الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015
الحكومه بين أرواحنا الغاليه وجيوبنا الفاضيه
" من حق الحكومه أن تعمل ماتراه مناسبا للحفاظ على أرواح المواطنين" عباره قانونيه جميله , فليس هناك ماهو أغلى من ارواح المواطنين لوطن ينشد التقدم والتطور وسيادة القانون واعتبار قيمة المواطنه القيمة الاعلى فوق كل القيم. ولكن السؤال كيف ؟ هناك طريقان لاثالث لهما لتحقيق ذلك , الطريق الاول إيجابي , والطريق الاخر سلبي , وكلاهما يحقق اسلوبا للمحافظه على أرواح المواطنين. الأول يتمثل في إعلاء قيمة المواطنه والمواطن , والاخر يتمثل في تفريغ قيمة المواطنه وتحديد حركة المواطن للحفاظ على روحه عن طريق إفراغ جيبه , ليس خوفا منه ولكن بحجة الخوف عليه. سأوضح أكثر:
أولا: عندما تتفنن إدارة المرور في وضع الرادارات بمسمياتها المختلفه الجوال والمخفي والمتلصص غير الرسمي المعلن عنه لحماية أرواح المواطنين , في شوارع ليست فقط تدعوا للسرعه بل تدعوا للمغامره بعضها يبدأ بثلاث خانات لينتهي بخانه واحده ليصدم في الأخير بدوار متخلف بينما تقول الدراسات بأن الشارع المعد مروريا بشكل جيد هو من يحمي الارواح , وهذا من واقع احصائيات التأمين .
ثانيا: أنا مع وضع الرادار المعلن عنه بوضوح , سيرد أحدهم بأن السائقين يعملون حسابا له فقط وبعد عبوره يعاودون السرعه , أقول له, هذه مسأله أخلاقيه تربويه نشأ المجتمع عليها بل الثقافه العربيه بصفة عامه وهي أحد اشكال النفاق المتعدده في المجتمع , ألم تشاهد المقطع الشهير الذي انتشر مؤخرا في الواتس أب ؟ والذي يصور فاكهة باشكالها المتعدده بجانبها حصالة على الرصيف من الطريق دون وجود أحد ,يتوقف السائق ليأخذ برتقالة او تفاحة ويلقى بالثمن في الحصاله ويذهب هل لك أن تتصور ذلك في أحد بلداننا العربيه.
ثالثا: مالذي سيحدثه رادار التربص في ذهنية المواطن , سيعمل على زيادة فقدانه للثقة في الحكومه وبالتالي سينعكس ذلك على ادائه في عمله وسيتربص بها كماتتربص به لاشعوريا , أنظر الى علامات المرور في الاحياء والطرق كيف لُعب بحروفها كيف اصبحت كلمة مطب أمامك الى "ضب أمامك" وكلمة أمامك الى كلمة أمك هذا موجود ومشاهد هذا جزء من رد الفعل الانتقامي لافراد من المجتمع.
رابعا:أين دوريات المرور التي تراقب السرعه على شوارعنا الكبيره , كما كان الأمر في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم , كيف كانت تلاحق المخالفين وتستوقفهم وتسحب رخصهم , أينها اليوم , لاأرى ألا تكدسا قبل المواكب ثم انهزاما بسرعة البرق وترك الحابل مع النابل في دوار معوق , كانت ستكفي عن الحاجة لدوارات التربص والتلصص لو استمر موكب الرقابه الدائمه لمستهتري الطرق وارواح الناس , لكن المادة غالبه.
خامسا:رأيت مرة سيارة متوقفه على قارعة الطريق فوقت بجانبها فإذا برادار موضوع عند جانبها الايمن وبجانبه شخص على طريق دخان , فذكرني بحيلة كنا نستخدمها لنصطاد الطيور وهي "الخَتال" , الحكومه "تختل" الشعب لتوقعه بدلا من أن تظهر له صورتها القانونيه في سيارات تجوب الشوارع الكبيره كشارع دخان او الشمال اوغيرهما , فوقع في نفسي ذلك المنظر وقعا سيئا ,
سادسا: لاحظ الكثير وانا أحدهم أن راردر التربص ينشط مع نزول الرواتب شىء جميل ورحمة تشكر عليها ادارة المرور وتقسط الجزاءات المتراكمه فندعوا لها , وتؤجل المواعيد فنشكرها ولكن كل ذلك يقع خارج اطار الثقة في القانون فلا نبني ثقافة بقدر ما نرقع ثياب اليوم .
سابعا:فكرة رادار الترصد ليست فكرة مروريه لكنها ثقافة مع الاسف , أنشأنا شركات مساهمه , وجنينا أرباحا سنويا بمقدار نص ريال على السهم , لأن الباقي ذهب لرادار التربص, ساهمنا في شركات واعده وذهبت نسبة من ارباحها دون موافقة من ملاكها الى رادار التربص, شركات كبرى دفعنا بأولادنا للانخراط بها فإذا بها تتبخر ويصبح موظفيها عمالة زائده بعد أن رصدها رادار التربص, شركات ماليه وعدتنا بالارباح وعلى مرآى من عين الحكومه ولكن رادار التربص كان لها بالمرصاد بعد أن أخرج المتسببين في ذلك دون وجل أو خجل, .
ثامنا: أين رادار التربص من غلاء الاسعار الذي كسر ظهر المواطن وجعله يعيش الشهر يومان وباقيه في حفرة من الدين والاعسار, أين رادار التربص من هذه الزيادة الجنونيه في اسعار السيارات التي لامثيل لها في دول المنطقه , أين رادار التربص من مواطن يئن من الألم لايجد سريرا طبيا يحتويه , أين رادار التربص من التلاعب في اسعار الدواء وفي حجز الغرف في المستشفيات للاقرباء واستبعاد المواطن , أين رادار التربص من مايجري في الصيدليات الحكوميه لتوفير الدواءللاهل في الخارج على حساب المواطن وغير ذلك من التلاعب الذي شهدته بعضا منه بأم عيني كما شهده غيري.أين رادار التربص من الطبقيه التي بدأت تتشكل بصورة واضحه بحيث هناك من يتألم وهناك من لم يشعر بالألم بل لايعى ولايدرك بأن هناك أصلا ألم مجتمعي لأن أصبح خارج نطاق ألم المجتمع .
تاسعا: نحيَي حرص حكومتنا وادارة المرور بالخصوص على أرواحنا الغالية عليها ولكن يجب التيقن ان لايكون ذلك على حساب مواطن ضعيف منهك يفرح بالزياده ثم يختله الرادار الحكومي باشكاله المختلفه المروريه او الغير مروريه , إدارة المرور تأخذ بالحل الاسهل والأضر بالمواطن وهو تكثيف الرادارت وزيادة راردرات التربص وهذا في اعتقادي ليس نجاح , النجاع أن نجد سيارات المرور مكثقه في الشوارع تلاحق المسرعين والمتجاوزين هذا على المدى القصير أإذا كانت الاحصائيات التي نشرت قبل سنوات تشير بأن 5% في المائه من الحوادث في الولايات المتحده سببها تصميم الطرق , فكم نسبة الحوادث التي تسببها شوارعنا إ ذا؟
عاشرا: نقطة أخيره تكرم سمو الامير حفظه الله بتخفيض بعض الغرامات بالنسبة لمخالفات المرور ولك من المبدأ أن يكون هناك مجلسا من ذوي الخبره والهندسه والاجتماع يرفعون التصورات لمواجهة التطورات والمشاكل المحتمله سواء مروريه او غيرها , ومن الاعلاء للمواطن أن يكون القانون او التشريع لاينفذ الا بموافقة مجلس وطني منتخب او حتى معين متخلصا من فكرة الخيار بين المصلحة العامة أو المنصب حتى يصبح رادار التربص , علما لكرامة المواطن وليس سارقا لما في جيبه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق