الخميس، 23 يوليو 2015
مشيرب "المشروع" هل يعوض مشيرب"التاريخ"؟
وقوفك عند تقاطع شارع مشيرب -- شارع عبدالله بن ثاني. سابقا , تكون بالفعل في قلب مدينة الدوحه, خلفك دوار البنك العربي وسوق واقف والنجاده , أمامك تقاطع"الكيبل-وايرلس" وإمتداد شارع الكهرباء, عن يسارك فريج عبدالعزيز والمنتزه , عن يمينك امتداد شارع عبدالله بن ثاني وقصر الشيخ سحيم , ومن خلفه الديوان الاميري , ثمة تناسق طبيعي غير مصطنع يمتد من سواق واقف الى شارع مشيرب مرورا بشارع عبدالله بن ثاني حتى شارع الكهرباء , ثمة كثافه سكانيه , لايخرج نطاق تسوق المجتمع آنذاك عن هذه المنطقة الوسطى التي شكلت ثقلا سكانيا وتجاريا , مايميز تلك المنطقه في السابق التي يستعاض عنها اليوم بمشروع تجاري ضخم , أنها تمثل نداء إجتماعيا مع كونها في أحد جوانبها مشروعا إقتصاديا, خلف كل محل تجاري هناك بيت لعائلة قطريه , امتزاج الاجتماعي بالتجاري يؤكد أصالة المنطقه , ويؤكد حيوية المجتمع ويربط بين الاوساط الاجتماعيه على اختلاف مستوياتها, كنا حين نعبر من شارع الكهرباء الى شارع عبدالله بن ثاني نمر بعشرات البيوت من بيوت أبناء تلك المنطقه , عندما نزور الدول بمافيها الدول الغربيه نحظى بمشاهدة العاصمه القديمه أو مايسمى بالمنطقه القديمه في العاصمه ببيوتها وبمتاجرها وساحاتها , حيث وجودها يعطي قيمة ومعنى للجديد المستحدث, منطقة وسط الدوحه مشيرب وماحولها تمثل أصالة الدوحه التجاريه , أين يذهب من يريد أن يرى دوحة الماض بمتاجرها واسواقها وسكيكها , سوق واقف ليس كافيا وامثاله موجوده في غير دوله , كذلك كانت هذه المنطقه تحظى بما يدل على توجه قطر العربي والعروبي كذلك , فهناك مكتبة العروبه وبقالة الجمهوريه العربيه المتحده , ومخزن الشرق , اليوم أقف عند المشروع لأجد ضخامة وامتدادا اسمنتيا هائلا في كل اتجاه , لا بأس لعله نظرة تحديثيه , لعله مشروعا تحديثيا مستقبليا , لكن كان بودي أن يلتقي التحديث مع التاريخ , كما نرى في عواصم العالم الموغله في القدم , هل تصدق أن عاصمة"القوط" في القرون الوسطى"براغ" لاتزال قائمه ويمكنك اليوم زيارتها ؟ العاصمة تاريخ وليس بناء جديدا الا بما يحقق ويدعم ويحافظ على بقاء هذا التاريخ , الاسماء التاريخيه لها مدلولات وشواهد , لايمكن أن يبقى الاسم وليس له مدلولا وشاهدا تاريخيا على اصالته ووجوده, انفصام الاسم عن المسمى أو الدال عن المدلول عرض خطير أخشى أن يعاني منه الجيل القادم الذي لم يرى أصلا مدلولا على الدال , أو مسمى يدل عليه أويشير اليه الأسم.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق