الاثنين، 3 أكتوبر 2022
مرة أخيرة"الطبقة الوسطى"
لم يظهر على مر تاريخ الدوله فى قطر أى تأثيرات اجتماعيه أو ثقافيه أو حتى دينيه فى تشكيل طبقه وسطى فى المجتمع القطرى "على إعتبار ان الطبقه الوسطى تحمل مشروع أورؤيه لا تعتمد العنف اساسا للوصول اليه أو إلى تحقيقها" وتم جوازا فقط اطلاق هذا المسمى بعد زيادة دخل الدوله من النفط فى بداية السبعينيات الذى انعكس ايجابا من خلال سياسة التوزيع على تحسين الاحوال المعيشيه لأهل قطر,لذلك فالطبقه الوسطى فى قطر هى وليدة الطفره الاقتصاديه فقط ولاتحمل أى من أساسيات بناء الطبقه الفكريه او الايديولوجيه او حتى الذاتيه الاقتصاديه. لذلك كانت استجابة المجتمع القطرى للاحداث الاقليميه والعربيه خلال العقود الماضيه فى أدناها مقارنة بمناطق اخرى فى الخليج كالبحرين والكويت. ايضاًعدم بروز برجوازيه بل برجوازية دولة ناهيك عن كونها وطنيه , لذلك كان تاثير الايديولوجيا القائمه ساعتئذ فى المجتمع المحافظ مجرد ردود افعال نظرا لغياب دور مثل هذه الطبقه التى لو وجدت بشكل مستقل وذاتى فى حينه لأستفاد من وجودها المجتمع اليوم ولأمكنه تخطى نقطة الصفر الى مراتب متقدمه واستعداد أولى. كان التأثير القومى عاطفيا فقط وليس تنظيميا وكذلك لم تجد التيارات الاخرى متسعا من القبول لعدم وجود وعى الطبقه الوسطى المحايد, الذى يتقبل او لديه القدره على الحوار مع الآخر.وسمعنا عن تيار اخوان مسلمين موخراً عمل على حل نفسه ذاتياً مع عدم وجود تفاصيل واضحه ولايدل ارشيف المجتمع القطرى السمعى ولا المكتوب عن أى أثر واضح. طبيعة الوعى الدينى والاجتماعى لأهل قطر السكونيه الوسطيه تجعل من المجتمع وسطى وليس مجتمع طبقه وسطى تحمل فكرا وقناعات قد تختلف طبقا لهذه القناعات وقد تناضل من اجل تحقيقها وسيادتها والامر كذلك ينطبق على امكانية قيام طبقة" عماليه"بروليتاريا" . فقط شكل" رجال الدين" وكبار القبائل طبقه وسطى فى المجتمع القطرى نظرا لأهميه الدين والقبيله لكنها طبقه ليست ثابته نظرا لانعكاسات علاقتها بالحكام ولكن مسالمه وملتحقه بهم لارتباط وجودها بهم ولطبيعة المجتمع الدينيه السنيه كذلك لم يستقل رجال الدين برأى مخالف وكل ماقدمته هذه الطبقه مجرد النصيحه الخجوله والسريه كذلك.. لم تشرع الدوله فى سياسات تصنيع تعمل على تغير ثقافى واضح لعدم توفر امكانية ذلك وكل الصناعه لاتتعدى كونها تركيزا لمفهوم الريع وايراداته وثقافته. اليوم المجتمع يمر بتحولات كبيره فى جميع المجالات ويبدو واضحا غياب دورهذه الطبقه حتى أضحى التجانس الذى يفتخر به المجتمع القطرى مثلبه أكثر منه ميزه لايتحرك الا بوكز من الدوله ولايستجيب الا بنداء يصم الآذان. اذا كان قيام الطبقه الوسطى هو تعبير عن تفاعل بين تطلعات السواد الاعظم من الشعب فإن ذلك لم يتم فى قطر ولم يتحقق تاريخيا فالدوله قامت بشكل كلى ولم تحمل فى احشاءها اية صراعات, ولكن الدوله فى صيرورتها وتحركها الى الامام تحتاج الى حرق مراحل ووقود ذاتى ل يحققه سوى وجود طبقه وسطى. عندما تتحول الميزه النموذجيه الى نقيصه يكون التاريخ قد حقق سخريته فلا بد من ان يعيد ذاته .قطر اليوم دوله نموذجيه ولكن قصة نجاجها ونموذجيتها انها كسرت قاعدة التطور الانسانى القائم على التفاعل , انها دوله تتلاشى في احشائها بذور الطبقة الوسطى ، فلذلك يفتقد المجتمع التفاعل الحقيقي البناء ، لا بالعكس الضربات تتوالى على بذور هذة الطبقة يوماً بعد اخر، علينا ان ندرك ان اي مشروع لا يحمل في طياته بعد اخلاقي قيمي هو مشروع ضد امكانية قيام طبقة وسطى لانها هي من يحمي القيم والاخلاق في المجتمع ،مشاريعنا كثيرة وعديدة حيث الريع له خيالاته ولكن من الاهمية بمكان الادراك بان فناء هذة الطبقة او غيابها سينعكس على الطبقات الاخرى. وسيحول الوسطية الى مذهبية وعصبية حادة ايديولوجياً والى فقر وغنى فاحش لا يلتقيان الا بقضاء احدهما على الاخر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق