الأربعاء، 25 نوفمبر 2015
"الشين " اللي فينا
نبحث عن الزين والشين في حياتنا ونتوقف عند ملاحظة بسيطه وهي أن الزين والشين ظاهرتان موجودتان, لايخلو منهما مجتمع انساني ولكن الفرق ادراكنا لهما ليس كوجود وإنما كإنعكاس لما في داخلنا من رغبة في تحويل الزين الى شين إذا لم يحقق لنا مصلحة شخصيه , وتحويل الشين والسكوت عليه الى زين إذا كانت لنا مكاسب شخصية من وجوده.
أين يقف الدين من ظاهرة الزين والشين أو القبح والجمال هل هما نابعين من الدين أم من ضمير الانسان ؟إذا اختل توازن الاستنتاج الديني أو وظف سياسيا يستطيع أن يجعل من الشين زين بفتوى صغيره , وإذا اختفى ضمير المجتمع أو نام من الممكن أن يصبح الشين زين حتى يستيقظ هذا الضمير ويدفع ثمن هذا الاستيقاظ. لااتكلم عن الزين اللي فينا فهو فطره الهيه ,لكن اتكلم عن الشين اللي فينا , لأنه نيه بشريه وشكل من اشكال الضمير النائم.
"الشين" اللي فينا أننا نفكر بعقليه فرديه و طالما أنا وعيالي سالمين مايهمني الاخرين
"الشين" اللي فينا أننا نصفق للقائم وإذا سقط دسنا بأرجلنا ومزقناه بألسنتنا
"الشين" اللي فينا أن كل فرد أو عائلة أو قبيله تعتبر نفسها افضل من غيرها ولها الاولويه وأنها هي التي تكتب التاريخ.
"الشين" اللي فينا أن خطابنا في العلن ليس هو خطابنا في السر واننا أصحاب شخصية مزدوجه.
"الشين" اللي فينا إيماننا بالمظهر على حساب الجوهر, والافتنان بالشحم على حساب اللحم.
"الشين" اللي فينا أننا لانعي دلالة الوضوء للصلاه فنؤديها كعاده ولانعي أن الوضوء يعني استعداد مسبق للابتعاد والانتهاء عن المنكر , غلبة العاده على العباده , فأستوت صلاة المتوضي مع صلاة الغير متوضي.
"الشين" اللي فينا اننا لاننصح مسؤولينا وقادتنا ولكن نجاملهم وننافقهم, على حساب ضمائرنا وحبنا لهم , من أحب نصح , ومن كرَه جامل ونافق.
"الشين" اللي فينا أننا نعرف الحق بالرجال ولانعرف الرجال بالحق , فكل معمم شيخ وكل ملتحي إمام , وكل ملتحف بالدين شيخ وعالم , وكأننا مجتمع جديد يدخله الاسلام.
"الشين" اللي فينا أننا نتكلم عن الفساد ولانشير إليه فلذلك نشترك في وصفه مع الفاسدين فوصف الشىء جزء منه.
"الشين" اللي فينا أن لانستغل أية مساحة من الحريه متوفره لنا مهما كانت محدوده لاعلاء الحقيقه وكشفها , فالحرية ليست معطى وانما حركة ضمن ماتسمح به الظروف.
"الشين" اللي فينا أننا نتكلم عن التغيير وننسى أننا جزء منه , نحن أول من يجب أن يتغير .
"الشين" اللي فينا أننا نركض وراء الاستهلاك ولانقاوم برامجه ولاخططه حتى ولو اتت من الحكومه , فالترشيد سمة فرديه ووعي خاص .
"الشين" اللي فينا أننا موجودون فقط ككينونه, لكننا مغيبون كإرادة و هي حالة تفسد كل زين محتمل لأن الانسان إرادة قبل أي شىء آخر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق