الخميس، 19 ديسمبر 2013
الطبقه الوسطى في قطر "مشروع إجتماعي " للمحافظه على الهويه
<b> لم تولد الطبقه الوسطى في قطر نتيجة لطبيعة اقتصاديه للاقتصاد القطرى , وانما تكونت في ظل هندسه اجتماعيه لعب فيها القرار السياسي دورا كبيرا مع استقلال الدوله وميل المجتمع نحو الاستقرار والدخول في عمليه تنميه في اطار بناء دوله حديثه, توفير سكن وفرصة عمل, واعانه اجتماعيه ونظام صحى وتعليمى مجانا , كل ذلك ساعد على ايجاد طبقه وسطى, كانت مطلبا لقيام الدوله قبل اي شىء آخر. ربما كانت صوره أكثر تقدما لصيغة" التعاضد " القائم فى المجتمع قبل قيام الدوله. ويمكن الاشاره هنا كذلك لقيام مجلش الشورى على أنه ياتى ضمن الهندسه الاجتماعيه لصياغة طبقه وسطى, التى إتخذت شكلها الاوسع في سبعينيات القرن المنصرم وبداية الثمانينيات. لم تستطيع الطبقه الوسطى في قطر المساهمه او الدفع باتجاه اي تغيير أو الدفع بإتجاه أى نوع من الاصلاحات ناهيك عن إمكانية فرضها لانها كما ذكرت مجرد هندسه إجتماعيه وليست نتيجه تحول في نوع الاقتصاد أ والملكيه. رغم عدم توسعها أو ربما إنكماشها قليلا إلا انها كان يمكن تلمسها حتى منتصف التسعينيات, الايجابي في الأمر أن الانفاق الاجتماعي المتأنى والمدروس والتوازن الذي حققته الدوله بين مكوناتها في تلك الفتره , أفرز مثقفا جيد التكوين , وموظفا عالى التأهيل , الأمر الذى إنعكس على الاداره الحكوميه بشتى نواحيها وتخصصاتها. دخول الدوله في مشروعات ضخمه فى استخراج الغاز وتسويقه وإتجاه الدوله للبروز على الصعيد الاقليمى والدولى ولعب دور يتسق مع ماتملكه من ثروه طموح وميزه اجتماعيه يتمثل في صغر عدد السكان نسبيا , ادى الى مايمكن تسمية بإقتصاد"الابراج" وهو إتجاه الاقتصاد من التوسع الافقى إجتماعيا إلى التوسع العامودي إجتماعيا , وقام النظام المصرفي بدور كبير في إعطاء التسهيلات الائتمانيه بناء على تعليمات وضمانات من الدوله وبإختيار وفرز نخبوى إجتماعيا ادى الى تقلص مساحة الطبقه الوسطه المهندسه اصلا إجتماعيا والتى كانت تحدث التوازن المطلوب للدوله ثقافيا ومدنيا وسياسيا. فأصبح المجتمع بعد ذلك أشبه بحزام ضاغط بقوه فى المنتصف مع تضخم فى الرأس "الطبقه العليا" وتضخم في المؤخره"الطبقه الدنيا" وضمور واضح في الوسط. للمواكبه لجأ الكثير ممن كانوا يمثلون الطبقه الوسطى الى الجهاز المصرفي وللقروض الأمر الذى اوقعهم في مصيدة الديون في حين غياب سياسه حكوميه واضحه لتدارك الأمر, إقتصاد"الابراج" هذاأعطى أفضليه للمثقف القشرى ولموظف الواسطه والمحسوبيه والعلاقات القرابيه , نظرا للوفره الماليه التى لاتحبذ التفاصيل و التى توسعت راسيا بشكل لم تشهده الدوله من قبل. بالإضافه إلى إتجاه الدوله لاستملاك مساحات وفرجان كامله لإقامة مشاريع تعليميه وتحديثيه في الدوحه والقرى والمدن حولها, أفرغ الطبقه الوسطى والدنيا كذلك من ممتلكات ذات رأسمال إجتماعي كبير ,اكثر من قيمتها الاقتصاديه وربما أكثر من التعويضات المقابله المدفوعه عنها. فاصبحت هذه الطبقه تعانى إجتماعيا وإقتصاديا معا ,لإرتفاع الاسعار وقيمة الأراض وتكلفة البناء بشكل كبير ,فإسمتلاك الارض من قبل الدوله يجلب السيوله و لكن إمتلاك السيوله قد لايكون كافيا لإمتلاك ارض ذات قيمه إقتصاديه وإجتماعيه أ و كاللتى جرى استملاكها من قبل الدوله. والدوله منشغله بمشاريع تنمويه ضخمه من أجل المونديال ورؤيه قطر 2030 يعنى مزيد من السرعه والسيوله ذات الاثار العكسيه والسلبيه على طبقات المجتمع , الامر الذي سينهك المواطن , مالم يكن في الحسبان دائما التوسع الأفقى في الانفاق الاجتماعي وبصوره متقاربه ومكافحة التضخم وتحويل الاقتصاد الى اقتصاد إجتماعي , لما لذلك من دور فاعل لحفظ الهويه التى نحتفل اليوم بها كرمز ليومنا الوطنى, فالهويه أولا مواطن يفخر ويعتز والعازه والديًن عدوا الفخر وعدوا الاعتزاز. كلنا امل في أميرنا تميم في إكمال المسيره بشكل يحفظ لقطر وسطيتها وللقطريين إنتمائهم القائم على وسطيتهم بين الشعوب. b>
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق