى مزيد من السرعه والسيوله ذات الاثار العكسيه والسلبيه على طبقات المجتمع , الامر الذي سينهك المواطن , مالم يكن في الحسبان دائما التوسع الأفقى في الانفاق الاجتماعي وبصوره متقاربه ومكافحة التضخم وتحويل الاقتصاد الى اقتصاد إجتماعي , لما لذلك من دور فاعل لحفظ الهويه التى نحتفل اليوم بها كرمز ليومنا الوطنى, فالهويه أولا مواطن يفخر ويعتز والعازه والديًن عدوا الفخر وعدوا الاعتزاز. كلنا امل في أميرنا تميم في إكمال المسيره بشكل يحفظ لقطر وسطيتها وللقطريين إنتمائهم القائم على وسطيتهم بين الشعوب. b>
الأحد، 15 ديسمبر 2013
العرس الوطني وإشكالية التأصيل
نبارك لشعبنا القطري ذكرى المؤسس والتأسيس ونقف صفا خلف قيادتنا مجددين الولاء لسمو أميرنا تميم بن حمد حفظه الله , حافظين الودً والعرفان لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني أطال الله في عمره. بودى هنا أن اسجل بعض الملاحظات للجنه المنظمه لهذا العرس الوطنى السنوي الذي يحتفل به الوطن والمواطن حتى تبدو قوته قي شموليتة القائمه على الخصوصيه لا على التعميم.
أولا: الاحتفال هو عملية تأصيل لما هو موجود أصلا أكثر منه عملية خلق وإضافه.
ثانيا: لًم شمل الجميع شىء جميل ومحمود وتشكر عليه اللجنه المنظمه بشرط أن يعبر عن خصوصية الجماعات داخل المجتمع لأن التنوع هو القوه وليس الدمج لايجاد شخصيه موحده.
ثالثا: العرضه ليست تراث كل فئات المجتمع في جميع أقطار الخليج , هناك مجموعات وقبائل لم تمارسها ولاتشكل وعيا تراثيا لها, لذلك إقتصار اليوم الوطنى عليها ودفع جميع قطاعات وقبائل المجتمع لممارستها أفقد المجتمع صوره تراثيه تنوعيه عظيمه لو عبر الجميع عن فرحته من خلال مجاله وخلفيته التراثيه.
رابعا: بعض القبائل والعوائل لها شهره في البحر فاللوحه البحريه لها في موقع الاحتفال ستبدو أكثر تأصيلا وأبلغ تعبيرا. كما أن هناك قبائل أخرى لها صور إحتفاليه أخرى غير العرضه القطريه , نظرا لتراثها المستمد من بيئات اخرى كان يجب التركيز عليها.
خامسا: الجهد الذي يبذله الاخوه الاعلاميون جهد يشكرون عليه, لكنه لم يطرح قضية التنميه طرحا نوعيا فيذكر مفاصل القصور وهذا أمر لايعيب فليس هناك عمل كامل لايحذوه بعض القصور أو النقص , تطور الدول يقوم على الاسترجاع والفحص وتلافي الاخطاء. فالاحتفال باليوم الوطنى اساسا إحتفال بفصل من فصول التنميه للمجتمع والوطن.
سادسا: كثفت قناة الريان تغطيتها بشكل جيد ومنتشر ولكن غلب على برامجها النمطيه حتى أن بعض الاسئله تتكرر يوميا مع كل ضيف تستضيفه.
سابعا: دمج القبائل بأهل المناطق, قتل التنوع الذى تشتهر به المناطق عن القبائل, فالمنطقه عادة تسكنها أكثر من قبيله وعائله , فأهل الجسره الكرام مثلا يشكلون أكثر من عائله ولهم إمتداد مدني وثقافى يمكن أن يعبر عنه بصوره أشمل, وهناك من عُرف بمهن معينه وبمهاره وفنون خاصه كان يجب ابرازها بدلا من دمجهم في العرضه بتماثل يفقدهم خصوصيتهم.
ثامنا: أصبحت العرضه في ذهن الكثير معيارا للتأصيل التاريخي لسهولة ممارستها أو إستئجار من يمارسهاخاصة مع مساعدة الدوله فأصبح اللاحق ينافس السابق ويتفوق عليه , مما قد يؤسس لذهنيه تنافسيه تكتب التاريخ بصوره غير دقيقه. فتاريخ أهل قطر أكثر عمقا من ذلك.
تاسعا: لايزال عندى أمل في عرضه لاهل قطر كالتى كانت قائمه في ستينيات القرن الماضي ففيها من المغزى الشى الكثير لطبيعة أهل قطر الحقيقيه التى لم تغلب عليها المظاهر بعد.
عاشرأ: ارى الحاجه ماسه اليوم أكثر من أي يوم مضى في كتابة تاريخ قطر بشكل يحفظ مكانة وتاريخ وتضحية أهل قطر في فصوله الأولى وبحياديه , فلم يكن هناك أفضل وأكثر حكمه وعدلا من المؤسس الشيخ جاسم رحمه الله, ولم يكن هناك أيضا من هو أكثر منه حبا لأهل قطر ومعرفة بقدرهم ودورهم.
الأربعاء، 11 ديسمبر 2013
أزمة جامعه أم أزمة مجتمع؟
أثار شريط مسرب عن حفل تكريم الدكتوره شيخه المسند مديرة جامعة قطر من قبل جامعه كنديه لإنجازها في تطوير جامعة قطر ورفع مستواها الاكاديمي بين الجامعات كثيرا من اللغط وصل عند البعض الى حد إتهامها بإهانه المجتمع القطري تفسيرا لبعض ما تفوهت به من عبارات في سياق ردودها على اسئلة الحاضرين التى أثارث بعضها ضحكاتهم وهمساتهم. ومن خلال مشاهدة الشريط وردود الفعل عليه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي خاصة تويتر . أود أن أضع بعض الملاحظات التي أعتقد أنها ضروريه للالمام بالموضوع بشكل أكثر شموليه:
أولا:طرحت الدكتوره قضيه كبرى على أنها مشكله جامعيه بينما هي مشكله مجتمع إن لم تكن أزمة مجتمع وهي قضية "الاستحقاق الذي يشعر به القطري كونه قطري.
ثانيا: ماذكرته من "أن معظم الشباب في بلدي او بالاحرى جميع المواطنين ينظرون للأمور على أنها مستحقات لهم وليست كفرصه" كلام صحيح, ولكنه قد يصبح إدانه إذا ماكان علاجه جزئي وإنتقائي ويذهب جراءه مستقبل مئات الطلبه والطلبه خاصة أنه كثقافه لايزال في المجتمع وفي معظم القطاعات .
ثالثا: توقيت الكلام في اعتقادي جعل الأمر أكثر حساسيه فالدوله تشهد استجلابا للعماله بجميع أصنافها لم يحدث له مثيل مع ارتفاع في الاسعار بشكل غير مسبوق كذلك في حين يزداد عدد المحالين الى التقاعد من القطريين, كل ذلك يجعل من فرصة الحصول على شهاده جامعيه اكثر الحاحا من ذي قبل.
رابعا: تعريض الطالب القطري وحده للمنافسه ومجتمع الريع يتضخم في التعيينات والوظائف باشكالها ناهيك عن الوظائف المختلقه والهياكل المتضخمه, لاسباب اجتماعيه اكثر منها اقتصاديه يجعل منه الضحيه دون غيره.
خامسا: لاأعتقد ان الجامعه المكان الانسب لعلاج قضيه" الاستحقاق" بل أعتقد ان سوق العمل هو المؤهل لذلك بصوره أكثر نفعا ,فبالتالى تاثيره سينعكس على الجامعه وطلابها لتحسين مستوياتهم ليتمكنوا من الحصول على فرصة عمل , أما حرماتهم من فرصة التعليم فهي أكثر إيلاما لهم وللمجتمع.
سادسا: ثقافة "الريع" بالضروره تمايزيه , لايمكن علاجها جزئيا , الأمر الذي سيثير حفيظة الكثيرين حينما يشعرون أن على البعض إقتناص الفرصه بينما ياتى للبعض الآخر الفرصه استحقاقا.
سابعا: ردود المجتمع على الدكتوره شموليه ومطلقه ,, مطالبه بالاستقاله" و لن ننسى" وغير ذلك بينما كان بالامكان اشعارها بأن الادانه أو إهانة""الاستحقاق" قد تطالها كذلك كرئيسه للجامعه
ثامنا: المحفل الدولى الذى تكلمت فيه يدرك تمام الادراك ان قطر مجتمع إقتصاد "ريعي" ويدرك ان ثقافة الريع ثقافة استحقاق اكثر منها ثقافة إنتاج , ولكن الذي ربما لايدركه أن الحلول ليست شموليه للخروج منه, لذلك إفترض ان ماقامت به جامعة قطر ضمن حل شمولي له يحتوي جميع الابعاد السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه.
تاسعا: ركزت الدكتوره على ان الاستحقاق مشكلة وطنيه نجحت جامعيا في علاجها ونظر المجتمع على أن إثارتها في محفل دولي إهانه للمجتمع لأنه رأى فيها نوع من التسلط والظلم.
عاشرا: مما اغاظ المجتمع ذكر الدكتوره أنها بدأت مع الجامعه من الصفر, وهي قضيه يمكن تبريرها جزئيا , كما فعلت فى ردودها في الصحافه
أحد عشر: أتساءل لم لايشكل عدم وجود مجلس منتخب إهانه ؟ لم لايشكل عدم وصولنا لكأس العالم إهانه ؟رغم الانفاق الباذج على الكره والملاعب وشراء اللاعبين , وغير ذلك من الأمور الهامه ؟ حتى تشكل حقيقه ذكرتها الدكتوره عن خاصيه من خصائص اقتصاد البلد وطبيعته عل انها إهانه؟
إثنا عشر: الحقيقه ان الكثير لايعي أن تويتر يصبح مؤثرا فقط عندما يريد المسؤولين ذلك وليس لطبيعته لأنه ليس رأي عام أصلا لأن الرأي العام يتطلب مجالا عاما مفتوحا, فأصبح مجالا وعنوانا للشعارات والاحساس بالتأثير الزائف.
ثلاثة عشر: التركيز على بعض الاخطاء اللغويه الصغيره لامبرر له سوى ان هناك تراكمات وما الحديث الذي اثار الردود سوى راس جبل الجليد , ولااعرف شيئا عن نمط الاداره الجامعيه التى تراسها الدكتوره المسند
الأحد، 24 نوفمبر 2013
الدوله في فكر "تميم"
خطابىً صاحب السمو الامير تميم بن حمد حفظه الله يوم تسلمه مقاليد الحكم وعند افتتاحه لمجلس الشورى في دورته الحاليه وضعا حدود واضحه لموقع " الدوله" في فكر سموه. ورؤية سموه للدوله كمشروع يقيم الماض والحاضر ويرنو الى المستقبل بخطى واضحه ومدروسه . لقد نظر "هيغل" الى الدوله كونها الروح المطلق والمكان الذي يتحقق فيه الخير الأعم, أهمية فكر الدوله لدى القائد أو الأمير يحميها من أن تزوغ أوأن تتحول إلى مزرعه أو بستان أو حديقه خلفيه, ويحمي شعبها كذلك من التشرد والتقاتل والتشرذم وليست الأمثله عنا ببعيده ونحن نرى قادة وزعماء صنعوا من بلدانهم حمامات من الدم والقتل والانتقام عندما تحولت الدوله في فكرهم إلى ملك خاص ومزرعه ملحقة بقصورهم. لذلك كان أهم ماكنت أتطلع إليه في خطابى صاحب السمو الأمير حدود "الدوله" في فكر سموه ورؤية الدوله كمشروع في عقل سموه حفظه الله. ومن ذلك إستطعت أن أستشف حدود رؤية سموه للدوله وإبعادها في فكر سموه. فالدوله هي مصدر الأمان للشعب وكلما كانت القياده منحازه للدوله كفكر وكرؤيه تحقق الخير العام للشعب. على كل حال أستطيع هنا أن أضع بعض النقاط الرئيسه حول حدود مفهوم الدوله فى فكر سمو الأمير المفدى حفظه الله إستشفافا من خطابىً سموه منذ توليه مقاليد الحكم.
أولا: دولة الأخلاق: أكد سموه بما لايدع مجالا للشك أن الشعب القطري شعبُ يعيش الاخلاق حياةً عبر تاريخه بل ويصدرها حتى عُرف عنه أنه شعب طيب الاخلاق , أكد سموه ذلك والدوله تشهد تزايدا سريعا في وتيرة التنميه التى تحتاج تزايدا في العماله الاجنبيه مذكرا بأن ميزة المجتمع القطري هذه ستستمر كما عهدناها سابقا حيث أنها مكوًن من مكونات الشخصيه القطريه لاغنى عنه.
ثانيا: دولة المستقبل :المرتكز على قيًم الماض وحيوية الحاضر,. الماض لاينتقل , لكن قيًمه تنتقل وتتحرك والمجتمع الذكي الذي يسعى إلى إستلهام قيمُه حاضرا ونقلها مستقبلا, وقد أكد سموه على أهمية ذلك فالتمسك بالماض لايعنى التقوقع حوله وعدم فرزه, فالمهرجانات التراثيه المتزايده ليست للإعاده بقدر ماهى للتجاوز المادي مع بقاء الروح والقيم.
ثالثا: دولة العيش الممكن: أشار سموه اكثر من مره الى أهمية محاربة التضخم والحد من ارتفاع الاسعار ليتمكن الجميع من العيش ,فخطورة التضخم الجامح أنه قد يقسم المجتمع الى من يملك ومن لايملك. وهو بداية لتداعيات نحن في غنى عنها , أدرك سموه ضرورة إيجاد دولة العيش الممكن وأهميتها للمستقبل كاشفا بعين ثاقبه عما يدور حولنا من مشاكل بدأت إقتصاديه لتتحول بعد ذلك إلى ثورات أتت على الأخضر واليابس.
رابعا: الدوله الدور: أهم صادرات أي دوله في العالم هو دورها في محيطها وفي العالم فأكد سموه دور قطر المناصر للشعوب, والمنتصر للحقوق وللإنسان أولا وأخيرا وأكد سموه على أهمية حق جميع الشعوب في تقرير مصيرها دون تدخل أو وصاية من أحد. وأشار الى أن الدول بدورها ورسالتها وليس فقط بحجمها وتعداد سكانها.
خامسا: دولة العمل: أكد سموه على أهمية العمل لدى أى شعب ينوي النهوض والتقدم وأشار أن قوة أى شعب هي في عمله وفي مايبذله من جهد لكي يتطور, معادلة الزمن والعمل هي معادلة الشعوب الحيه كلما كان تكثف مقدار العمل في أقل حيز من الزمن اانتقل معها المجتمع إلى مرحله ونقله جديده.
سادسا: دولة التنظيم الإداري والقضاء على الفساد:عُرف عن سمو الأمير تميم بن حمد حفظه الله أنه يكره الفساد والمفسدين ويحب النظام والتنظيم , لذلك شرعت الدوله في عهده في اعداد الهياكل التنظيميه لجميع الاجهزه والوزارات الحكوميه وعدم ترك فرصه للفساد او للمفسدين أن يتجذروا في المجتمع .
سابعا: دولة إمتداد : إستقى سمو الأمير فكر الدوله من سمو الأمير الوالد حفظه الله الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني , الذي ولجت معه الدوله تاريخا جديدا ومؤثرا على جميع المستويات الاقليميه والعربيه والعالميه, لذلك ستجد التراكم ممزوجا بخبرة الكبار وبنشاط الشباب وحيويته, خبرة الكبار وحنكة التجربه لديهم لايمكن الاستغناء عنها ولكن يمكن تفعليها بنشاط الشباب وحيويته ورؤيته البديله للأمور.
ثامنا: دولة مابعد الربيع العربي: تتجه قطر نحو المستقبل بشكل سريع فتلاحم الشعب مع قيادته وثقة المجتمع بنفسه وبقيادته جعلت من فكره رغائبيا بمعنى أنه يتمنى وان ينتظر تحقق الأمنيه, فكثيرا هي الأمور الذي ينتظرها الشعب القطري من أميره وقائده الشاب, ويتطلع دائما للمستقبل بنفس وروح مستبشره إيمانا منه بأن "من يعمل الخير لايعدم جوازيه" وأهل قطر أهل خير ويستاهلون كل الخير
نسأل الله أن يوفق أميرنا الشاب لما يحبه ويرضاه, وأن يحفظ سمو الأمير الوالد ويطيل عمره ويرفل عليه من ثياب الصحة والعافيه
الأحد، 17 نوفمبر 2013
في وداع القطري "الاخير"
هو أخير لتفرده في قطريته ، هو أخير لتوهمه أن تدفق الريع سيشمله مدى حياته وبعد مماته ، هو أخير لاعتقاده بأن حضن الوطن كفيل بحمايته الى الأبد ضد تقلبات الزمن وأهله ، هو أخير كذلك لأنه كان قادراً على معرفة أبناء مجتمعه وعلى تعدادهم فرداً فرداً فاللحمه لاتزال قويه والايثار كان نبراس الحياه، هو أخير لأنه اتكأ على التاريخ واسلم له أمره فالتاريخ لا يعرف الغدر ولا المكر لدية فآمن به كحافظ دائم ومستمر لمكتسباته ، هو أخير لأنه ظن أن التعليم الحكومي الموحد هو النبع الصافي لبناء الوطنية وصيانة الأمة ، هو أخير لأنه أفترض أنه لن يأتي اليوم الذى سيبحث فيه عن عمل في وطنه فلا يجده ، هو أخير لأنه لم يفكر ولو لبرهة أن موقعه سوف يتسع لغيره ولو كان على حسابه ، هو أخير لأنه وثق بأن المال لا يمكن له أن يسبق القيم الإنسانية ، هو أخير لان أعتقد أن جغرافية الوطن لا يمكن لها أن تتمدد الى الدرجة التي يصبح معها لا يرى بالعين المجردة ، هو أخير لأنه ظن أنه عملةصعبه لا تتدهور قيمتها بمرور الزمن حتى ولم يتدخل البنك المركزي لإنقاذها وهو لم يفعل بالطبع ، هو أخير لأنه أراد للحلم الجمعي أن يستمر ولم يدرك أن الأحلام كذلك أصابها التخصيص فالزمن أصبح فردي الطابع والإيقاع ، هو أخير لأنه كان يرى ويطمئن بأنه لاثمة حاجة للطلب على أي شئ فكل ما يريده يأتيه جاهزاً وناجزاً حتى الديمقراطية وهي ثمرة تاريخ طويل والدستور وهو ثمرة اتفاق عام يأتيانه دونما جهد أو عناء منه ، هو أخير في تصوراته وأحلامه نحو وطنه وأمته ولم يدرك بأن التاريخ حقب وكل حقبه تحمل في طياتها شروط بقاءها الخاصة بها دون غيرها ، هو أخير لأنه كان يرى التاريخ خطاً مستقيماً يمكن البناء عليه فأطمئن إليه وبنتائجه مستقبلاً ، هو أخير لأنه راهن على عدم زوال أو اختفاء الطبقة الوسطى ولم يدرك أن أمراض الرأسمالية المتوحشة تصيب الأطراف بدائها حتى رغم عدم توفر شروط وجودها فيها ، هو أخير لأنه آمن بأن الأرض لا تزال تتكلم عربي ولم يدرك أن اختبار " التوفل " تفوق على فصاحة وحكمة أبا الطيب المتنبي وعبقرية المعري وأن تراث بغداد والقاهرة والكوفه وغيرهم تعادله مكتبه صغيرة في أحدى جامعات الغرب ، هو أخير لأنه آمن وصدق شعارات المصير المشترك ولم يع الىِ أن البقاء للأقوى في عالم اليوم وأنه من " سبق لبق " هو أخير لأنه اعتقد أن المكانة الاجتماعية والجاه الاجتماعي التاريخي لهما الأسبقية دائما وخيولا تحرسهم وجنود .
هو أخير لايتكرر لانه يمشي في جنازته ,فزمانه قد رحل قبله انه بلا زمن اليوم فشروط حقبته التاريخية انتهت فثمة قادم جديد يتخلق ليس له من وطنه سوى الاسم والوثائق الرسميه فلذلك هو أخير في كل شئ إلا في حبه لوطنه وتفانيه وإخلاصه لقيادته .فالزمن في هاتين سرمدي يختزل الأجيال ويطوى صفحات التاريخ .
الأربعاء، 18 سبتمبر 2013
الإنقسامات الأهليه والحيز العام
إيمان الناس بمبادىء عامه قد يجعلهم أكثر تشددا وتطرفا حين تتنزل هذه المبادىء المطلقه على الواقع وتحتك بالشارع والميادين العامه والساحات , حيث يصبح التأويل والتفسير ونسبيته واحتكاكه بالظروف عرضه للتناقض والنقص وعدم اكتمال المثاليه المحفوظه فى الذهن والديمقراطيه أيا كان شكلها لاتتعدى كونها عمليه تراكميه نسبيه تاريخيه أى محكو مه بالظروف التاريخيه إلا أن هناك أفضليات تظل رغم كل هذا واضحه ونبراسا ومدعاة للتوافق عليها كخطوط عريضه كأفضلية الحريه والعداله على الاستبداد وسيطره وطغيان القله على الاكثريه. الاشكاليه كما أراها بعد ثورات الربيع العربي ذات جانبين أحدهما طبيعة الانقسامات فى المجتمع العربى حيث كونها إنقسامات أهليه ذات طابعى دينى او قبلى ولم تتحول بعد الى انقسامات سياسيه وهو المطلوب والذى تأخر كثيرا نظرا لسيطرة الاستبداد وطول مرحلته. والجانب الآخر يتعلق بحيازة المجال العام طوال فترة الاستبداد الطويله وحصر المجتمعات فى زاويه واحده أدت بالتالى الى انفجارها كما شهدنا على الرغم من انه تاريخيا كان التنوع والاختلاف موجودا ومؤسسا دستوريا حيث كان نظام الملل والنحل معمولا به فى العصر العثمانى وربما قبله كذلك. وقد اشار إبن خلدون فى مقدمته الى أن العصبيه والدين وتكاثر العصبيات معوق قاتل لقيام الدوله واستمرارها. فالقضيه أعقد من مجرد الذهاب الى صناديق الاقتراع بعد سقوط الاستبداد المزمن لأن المجتمعات لاتزال تحمل جيناته وأعراضه خاصة ان معظم التشكيلات الاجتماعيه الاهليه كانت تعمل فى الظلام وفى السر مما يجعلها أكثر ميلا إلى السيطره واغتنام الفرصه السانحه حيث لم تتعود على العلن وطمانينة وشفافيته. لقد خرجت اوروبا من الحروب الدينيه الى العصر القومى وتاسست الدوله القوميه قبل أن يبزغ من بين احشائها المجتمع المدنى الذى كان قادرا بعد مرحلة من الزمن من إدارة شئون الدوله سياسيا بعيدا عن الانقسامات الاهليه القاتله لانهم مروا بتجربتها واكتووا بنار الحروب الدينيه والمذهبيه طويلا. لم يعد الامر اسقاطا على الواقع بقدر ما كان استنباتا له بظروفه وبتربته . والجدير بالذكر أنه ليست هناك ثوره دونما شعور من جانب الشعب بسرقة وحيازة المجال العام واحتكاره ولكن الاشكاليه فى أن مثل هذه الثوره ذات مدى قصير مايلبث اصحابها بعد انتصارها الأولى على الاستبداد أن يجدوا أنفسهم منزوعون الى مرجعياتهم أو خوفهم من بعضهم البعض خاصة إذا لم تتوفر للمجتمع قاعده اجتماعيه مدنيه عريضه واكتفى الأمر بكون المرجعيات الأوليه هى المحرك الاساسى ضد الاستبداد وليست هناك مرجعيه أوليه مهما كان مصدرها لاتحارب الاستبداد لأنه ضد الفطره الانسانيه أساسا.إلا أن الاشكاليه هنا تتمثل فى أن المرجعيه الأوليه ضد الاستبداد وقد تمارسه مالم يرتقى المجتمع الى مستوى اعلى ثقافيا من المرجعيات الأولى , السؤال المصيري الآن كيف يمكن الانتقال من طور الانقسام الاهلى المذهبى إلى طور الانقسام السياسى المدنى؟ هذا هو تحدى الأمه بعد الثورات ويتطلب ذلك بالضروره مرحله انتقاليه تتضافر فيها الجهود وتبتعد المجتمعات فى إدارتها لهاعن قاموس المرجعيات الأوليه الدينى منه أو الاجتماعى, كالتكفير والخيانه والعماله. وأنا على يقين أن الأمه لن تخرج عن دينها ولا عن عقيدتها مهما كانت النتائج لذلك قضية أن ماتم فى مصر أو تونس أو ليبيا من صراع نحو الانتقال الى الانقسام السياسى الذى يكفل للجميع حيزا من المجال العام يؤدى بالتالى الى قيام الدوله المدنيه يشكل أمرا ضد الاسلام إدعاء خاطىء لان تاريخ الأمه يشهد أنها تعرضت لأصعب واشد من ذلك كربا ضد هويتها الاسلاميه ومع ذلك هى الأمه الوحيده بين الأمم التى تذكر بأنها عربيه واسلاميه لترابط الهويتان بشكل لايمكن معها إنفصال إحداهما عن الأخرى
الأربعاء، 24 يوليو 2013
سلبية المواطن أم ذكاء الوافد؟
يشتكى المواطن القطرى دائما من سرعة تغلغل الوافد فى المجتمع وسرعة تمكنه من الحصول على إمتيازات كبيره فى وقت قياسى ,الأمر الغير متحصل للقطرى إبن البلد, على الرغم من عدم تميز هذا الوافد عن المواطن تعليما وثقافة إلا فى حالات قليله جدا, ونسمع عن حكايات غريبه كأن يحضر الوافد الى الدولة كلاعب كره فإذا به ينتهى تاجرا فى السوق , أو أن يأتى مدرسا فإذا به رجل أعمال من الطراز الأول وفى وقت قصير . هناك بعض الملاحظات أود الاشارة اليها حول هذه الظاهره التى أصبحت مجال نقاش وتوجس دائم لدى المجتمع القطرى:
أولا:مجتمع الريع مجتمع حساس تجاه القادم او الوافد الجديد حيث فى بؤرة وعيه مرحلة ماقبل تدفق الريع وصعوبتها وشظفها ووجوده وحيدا يكابد ظروفها فالعمليه نفسيه أولا.
ثانيا: الاحساس المستمر فى المجتمع بان هناك من سينجو يجعل الاغلبيه غير مطمئنه من القادم او الوافد الجديد لأنه على حساب الفرصة اوالنسبه المتبقيه من الناجين من افراد المجتمع من المواطنين .
ثالثا: تغير واختلاف دور الدوله, أفسح مكانا كبيرا للقادم الوافد أكبر مما كان متوقعا , حيث على مر تاريخ قطر كان الاخوه العرب يشاركون فى جميع المجالات بانواعها, لكن تغير دورهم داخل المجتمع ودخولهم فى قطاعات لم يأتول ليخدموا فيها أساسا كان نتيجة لتغير دور الدوله من دولة الرفاه الاجتماعى بمفهومه الواسع الى دولة التنميه الافقيه القائمه على راسمالية الدوله.
رابعا: هذا النمط من النشاط التضخمى الاحتكارى داخل الدوله يتطلب امكانيات خاصه لاتقوم فقط على الشهادات والخبرات العلميه بقدر ما تقوم على امكانيات خاصه لايمتلكها القطرى لاسباب اجتماعيه كثيره
خامسا: التراتيبيه الاجتماعيه التى أحدثها الريع فى المجتمع القطرى خلقت فجوات إجتماعيه وتغير فى السلوك وخلق وظائف جديده ونشاطات مستحدثه لايقوم او يتمنع القطرى عن القيام بها نظرا لطبيعتها, لذلك اعتمد اصحاب رؤوس الاموال والباحثين عن الربح بأى طريقه على الوافد بالقيام بها.
سادسا: توجه الدوله الى اعتماد نهج وسياسة "كعبة المضيوم" فتح المجال كثيرا الى اعداد كبيره ممن يدخلون ضمن ذلك الاطار والتسميه, ليتحولوا بعد ذلك وبتسهيلات كبيره قد لا يستطيع القطرى الحصول عليها الى تجار ولاعبين وسماسره على مستوى عال وبعلاقات عموديه مباشره مع السلطه لم تتح لإبن البلد.
سابعا: صاحب المال او الثروه القطرى وهنا اتكلم عن كبار التجار من الشيوخ وغيرهم فى اغلب الاحوال لايفضلون القطرى فى التعامل المباشر معه لاسباب اجتماعيه قد تخرق السريه التى يريدونها فيما يتعلق بنشاطاتهم التجاريه والماليه , فالوافد اسهل فى التعامل واقل تكلفه اجتماعيه ويمكن التخلص منه بسرعه غير ما يمكن ان يحدث مع القطرى إبن البلد.
ثامنا: اتجاه الدوله للاعتماد على الوافدين وتجنيسهم من ذوى المهارات الرياضيه فى سبيل بناء رياضه متقدمه, وتعاظم دور قطر اقليميا ودوليا فى السنوات الاخيره الماضى قد كان يقتضى استجلاب اعداد من الوافدين العرب والاجانب فى شتى النشاطات البحثيه والدعويه وغيرها , ونظرا لقربهم من صناع القرار أمكن لبعضهم أو جلهم التغلغل والحصول على امتيازات لايستطيع المواطن الحصول عليها وبذلك يستقرون حتى وان اتفت الحاجه لوجودهم بعد حين
تاسعا: مجال السياحه والفندقه الذى نما بشكل صاروخى حيث تحولت الدوله فى عدد قليل من السنين من مدينه لايوجد فيها سوى عدد من الفنادق لايتعدى اصابع اليد الواحده الى مدينه بها عشرات بل ربما مئات الفنادق الضخمه والراقيه, تطلب ذلك بالطبع وجود مئات بل الآف من العماله المدربه والوظائف الفندقيه العاليه , الأمر الغير متوفر كإمكانيات فى المواطنين, قد يفتح المجال لبروز نشاطات تجاريه وتسهيلات للكثير منهم مما يجعلهم يتسربون من عملهم الذى أتوا من أجله
عاشرا: سلبية المواطن القطرى ليست خياره فى اغلب الاحيان ولكن لعزوف الدوله عنه واعتباره عددا وليس قيمه مضافه لوأُحسن استعمالها وتدريبها والعنايه بها, وذكاء الوافد فى حقيقته ليس سوى فرصه ذهبيه مكفولة النجاح ماديا ومعنويا قدمت له على طبق من فضه, لتبنى الدوله لاجنده رياضيه تسويقيه أوسياسيه .
أحد عشر:اصبح الوافد واللاجىء فى كعبة المضيوم" والمجنس حديثا هماً يشغل بال المواطن القطرى للحاله السائله التى يمثلها وضعه وسهولة انتقاله من وضع لآخر داخل المجتمع فبذلك يختفى السبب المباشر الذى استقدم من أجله لاسباب كثيره ذكرت بعضها .
إثنا عشر:: ستحتاج الدوله حتما لمجلس شورى منتخب يشرع ويراقب لمثل هذه الحالات , أوحتى مجلس أعيان ينقل هموم المواطنين وخوفهم وهو خوف مشروع الى السلطه لوضع تدابير تحمى المواطنين وتقنن عمليات التغير السكانى وتراقبه حتى لايتحول الى قنبله موقوته فى غفلة من الزمن
ثلاثة عشر: ملاحظه هامه أود لو اذكر بها وهى ضروره بقاء من جاء لأداء عمل معين أو لسبب معين ضرورة التزامه بذلك ضمن عقود قانونيه واضحه حتى يؤدى دوره ولاتتاح له الفرصه على حساب القطرى بسبب اتصالاته او قربه من اصحاب القرار , فكيف يتحول لاعب كره محترف جىء به ليلعب فى نادى الى صاحب بوتيك او متجر مثلا؟ وكيف يتحول مدرب كره إلى تاجر سيارات, وقد سمعنا سابقا عن طبيب مشهور يتاجربجلبالماشيه من بلده ليبيعها فى سوق الدوحه بينما عمله الاصلى علاج قلوب البشر.
الاثنين، 22 يوليو 2013
فى بيتنا "وزير"
معايشات ومشاهدات
ربما قطر هى البلد الوحيد الذى يتفاجأ الشخص بتعيينه وزير, وتصيبه حاله من الارتباك , بينما يبدأ المجتمع فى تأهيل ذاكرته وتنشيطها وتهيأتها لقبول ذلك ويحاول قدر الإمكان ايجاد مبررات لذلك , أو الاكتفاء بالاشاره الى أنه محظوظ.
ولى هنا بعض الملاحظات والانطباعات التى عايشتها عن قرب أو بصفة مراقب, االهدف منها الاستفاده وتلافى الاخطاء , حيث أننى أعتقد أن الاداره فى قطر قبل فترة الوزاره كانت الى حد ما أكثر تجانسا وثباتا على عكس ماكن متوقعا ومؤئملا.
أولا: شكل التغيير الوزارى الأول الذى تم عام 89 مناسبة احتفالية كبيره, بعيدا عن أى شىء آخر حيث كان التغيير فى حد ذاته مطلبا, حين استمرت الوزاره الاولى مايزيد على العشرين عاما. ولازلت اذكر تدفق الناس لتهنئة الوزراء بشكل جعل المناسبه اقرب الى يوم الاستقلال منها بالتغيير الوزارى المعتاد.
ثانيا:اشكالية الهياكل التنظيميه,عايشت الفتره السابقه نوعا من الصراع على الهياكل التنظيمه ومن يتبع من؟ وتم التعامل معها بشكل إجتماعى أكثر منه فنى وتنظيمى , إضافة الى عدم الادراك بخطوطه المستقيمه والمتفرعه , ولوحظ غياب الوعى الادارى وعدم وجود متخصصين فى رسم هياكل تنظيميه فاعله وتركها للقانونين فقط بعيدا عن الفنيين والاداريين
ثالثا: هناك علاقه بين الهيكل التنظيمى وكفاءة المجتمع والقدرات المتواجده فيه, هذه العلاقه لم تكن موجوده أو ملاحظه سابقا, لذلك تمر الوزارات واحدة بعد أخرى وهناك فراغات فى الهيكل التنظيمى لم تستكمل بعد, لأنه لايوجد من يملؤها من داخل الوزاره أو لسبب آخر وهو عدم الرغبه, أو لعدم المعرفه الشخصيه بالكفاءه.
رابعا: كان هناك من الوزراء من لايفهم طبيعة الهيكل التنظيمى لوزارته وهناك من لايملك الإراده الكافيه لإستكماله ويريد من السلطه إشاره لعمل ذلك على الرغم من أنه يقع تحت مسؤوليت مباشره , فيفضل الاعتماد على شخص معين كمدير مكتبه للقيام بكل الاعمال مما يفرغ الهيكل التنظيمى من دوره تماما ويعطى مدير مكتبه سلطات واسعه حتى أن أحدهم أسر لى "بأن الوزير قد أعطاه الخيط والمخيط"
خامسا: الصراع مع الوكيل, يعين الوكيل بنفس أداة تعيين الوزير ويأتى كذلك دون علمه فى أغلب الاحيان, وقد اشرت سابقا الى اهمية دوره , وعلى الرغم من إختلاف موقعهما ودورهما حيث لاطريق الى خلافهما او تصادمهما إداريا, الا اننا لاحظنا خلافا دائما بين المنصبين وتجميدا لدور الوكيل وتخطيا له أحيانا, وفى حالات نادره يكون الوكيل أكثر قوة من الوزير لسبب إجتماعى أو إتصالى فتبدو الوزاره وقد تكدست فى جانب على حساب جانب آخر.
سادساا: الهيكل التنظيمى للوزارات كان مصدر صراع لذلك شهدنا فى الحقب السابقه نقلا كثيرا لإدارات وأقسام من وزاره الى أخرى وتغيرت أسماء الوزارات مع كل وزير قادم وظهرت وزرات واختفت وزارات مع ظهور وزراء وإختفاء آخرين
سادسا: مثل هذا الصراع على التنظيمى والمنتصر فيه من يملك خيوط أكبر وأقوى مع السلطه العليا أدى الى ظهور أنماط مختلفه من الوزراء منها:
سابعا:وزراء ما فوق الهيكل التنظيمى , أصحاب المكانه الاجتماعيه من الشيوخ والاعيان الاقوياء كالوزاره الاولى فى تاريخ قطر
ثامنا: الوزراء الفنين أهل الاختصاص من داخل الوزاره وهؤلاء يتعاملون من الهيكل التنظيمى ليس كلهم بالطبع بمرجعية وضعهم فى الوزاره قبل التوزير, ربما يشوب ذلك بعض الانتقاميه والمحسوبيه بناء على تجربه سابقه.
ثامنا: الوزير المرتهن , الجميع يعلم أن الوزير منصب سياسى ولكن نظرا لعدم وجود هياكل تنظيميه واضحه وانما تستحدث فى كل مره ولعدم وجود اداره عليا ثابته, يتحول منصب الوزير الى منصب إدارى وبدلا من أن تكون السياسه الوزاره ترسم من مكتبه الى خيوط الاتصال التنظيمى النازله, يبدأ الوزير مشواره بالتعلم من تحت وتبدأ شباك السيطره عليه من هنا أو من هناك.
تاسعا: الوزير الخواف وهى سمه غالبه فيما عدا الوزاره الأولى وبعض الشخصيات القويه اللاحقه فيما بعد, ممن يخاف الوزير؟ يخاف من إعفائه لذلك لايعمل شيئا وبدلا من أن يكون مبادرا يصبح منتظرا للتعليمات حتى أن بعضهم أتى وذهب دون عمل أى شيئا يذكر. , فالقابلية للتوزير أكبر وأعظم كثيرا من قدرة ثقافة المجتمع على مقاومتها أو محاولة تحسين شروطها.
السبت، 20 يوليو 2013
الوزاره الجديده .....الواقع والأمل
تاريخيا هى أول وزاره فى عهد سمو أمير البلاد الشاب الشيخ تميم. لذلك التطلعات اليها كبيره والآمال على أن تكون بدايه لمرحله جديده من العمل الإدارى منتعشه وتراود أبناء الشعب القطرى كله. ولى هنا بعض الملاحظات:
أولا: الوزاره بناء فوقى لجهاز إدارى ثابت ويعمل خاصة للوزارات السياديه والتشغيليه فى البلد , لذلك هى تدل على تغير فى السياسات أكثر من دلالتها على أى شىء آخر.
ثانيا: عانت قطر كثيرا من عدم ثبات الاداره العليا فى الجهاز الحكومى "الوكيل ومساعديه وكبار المسؤولين" , فكانت هناك وزارات بلا إداره عليا مما يخل بالتنظيم وتوزيع المسؤوليات فيصبح الوزير هو المرجع وهو من يقوم بدور الاداره التنفيذيه العليا وهذا غير صحيح
ثالثا: كانت التغيرات السابقه فى معظمها تشمل منصب الوزير والوكيل معا مما يُفرغ الوزارات من الاداره التنفيذيه التى يفترض أن يكون عمرها أطول أو لمده طويله مقارنة بتغيير السياسات, حتى يمكن تراكم خبرات يستفيد منها الوزير الجديد كإداره تشغيليه
رابعا: كان وجود جهاز موازى للجهاز الادارى الحكومى مرهقا فالتوسع فى الهيئات والمؤسسات لم يكن موفقا , خاصة أننا كنا نلحظ هيئه ومؤسسات تدار اساسا بعقليه حكوميه وليس لها من المؤسسيه سوى الإسم فقط.
خامسا: الحرص على إيجاد إداره عليا أهم من إيجاد وزير لها, فالوزير منصب سياسى بينما الاداره العليا هى العقل المنفذ والفعال , وعدم الاستعجال كذلك فى دفع الناجح فيها الى التوزير"أن يصبح وزيرا" فكم خسرنا من كوادر تنفيذيه رائعه سواء بإحالتهم الى التقاعد أو بتوزيرهم وبعضهم كان صغيرا فى السن , فخسرنا قوه إداريه كان من الممكن استغلالها بشكل أنفع وأطول .
سادسا: من الأفضل أن يعين الوزير وهناك وكيل لايزال فى منصبه لاأن يأتى بعده أو أن يأتيان معا , لذلك شهدنا فى سنوات سابقه أن يضطر الوزير أن يتعامل مع رؤساء الاقسام مباشره رغم الهوه الاداريه بينهما لعدم وجود وكيل أو لانه عُين لاحقا .
سابعا: هناك وزارات ثابته سياديه كالخارجيه والداخليه وأخرى خدميه كالمواصلات والصحه, لقد كان من الخطأ تفكيك وزارة المواصلات تحت مسمى مؤسسات وهيئات و مع بقاء عناصرها كماهى وتبعيتها لمجلس الوزراء ففقدت التمثيل فى المجلس وكانت تدار عن طريق الاتصال بالأمانه العامه لمجلس الوزراء مع انها كانت تضم قطاعات فى منتهى الأهميه كالطيران والموانى, حسنا فعلوا بإعادتها لكن إعادتها الى حيز الكفاءه يحتاج وقتا لتسرب الكفاءات او احالتهم الى التقاعد.
ثامنا: نرجوا أن يكون الوزراء على مستوى واحد من القوه وأن ينالوا التفويض الكامل فى تنفيذ السياسه المرسومه للوزاره حتى يمكن تقييم عملهم وكفاءتهم.
تاسعا:الوزاره خطه والوزير مسؤول على تنفيذها فى قطاعه والاداره العليا هى من يقوم بالتنفيذ , عدم وجود خطه تجعل الوزير ينصرف الى اثبات وجوده فى قطاعات هامشيه كسجل الحضور والغياب وحضور الاحتفالات , والتصريح للصحافه بسبب وبدون سبب., لقد كان هذا مشهودا سابقا
عاشرا: مكانة المواطن فى ذهن الوزير أمر هام , بل ان صاحب السمو الامير الشيخ تميم فى خطابه التدشينى كان واضحا فى التركيز على الإهتمام بالمواطن والتسهيل لأموره وحاجياته. لقد لاحظنا سابقا أن هناك من لايعطى حتى ولو دقائق من وقته للمواطنين ومشاكلهم وشكواهم وهو يرأس وزاره خدميه بإمتياز.
أحد عشر: الجهاز الإدارى الثابت والخبره التراكميه هامه جدا لتوفير كوادر قياديه, لذلك ادعوا الى الاهتمام بمنصب الوكيل ومساعديه وكبار المسؤولين فى الوزارات والاجهزه الحكوميه بشكل أكبر من التركيز على منصب الوزير, لايمكن البحث عن وزراء ناجحون فى وزارات ليست فيها إداره عليا قائمه وناجحه.
إثنا عشر: إخراج منصب الوزير من بؤرة الوعى فى ذهنية المواطن القطرى كتمييز وإصطفاء وحظوه بدون مقابل يذكر وذلك من خلال المساءله الدستوريه والمتابعه والثواب والجزاء , بمعنى أن يكون منصبا له سلبيات أيضا لأنه حتى الآن منصب كله إيجابيات لمن عمل ولمن لم يعمل.
ثلاثة عشر: كلنا أمل خاصة وأن رئيس الوزراء الجديد المشهود له بالعمل على راحة المواطن, هو المظله الشامله والوزراء هم الخيوط التنفيذيه لهذه المظله, وانشاء الله على طريق الاصلاح سائرون.
الأحد، 14 يوليو 2013
ثوره أم إنقلاب؟
اقحام العسكر فى
السياسه تماما كما اقحام الدين فى
السياسه.كلاهما عقيده . لدى بعض
الملاحظات حول ما حدث فى مصر أهو انقلاب أم ثوره ؟
اولا: الحكم
الاخلاقى ينحاز الى المبدأ فى حين الحكم
المعرفى يأخذ بالظروف والوضع
القائم , لايمكن التبرير لازاحة الرئيس مرسى مبدئيا بل أن جميع دول العالم الديمقراطيه أشارت الى ذلك , ولكن معرفيا
تحدث الجميع عن الوقوف مع خيارات الشعب المصرى الذى خرج يوم 30 يونيو
وضرورة البدء فى مرحله جديده"حكم
معرفى".
ثانيا: الشرعيه "حاله " متآكله وتعتمد على الاداء والانجاز وليست صك امتلاك
بينما مشروعية النظام هى مدى تطابقه
مع القوانين والتزامه بالدستور.
ثالثا: هناك حالات
كثيره قامت فيها الشعوب بثورات واحتجاجات على أنظمه منتخبه وأدت الى استقالة
رؤساءها واجراء انتخابات مبكره, بمعنى ان
مثل هذه الأمور ليست بجديده على عالم السياسه.
رابعا: سيبدو الأمر
أكثر وضوحا وإحراجا للعسكر وحكمهم المخيف للشعوب لو أن الرئيس مرسى لم يتعامل
مع الحكم الذى وصل اليه شعبيا
بمنطق العقيده أما الاستمرار او التضحيه
بالنفس. ليس فى السياسه مثل هذا الخيار مطلقا حتى ولو كانت نتيجة الانتخابات
كاسحه ناهيك عن انها 51%
خامسا: ماذا لو لم يتدخل الجيش هل ستكون النتيجه مرضيه والشعب منقسم كل هذا الانقسام الذى
شاهدناه, هناك من يقول لن تكون اسوأ مما حصل
ربما هذا صحيح , لكن عقيدة الجيش صماء لاينفع مواجهتها بعقيده اخرى, فإبعاد
الجيوش عن السياسه أهميته أن تكون السياسه
فن الممكن وليست عقيدة المطلق.
سادسا: السير نحو
انتخابات مبكره من اكثر الحلول السياسه استعمالا
فى دول العالم بل هى روشته معتمده عند جميع شعوب العالم المتحضر
سابعا: يوم 30
يونيو اثبت ان الأمة المصريه وصلت الى
طريق مسدود بل أتساءل كيف سيكمل الرئيس مرسى حكمه ونصف الشعب يقول لا.
ثامنا: كان من
الممكن اعطاءه فرصه اطول أو ممارسة ضغوط اكبر عليه حتى يتفاعل سياسيا مع
الوضع ولعل خطابه الاخير الذى كان خطابا
ذو اتجاه واحد , هو ماعجل بتدخل الجيش.
تاسعا:المرحله
الانتقاليه بعد الثورات هى اهم مرحله, فى
اعتقادى انها أجهضت فى مصر باستلام العسكر
لأمور البلاد كان من الممكنْ قيام مجلس انتقالى يمثل جميع الاطياف والتشكيلات التى
قامت بالثوره ورسم خارطة طريق وعدم الذهاب
الى انتخابات الا بعد وضع دستور توافقى
يرضى جميع الاطراف, خاصة وان المجال العام فى المجتمع لم يكن متوازنا شأنه
شأن اى مجال عام عربى
تسكنه الولاءات الاولى واطيافها من
قبيله او طائفه او جماعه.
عاشرا: الوضع الدولى
وأهمية دور مصر والظروف القائمه كل هذه
تلقى بظلالها على مايحدث فى مصر ليس هناك
مجتمع يعيش بمفرده فى عالم اليوم, نعم هناك من يتدخل فى مصر اقليميا ودوليا لايمكن انكار ذلك.
أحد عشر: الزعامات
تبرز فى مرحلة التوافقات أكثر منها فى مرحلة الصناديق النيه يجب أ ن تتجه الى
ايجاد ارضية التوافقات أكثر من التركيز على إعادة عقارب الساعه الى الوراء,
لاأعتقد بإمكانية رأب الصدع الى بتجاوزه.
اثنا عشر: البعد عن التخوين والعماله والتكفير والخطاب الدينى المثخن الذى يحيل الى "مظلوميه" سنيه -سنيه, والتعامل سياسيا مع الوضع بشكل يجعل من المستقبل هو الخيار الوحيد
الخميس، 4 يوليو 2013
الخميس، 27 يونيو 2013
أثر غياب المؤسسيه فى تعامل المجتمع مع الحدث
حول حدث إنتقال السلطه من سمو الشيخ حمد بن خليفه الى ولى عهده سمو الشيخ تميم, وحدث تشكيل أول وزاره فى عهد سمو الشيخ تميم حفظه الله,و كيف كان تعامل المجتمع القطرى مع كليهما؟. لى هنا بعض الملاحظات أود لو أسردها:
أولا: لم يشهد تاريخ قط الحديث إنتقالا سلسلا للسلطه كما تم فى هذه الحاله.
ثانيا: التساؤل المشروع عن الملفات الكبرى التى وضعت قطر على خريطة المنطقه والعالم فى ظل إبتعاد من حملها طوال العقد الماض سمو الامير الوالد ومعالى وزير الخارجيه السابق.
ثالثا: خطاب سمو الامير المفدى الشيخ تميم كان واضحا فى تحديد دور قطر القادم " قطر دوله وليست تنظيم او فصيل أو حزب" وتقف مع الشعوب . ويبدو من خطاب سموه توجهه قطر الجديد والاستعداد للتعامل مع الجميع والوقوف منهم جميعا على نفس المسافه.
هذا عن الحدث ماذا عن المجتمع:
أولا: من حسن حظ المجتمع القطرى وقيادته أنه مجتمع متجانس لذلك مهما كان الحدث محوريا وكبيرا يتعامل معه بنفس روح التجانس والوفاء الذى تربى عليها, ولذلك هو لايطرح السؤال بقدر ما يبادر بالإجابه .
ثانيا: هذه الميزه التى ذكرت تبدو فاعله فى المجتمع فى مرحلة الدور المحكوم بقدرة الدوله ومساحتها وامكانياتها البشريه. لكن اذا تغير هذا الدور فعلى المجتمع أن يطرح آليه أخرى او يطالب بها ليكون على قدره ومعرفه بما قد يتحمله من نتائج.
ثالثا: لعبت قطر فى خلال العقدين الماضيين دورا محوريا كبيرا اقليميا ودوليا مع ضمور مجتمعى واضح فيما يتعلق بدور المجتمع المدنى الغائب فكانت المعادله قياده اكثر من طموحه ومجتمع أكثر من غائب أو مغيب خطورة ذلك فى أن النتائج قد تأتى أكثر وأبعد تأثيرا وعلى الجميع وقد يكون السبب فرديا وآثارالنتيجه جماعيه.
رابعا: إنشغل المجتمع بالحدث قبل حدوثه بشهور وسرت الشائعه فى كل الارجاء وذهبت التحاليل كل منحى وفى مجتمعات اليوم لايكفى أن تظهر النتيجه ولكن أن تُعرف الاسباب . خطوره أن تضع النتيجه ذاتها السبب أو أن تطرح الاسباب بعد النتيجه, يعنى أن المجتمع يبحث عن الفضول وليس عن أى شىء آخر.
خامسا:أخذت قضية التشكيل الوزارى قسطا كبيرا من وقت المجتمع لايمكن لمجتمع يريد أن ينمو وأن يتطور أن يستغرق الانشغال بمن سيتبوأ المنصب جل وقته. ونظر المجتمع الى هذه القضيه نظرة لايمكن أن يصدق زائر سمع عن دور قطر عالميا واقليميا أن يصدقها. سيضعون هذا الاسم من هذه القبيله لأنه لم يتم توزير أحد منهم من قبل؟ أو أن فلان سوف يوًزر لأن فلان موصى عليه؟ هذه نماذج من طرح عقل المجتمع فى تبرير تشكيل الوزاره وطرح الاسماء المرشحه.
سادسا: جميع اشكال التهنئه كان تدل على غياب المؤسسيه فى المجتمع لم ألحظ تهنئه صادره من مؤسسه مجتمعيه مستقله , كلها اسماء افراد وعوائل وقبائل بعضهم عابر للحدود.
سابعا: مع ان اللحظه لحظة إنتقال ومنعطف تاريخى إلا أننى لم ألحظ فكرا تقييميا يفيد القديم والجديد.
ثامنا : مجتمع المؤسسات يدرك أن التقييم والنقد لايمت الى المدح أو الذم بصله هو فحص مختبرى بتلسكوب التاريخ يرى الدوافع وشروطها فى وقتها ويصدر الحكم بعد ذلك متجردا على الفعل لا على شخص الفاعل وهويته. لكن المجتمع الافراد مجتمع خائف اساسا لايقوى على النقد والتقييم وان كان يعيشه داخله ويسكن جوانب نفسه فيصبح الأمر حالة نفاق.
ثامنا: السلطه فى قطر فى العقدين الماضيين كانت"حاله" بينما كان المجتمع شذرات هذا التناقض وضع هوة كبيره كانت ملاحظه يرى العالم قوه ناعمه كبيره ولايرى الزائر مجتمعا حيا. لذلك آن الأوان أن يتحول المجتمع القطرى إلى "حاله" وهذا لن يتم الا بمجتمع مدنى وبمؤسسات دستوريه نأمل أن تستكمل فى ظل أميرنا الحالى الشاب.
تاسعا: المجتمع "الحاله: قادر على إدارة شؤونه وهو خير عون لسلطته وقيادته , قادر على إدارة الحوار وتناقض الاراء قادر على إيجاد إعلاما واثقا ومتحدثا يؤمن بما يقول واستجابه علميه وليست دمويه .
عاشرا: فى مثل هذه الحالات تستطيع أن تقيم المجتمع بسهوله لضمور العلاقه الأفقيه على حساب العلاقه الرأسيه , فى ساعات التهنئه نسىء الشعب ان يهنى نفسه واكتفى بأداء التهنئه الى الأمير حتى أن الواحد يتحاشى أن يلتقى بآخر فى طريقه لاداء مهمته , فى حين ان العلاقه الأفقيه هامه جدا وأساسيه لتعامل المجتمع مع السلطه وقبول السلطه له كمجتمع.
الثلاثاء، 25 يونيو 2013
حمد ... يختزل الزمن لقطر ثم يسلم الرايه
فى إعتقادى أن خطوة تنازل صاحب السمو الشيخ حمد عن الحكم لأبنه سمو الشيخ تميم كان فيها من الذكاء السياسى مالم تسبر غوره معظم التحليلات والتفسيرات المطروحه على الساحه والاعلام العربى.
قضية المرض مستبعده فالرجل لايزال فى كامل قوته ونشاطه الذهنى والبدنى ولله الحمد ونسأل الله ان يمتعه بالمزيد . وقضية جيل الشباب و ضرورة إسناد الأمر له أيضا متفق عليها بلا شك ولكن ألا يزال سموه شابا ولعله أصغر حكام الخليج الموجودين سنا , وإذا سلمنا مبدئيا بأن قضية تسليم الرايه للشباب متفق عليها مع ذلك تبدو خطوته أعمق غورا من هذا التفسير وحده.
فى إعتقادى أن خطوة سموه حفظه الله يمكن تفسيرها بصوره أشمل من هذه التفسيرات الأُحاديه والفرديه. إنها نتيجة الصدمه التى أحدثتها سياسته فى المنطقه وفى العالم وخلق وعى جديد داخليا وخارجيا عن قطر هذه الدوله الصغيره وهو انجاز كبير يصنع التاريخ ويصل به الى الذروه,إعتقادى أن سموه حينما تسلم الحكم فى دولة قطر عام 1995 ادخل قطر فى كبسوله زمنيه مخترقا بها الزمن حتى أن المواطنين أنفسهم لايكادون يدركون أو يواكبون سرعة التغير الذى يمر بهم أو الذى الذين يمرون به. إختزل سموه خمسون عاما من تاريخ قطر الى ثمانية عشر عاما. إقتصاديا قطر أسرع الاقتصادات نموا فى العالم. سياسيا قطر مركز أو أحد مراكز السياسه الدوليه. إعلاميا قطر أحد أكبر اللاعبين فى هذا المجال .إستثماريا قطر هى المستثمر الأول فى عواصم العالم .إختزال الزمن وضغطه من الخطط الاقتصاديه التى لاتحققها الا المجتمعات الكبيره ذات القدره الواسعه , إستطاع سموه ومن معه تحقيق ذلك فى فترة لاتذكر. من مثالب هذه الخطه أنها تحتاج الى تضحيه وفداء فوق المعدل الطبيعى. فهى حالة استثناء وهو ماقام به سموه حينما وجد بلدا فى حالة من الركود التام وبمعدل نمو لايذكر. فى الدول الديمقراطيه تسمى مثل هذه المرحله بالمرحله الانتقاليه , يستلم بعدها فريق آخر إكمال المسيره بعد أن وضع الفريق الأول القطار على السكه. وهنا يبدو ذكاء سمو الشيخ حمد خارقا عندما يسلم الأمانه لفريق جديد , يدرك سموه أن البنيه الديمقراطيه لم تكتمل بعد فى الدوله فيمارس سموه دور الشعب ويستشعر المسؤوليه وعظمها الشعب ويسلم الرايه لمن بعده يدرك سموه أن مثل هذه السياسه سياسه الكبسوله الزمنيه تُحدث كثيرا من الصدمات هنا وهناك لايريد سموه لشعبه أن يتحمل مسؤوليات قد لم تتح الفرصه له بعد ان يشارك فيها , يدرك سموه أن لمثل هذه الخطه ردود فعل وآثار جانبيه كأى عمل سياسى أو إقتصادى فبتسليم الرايه لمن بعده يفتح الطريق مجددا لشعبه ولقيادته الجديده ويعدد البدائل ويوسع الافق. حمد مارس ديمقراطية الفرد الواعى الخائف على وطنه ومواطنيه. ذكاء سموه السياسى لم تدركه التحليلات والاقاويل , أنه بعمله هذا يفتح افقا جديدا لوطنه بعد أن بلغ به هامات السحب. يبقى على أميرنا الجديد أن يُكمل المسيره ولكن بشروط جديده حيث تغير الظروف وتبدل الاحداث, ولقد سمعت شخصيا من سمو الشيخ حمد إهتمامه بالطبقة الوسطى وبالطبقه الاجتماعيه المواطنه عموما لأنها عانت من آثار التحديث السريع الذى كان لزاما السير فى طريقه عندما استلم سموه الحكم عام 1995. وكذلك الاهتمام بثقافة المجتمع وبلغته فهما روح المجتمع . ثمة شعور متداخل لمثل هذه المناسبه يشعر به كل قطرى لكن , إشراقة وجة الشيخ حمد اليوم وإبتسامة سمو الشيخ تميم كانت كفيلتان بإزالة هذا التناقض وإبداله بسرور وتفاؤل سرى صداه بين جدران الديوان الأميرى.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)