عجبت كثيرا لرد وزارة البلديه بشأن مانشرته جريدة الرايه تحت عنوان
"الاخطاء اللغوية الشائعه تشوه أسماء المدن والمناطق" وجاء كالتالي أن كتابة اسماء الشوارع والمناطق والمدن تتم
وفق النطق بها بحسب اللهجة القطرية
السائده في الدوله وذلك للمحافظة على النطق المحلي"الراية الأحد بتاريخ 3
أبريل . في نفس اليوم إستوقفني أحد "الشيبان " وقال لي بالحرف الواحد
"أبيك توصلني "إدوحه" على دربك" كتبتها كما نطقها الشايب القطري
الذي أوصلته " وتساءلت كيف حافظ هذا الشيخ الطاعن في السن على نطقها باللهجة المحليه ولم يحتاج الى قراءتها كما تنطق كما تدعي وزارة
البلدية ذلك لماذا
لانكتب "إدوحه" بدلا عن "الدوحه" ونحن ننطقها كذلك جيلا بعد آخر دون الحاجة الى كتابتها كما
ننطقها, و"لمحرق" بدلا عن المحرق "ولكويت بدلا من الكويت . رد
وزارة البلدية يكشف عن جهل
واضح, فالنطق بالعامية تحفظه الاجيال التي تنطق بها فإذا اردت الحفاظ على
اللهجه العاميه القطريه فحافظ على الناطقون بها, وليس على كتابتها كما تنطق لان ذلك سيترسخ في أذهان الاجيال لتكرار رؤيته بشكل يسىء إلى اللغة العربيه , ماذا لو تغير نطقها بعد حين مع زيادة التوطين , هل سنحتاج الى كتابتها بشكل آخر تضامنا مع نطقها الجديد, نقطة أخرى هامة , في رد وزارة البلديه بعد آخر
ينبغي أن نتبه له , وهو تعزيز التاريخ "الشفاهي" على التاريخ
المكتوب. وهو كارثة نعاني منها اليوم كمجتمع وكأمة .سنصل الى كتابة التاريخ شفاهيا
كما ننطقه على حساب كتابته واقعيا كما حدث
, هذه الخطوه التي قامت بها وزارة البلديه تصب في هذا الاتجاه.من يقرأ من الشباب
اليوم "لجمليه" و"لعطوريه"و"هل قطر" كل يوم وتكرارا بعد تكرار سيعتقد أنها تكتب هكذا وسيترسخ في ذهنه ذلك , لاينبغي لثقافة أي مجتمع
أن تضعه في حيرة من أمره بين ذاكرته ولسانه. في إعتقادي أن جميع وزارات ومؤسسات
الدوله يجب أن تكون وزارات ومؤسسات ثقافة
أولا قبل ممارستها لأعمالها المختلفه ,
الاشكاليه أننا نعامل الثقافة كوزارة الى جانب الوزارات الاخرى وكمهنة الى جانب المهن الاخرى. لذلك هي تبني بيتا من زجاج يرميه الآخرون بحجارة ومصطلحات ومفاهيم الاسمنت واسفلت رصف الشوارع وتخترقه
ألسنة المياة وكابلات الكهرباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق