الأربعاء، 16 سبتمبر 2015
خالد بن محمد الربان
أجد لزاما علىَ ان أقول شيئا عن هذه الشخصيه المحببه لدى الجميع , خالد بن محمد الربان رجل الاعمال وعاشق التاريخ , كان رحمه الله شخصية جامعه لطبقه مثقفه من أبناء قطر , عروبيته واضحه , إلتقيته مرارا وأهداني موسوعة تاريخيه لازلت احتفظ بها إلى الآن , عقلية تجاريه متوقده , يعشق العروبه والتاريخ العربي ترأس قبل وفاته مجلس إدارة شركة تصنيع المواد الاوليه محليا فكر وعمل وحقق نجاحا مشهودا , كان على وعىَ تام بأهمية المواد الاوليه حتى يمكن التحكم في الاسعار ومراعاة السوق وظروفه والتقليل من استيرادها من الخارج ما أمكن لما في ذلك من زيادة في التكلفه لايستطيع أن يتحملها الزبون, تصدى لهذا العمل الوطني الكبير والهام جدا لكل أفراد المجتمع ومؤسساته وشركاته تحقيقا لرغبة ساميه . بالنسبة لي كان فقده خسارة شخصية كبيره حيث كان من الحريصين على قراءة كتاباتي وكان يبدي رأيه فيما أكتب ويظهر لي جوانب الايجاب وجوانب السلب كذلك , شخصية كخالدالربان رحمه الله قليلة التواجد اليوم حيث تجمع بين العمل التجاري والعمل الاجتماعي , حدثني أحد الاخوة من الملازمين له بأنه تحمل اشتراكا لجميع أصحابة في مجلة المستقبل العربي الصادره عن مركز الوحده العربيه حبا منه وحرصا على هذا المفهوم الحاضر الغائب. له مجموعة من الاصدقاء دائما تلتف حوله تحمل نفس المشاعر والآمال والطموح نتذكره اليوم بعد مايقارب السنة والنصف على رحيله المفاجىءرحمه الله , ذكر لي الاخ حمزه الكواري الذي كان مرافقا معه في رحلته الاخيره الى الشاليه الخاص به أنه كان مهموما ويشتكي من قلة الوفاء وعدم العرفان بالجميل في هذا الزمن المتغير, ولم ينمَ ليلتها , خالد الربان رحمه الله من جيل الوسط الذي تشبع بالوطنيه وبالشعور القومي الذين صدموا بحال الأمة المتردي يوما بعد آخر, كان يعاني رحمه الله من تعب القلب وهمومه وأمراضه ومع ذلك كان مبتسما حينما تلقاه مستبشرا يحمل الأمل في الغد وفي شباب قطر , يحدثني أحد اصحابه المقربين جدا منه أنه قبل رحلته العلاجيه الاخيره جاء مودعا قائلا لهم إن العملية القادمه عملية كبيره وجئت لأودعكم ولكن شاءت إرادة المولى أن يعود سالما من هذه الرحلة العلاجيه ويفرح الجمعُ بذلك , عاد الى اهله سالما معافى ورأيته قبل وفاته بأقل من يومين في أحد الافراح وكان كعادته مبتسما ويسأل عن الجميع , إلا أن قلبه الذي تحمل عناء العمليات الكبرى لم يستطيع أن يتحمل غدر الايام وتنكرها وإشكال الانسان على أخيه الإنسان , رحم الله خالد بن محمد الربان رحمة واسعه وأبدله دارا خيرا من داره التي كان يسكنها .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق