السبت، 15 مارس 2014
الأزمه.... واللا مفكر فيه
يشعرني هدوء الجاليات والعماله الاجنبيه في الخليج في ظل الحاله السياسه الغير مسبوقه التى تمر بها المنطقه "هذا مالاحظته هنا في الدوحه وفي دبي " بان الامور تسير في صالحها مستقبلا, وأن التغيير الديمغرافي الكمي قبل يتحول إلى كيفي لاسباب عديده.
أولا: المنطقه تتعرض من زمن الى كثير من الضغوط من منظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني الغربيه حول حقوق ومعاملة العماله الاجنبيه الكثيفه في المنطقه , بالرغم من أن في معظمها لاسباب سياسيه , ألا ان لايمكن الانكار بأن هناك بعض الممارسات اللانسانيه وانتهاكات قد تم تسجيلها ورصدها.
ثانيا: الازمه الحاليه خطيره جدا لأنها تعرض المبرر الأخلاقي لبقاء هذه الأنظمه للخطر , مستوى المعروض صحفيا وفي وسائل الاتصال الاجتماعي فيه من الانحدار الاخلاقي مالم نشهده من قبل من تدني في لغة التخاطب والردود ومن قبل مسؤولين وشخصيات في هذه الانظمه
ثالثا: من المعروف أن المرجعيه السياسيه لأنظمة دول الخليج العربيه تآكلت مع مرور الزمن دون حدوث تطور فعلى نحو عصرنتها وشهدنا ونشهد أزمات مستمره في عملية استمرارها جيل بعد آخر , فهناك صراع أجيال بدأ يطفو على السطح لايمكن إخفاؤه, فلم يبق لهذه الانظمه سوى المبرر الاخلاقي , فهي تتعامل أخلاقيا مع بعضها البعض أكثر منه تعاملا سياسيا مبنى على أطر دستوريه واضحه , لذلك تعرض النسيج الاخلاقي للتعامل بينها سيفقدها آخر ورقة توت تستعر وجودها.
رابعا: الخلافات القديمه في العصور الماضيه بين دول الخليج كان تدور بعيدا أو في عزله , قبل ان تتحول المنطقه الى أكبر بوتقه استيرادا للعماله من الخارج, فكانت شأنا داخليا أكثر منه شأنا اقليميا أو عالميا.
خامسا: على مر الزمن لم تكن الخلافات الخليجيه - الخليجيه تُحل سياسيا وانما بالتراض والاجتماع حيث تصفى النفوس , ويطيح الحطب كما نقول خليجيا , لذلك لاتزال مسائل الحدود دون حل نهائي , هذا دليل على انتهاء المرجعيه السياسيه لهذه الانظمه , فهي في أحسن حالاتها فرديه وقتيه عرضه للتقلب , وبقاء المرجعيه الاخلاقيه التراثيه القبليه , التي تتعرض اليوم للتآكل أيضا.
سادسا: إذا لم تحافظ هذه الانظمه على مرجعيتها الاخلاقيه بينها البعض وبين شعوبها , بل وتسعى الى تطويرها سياسيا نحو مرجعيه سياسيه فيها نوع من المشاركه في رسم المصير وتحمل القرار ونتائجه , قد تجد المنطقه نفسها أمام التزامات سياسيه وحقوقيه تصل أبعادها السياسه الى أعلى المستويات فيما يتعلق بالعماله والجاليات الاجنبيه , فيبدو الوضع مركبا وصعبا أمامها .
سابعا: حول أسلوب الفزعه الذى تشهده وسائل الاتصال الجماهيري في المنطقه حول الخلاف , المواطن الخليجي بل الثقافه السياسيه الخليجيه الى مواطن افتراضى والى ثقافه سياسيه إفتراضيه, لغياب أسرار الخلاف الحقيقيه عن الرآي العام في هذه الدول فلا تسمع سوى تكهنات ولا تقرأ إلا قصائص جرائد, وشعارات من قبيل الفداء بالروح بالدم التى سادت في مراحل سابقه من تاريخنا السياسي, فلا يزال المواطن الخليجي مواطنا إفتراضيا وطنيا بإمتياز ينتظر أن يُنصف تاريخيا .
ثامنا: للحافظ على المرجعيه الاخلاقيه المتبقيه يجب الاسراع في إتخاذ ما يحرم ويجرم استخدام السلاح والقوه في النزاعات بين دول المنطقه , لوحدة شعوبها وقبائلها وتنظيماتها العشائريه واعظم من ذلك دينها الواحد ووجود القبله والحرمين في اراضيها فهي جزيرة "العرب".
تاسعا: المنطقه في مرحلة تحول بلا شك وتتعرض لضغوط خارجيه وداخليه , من ضمنها وبلا شك تحويلها الى حزام اكثر كثافه ديموغرافيا لاسباب سياسيه واقتصاديه , فبالتالى قد تستشعر الشعوب خطر ذلك عليها وعل مكتسباتها الريعيه مبكرا , لكن خطر ذلك لايستبعد أبدا عن الانظمه إذا كانت قد استشعرت الامان في وقت ما, خاصة كما قلت بتعرض النسيج الاخلاقي السياسي بينها للتهتك وتفضيل المصلحه الضيقه على المصلحه العامه والصراع على الثروه والمنصب على مصلحة الأوطان ,فلا استبعد ابدا مسقبلا حكاما من أصول آسيويه أو أفريقيه أخرى فنحن بشكلنا الحالى في تضاد مع سنن الله في الكون, ولانمتلك استثناء الانبياء أو المرسلين, أرجو وادعو الى التنبه لذلك لان سنن الله الكونيه هي الغالبه بلا شك , لقوم يتفكرون
<
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق