يا أخوان إن الأيقونات الاجتماعية التي تصنعونها ليست بديلا عن الطبقة الوسطى اللازمه لاستمرار وبقاء المجتمع كقيم وكعلاقات , كانت هناك طبقة وسطى , تقف على مسافة واحدة من الدولة , وتنعم برخاء ودعم واستمرارية , خلقت وجودا إجتماعيا محتملا ,لايقفز على التاريخ ولا يتجاوز المسار الاجتماعي الذي عاشه ويعيشه المجتمع و كان التعليم أحد وسائط هذه الطبقه , كانت الوظيفه الحكوميه من ركائز الطبقه الاجتماعيه الوسطى ومن محددات التطور في المجتمع, كانت هناك مسافة إجتماعية واضحة و لايمكن أن يقفز عليها متعد أو متدبر بليل, الايقونه الاجتماعيه صنيعة , تمتدح وضعها الخاص وتعمل على نشر الحمد والثناء , لانها إختلاق على التاريخ وتزوير على حوادثه ووقائعه , يستحدثها من ينوي ضرب المجتمع وتسويغه بما يبرر وجوده , سقوط الطبقه الوسطى وقيام طبقة الأيقونات الاجتماعيه دليل واضح على التنكر للتاريخ الاصيل للمجتمع ومحاولة كتابة تاريخ جديد , عانت مجتمعات كثيرة من ذلك , ولكن لايلبث التاريخ إلا أن يعود لمجراه الطبيعي , حاول السادات طمس تاريخ عبدالناصر , فأوجد طبقة القطط السمان , وحاول مبارك تجاوز ذلك بإيجاد طبقة رجال الاعمال , لكن الشعب عاد يبحث عن جذوره الاولى , عن ثروته المسلوبه , عن تاريخه النضالي , عن تاريخ آباءه وأجداده. مجتمعنا القطري يمر بمرحلة تغير سريع جدا وهذة المرحلة ستقضي على تدرجه الاجتماعي مالم ينتبه لذلك , سنجد قططا سمان تتكاثر , وجموعا كثيره ستنزل الى مراحل الصراع من اجل البقاء , وسنشهد كما شهدها ايقونات هنا وهناك , إستفادت من الوضع الراهن وتعمل بالوكالة لتمجيده والثناء عليه , بينما الحل الحقيقي هو في الابقاء في الطبقة الوسطى مهما كانت هشه , كما ان حفاظ النظام على المسافة الاجتماعيه من جميع اطراف المجتمع , يعد أهم الطرق للحفاظ على التوازن والاستقرار داخل المجتمع , أما فكرة الأيقونة الاجتماعيه , فإنها تنكر للتاريخ وإزدراء للمجتمع, وتأجيل لصراع قادم لامحالة, الأيقونة كما ذكرت سابقا رمزا دينيا , لاإمكانية بشرية يسلهكها المجتمع نحو المستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق