اخشى ما اخشاه تركز فكرة ان الاعتراف بك كمواطن يستلزم بالضرورة
تواجدك في مجلس الشورى , يبدو ان ارضية الاطمئنان لاتزال غير صلبة
ساعد على هشاشتها الاعلاان مسبقاً عن مكافئات اعضاء المجلس, فمجلس الشورى
ليس موضوعاً للوجود المادي والا رشح المجتمع كل افراده ولكنه موضوعاً
ومجالاً للأفكار والرؤى التي يحملها ابناء المجتمع عن طريق ممثليهم, لكن التركيز
على الوجود المادي لكل قبيلة وعائلة سطح الفكرة ونزع الاطمئنان منها واختزل المعنى
في المبني وعمل على تسليع كل من المرشح والناخب حينما اضعف فكرة
الاعتراف المسبق به قبل الانتخابات سواء فاز او خسر او لم يشارك ولم يصوت ,
بمعنى انه قلل من مساحة الحرية المتاحة لدى المرشح في ان ينظر في
اهليته وكفاءته للترشيح وكذلك لدى الناخب حينما وضعه بين قوسين قبيلته وجماعته.
دخول الايقونات الحكومية ايضاً عمل كذلك على تعميق هذة الهشاشة وعدم الشعور
بالاعتراف االلازم للوجود وللمواطن بصفته مواطن يمارس حريتة , فطغى الوجود
المادي على الوجود المعنوي "وجود الافكار والرؤى" كما اشرت
بسبب الخطوات المادية التي اتخذت سواء سواء مكافئات او اشخاص , فرأينا بعض ما يمكن
وصفه محاولة الفوز ببركة دعاء الوالدين او الامل بحصول معجزة الهية بينما
كان المفترض لو أن قاعدة الاعتراف صلبة والمجتمع على ثقة بها كبيرة ان
تكون الحسابات حساب لفوز الفكرة قبل المرشح والرؤية قبل الترشيح
والتنازل المبني على توافق الرؤى والافكار وليس فقط على الظفر بكرسي للقبيلة او
للعائلة, اعتقد على الحكومة مستقبلاً العمل على ترسيخ قاعدة الشعور
بالاعتراف وبناء المجلس عليها لا العكس أن يكون الفوز بالمجلس مقدمة
للاعتراف وذلك من خلال تجنب ما يشعر المواطن بذلك من خطوات او قرارات القصد
منها تشجيع العملية والاقبال عليها ولكن وقعها النفسي ينمي
شعوراً مضاداً بأنها فرصة للاعتراف بوجودك وليس مناسبة لإيصال صوتك ومن يمثل
توجهاتك ورؤيتك وهو ما يجب ان يترسخ بأن المجلس مجلس افكار ورؤى يعج
بها المجتمع وليس وجوداً للكرسي ولكن وجوداً للمعنى الذي يحمله من
يجلس عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق