الأحد، 18 نوفمبر 2018

الوجود اللأخلاقي



من أعظم إنجازات أزمة الحصار الراهنة هي أنها شرعنت أخلاقياً لوجود العديد من الاجهزة الاعلامية والبحثية في قطر , حيث عملت على تجاوز حالة الوجود اللاأخلاقي الذي كان يستشعرها المواطن  لهذة الاجهزة  في المجتمع , حينما إنغمست في الشأن القطري  حيث القضية قضية وجود وإن كان هناك إنفصاماً بين الوجودين قبل الازمة , حيث كان الوجود القطري إستاتيكياً منكفأً على ذاته  بينما كان وجود هذه الاجهزة ديناميكياً  بإتجاه الخارج, على الرغم من أن قضايا العالم العربي وهمومه ومشاكله واحدة ,كما لاأعتقد أن هناك خارجاً على حساب الداخل,, الشعب القطري قضاياه هي قضايا الشعوب العربية الاخرى , في إعتقادي أن وجود هذه الاجهزة كان لاأخلاقياً قبل الازمة, كما أوجد هذا الانفصام لغة تبريريه لاأخلاقية  , مثل أنتم شعب صغير ومشاكله محدودة  ومجتمع رفاهية , نحن لانتدخل في شأنكم فلاتتدخلوا في شأننا,مثل هذه العبارات  تتكرر, نحن نحمل رسالة الحرية للشعوب الاخرى, أنتم لاتطالبون بالديمقراطية أو هي ليست مطلباً ملحاً حيث الريع  جعل منها طلباً مؤجلاً لذلك نحن نعمل على نشرها  للشعوب العربية الاخرى ,من هنا  كانت عبارة في قطر وليس من قطر,منطق هيمنه  لاأكثر وإن لم يفصح عن نفسه بشكل مباشر,   من خيراتكم  نبني لكم  ما يحفظ لكم إستبقاؤكم المادي .
 إذا لم تتبنى قضايا الشعب أو فصلتها حسب إهتمامك ومصلحتك,فأنت لست منه وبالتالي وجودك فيه فائض عليه. من المهم للفرد أوللجهاز أن يكون وجوده أخلاقياً  مهما بلغت درجة تأثيره , لذلك كانت فترة الحصار الراهنة فرصة لإعادة النزعة الاخلاقية اللازمة لوجود هذه الأجهزة ذات الرسالة, لاأتكلم عن الافراد بقدر ما أتكلم عن رسالة الافراد والاجهزة , الرسالة ذاتها يجب أن لاتستثني  فئة لتستهدف أخرى  بحكم الحاجة اليها وليس بحكم طبيعتها .قطر كعبة المضيوم كما قال سمو الامير الوالد , نعم بشرط أن يكون وجوده إنسانياً,يعزز مكانتها , قطر الرأي والرأي الآخر , نعم بشرط  أن لايكون حصرياً   , قطر صوت من لاصوت له , نعم بشرط أن لايكون للخارج على حساب الداخل على كل حال,ينهي الحصار كأزمة وقضية خاشقجي كجريمة  وجوداً معلقاً  لم يكن يشعر به المواطن القطري بل كان يضيق بلا أخلاقيته وأن وجدَ له من التبرير ما وجد,لقد  أوجدت هذة القضيتان , "الحصار وإغتيال خاشقجي " وجوداً أخلاقياً جديداً مكتملاً في الصوت والصورة رابطاً بين الزمان والمكان أرجو ان يستمر  حتى نؤسس لهذه المرحلة الاخلاقيه اللازمة  ونبني عليها, حيث لاشىءيأتي  قبلهافي حين يأتي بعدها كل شيء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق