عن شرايينا المفتوحة
المواطن أشبه مايكون في غرفة العمليات شرايينه مفتوحة لكن الجراح مشغول بأمور أخرى , ملحة والتزامات خارجية ضخمة, إلى متى يستطيع البقاء حتى تبدأ العملية لإقفال هذة الشرايين النازفة لاأدرى وليس هناك مؤشر يدل على أن ذلك قريباً. الشريان المفتوح يعني مايدخل من دم فيه اكثر مما يخرج منه , يعني نزيف وبالتالي حياته يومياً تتعرض لخطر الموت, كيف يمكن إيقاف نزيف المخالفات المرورية الشبه يومي في نظام مروري لايزال تحت التشييد والبناء?, كيف يمكن إيقاف نزيف رسوم الخدمات التي تُقر يومياً على أصحاب الدخل المحدود دون سابق إنذار أو تبرير?,كيف يمكن إيقاف غول الغلاء المتوحش الذي يلتهم ليس فقط راتب الموظف المتقاعد بل حتى مدخراته,? كيف يمكن أن يحتفظ المواطن بشرايينه سليمة دون ترفيه وسفر وقيمة تذكرة السفر تحتاج راتب شهور من سنوات كدحه وكده? كيف يمكن له يعيش بشرايين مفتوحة أمام نسبة من اعلى نسب التلوث في العالم؟ هو مشروع شرايين مفتوحة أيضاً أمام جميع وزارات وهيئات ومؤسسات الخدمة العامة, ما أريد أن أقوله , هو الكف عن التفكير في أن المواطن شريان مفتوح سواء في طرح الشركات المتعثرة أو الرغبة في الحصول على أموال مباشرة لهدف أو لآخر, وفي نفس الوقت ليس هناك تفكير جدي في استيفاءه لحقوقه مثل حقه في علاوة السكن بعد التقاعد, وحقه في الحصول في سعر مناسب على الناقلة الوطنية, أيضاً هناك شريان آخرنازف وهو إمكانية المساهمة مع إمتناعها سلباً في تداول قضية إرتفاع تكلفة المعيشة للمواطن أمام جمود إمكانياته أو إخراجه من دائرة الفعل لو أن الاخوان أعضاء مجلس الشورى الموقرأرتفعوا الى مستوى وجودهم كذوات فاعله وليس فقط وجود للإستخدام الأمر الذي لايساعد على إحتواء هذه الظاهرة بقدر ماهو يبررها ويجعل شرايين المواطن أكثر عرضة للنزيف والادهى من هذا كله أن حينما تستفحل حالة النزيف بالمواطن لايجد له سريراً لإستطبابه داخلياً إلا بشق الأنفس ولاتأميناً صحياً لعلاجه,هناك شعور بأن شرايين العمال أهم كثيراً من شرايين المواطن , مستشفى خاص ورعاية متفوقه إنجاز عظيم بلاشك يُسجل لقطر لكن ليس مع نسيان أن المواطن أيضاً كان عاملاً حتى بلغ سن التقاعد أو أُحيل غصباً عنه الى التقاعد,لاأدعوا الى فتح شرايين أحد لا العامل ولا المقيم أدعوا فقط إلى الإلتفات الى شرايين المواطن المفتوحة, هناك أيضاً إستخدام مغلوط متعمد لمفهوم الترشيد حين تكون النية فتح شرايين جديدة تستنزف مكتسبات المواطن فترشيد الماء والكهرباء غاية سامية لكنه مرتبط بمفهوم آخر وهو مفهوم توزيع الثروة وحق التملك إذا لم نراعي الفرق في ذلك فالمواطن ليس سوى مشروع وفاة قادم ويصبح من الصعب بعد ذلك بقاء الوطن لايمكن أن نتذكر الوطن وننسى المواطن ويأتي المستقبل كما نتمنى أو نريد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق