السبت، 19 أكتوبر 2024

من يزرع الجمال في وطننا الحبيب؟

 حينما زرت ميناء الدوحة القديم اثناء إقامة بطولة كأس العام في قطر منذ ما يقارب العامين, لم أتوقع  كل ماشهدت من جمال في التصميم  وروعة التناسق بين الالوان وزرقة البحر المحيطة , شعرت وكأنني  على شواطئ  أحدى  مدن البحر المتوسط ,  المشهورة ببناءها المتميز وبألوانها الممزوجة بزرقة البحر المحيط , الأمر الذي يجعلك  تشعر براحة نفسية  وهدوء وإقتراب من الطبيعة , لم أكن أتوقع   كل ما رأيت الحقيقة, ولم أكن اتوقع ان هناك من بين ظهرانينا  من  يمتلك هذا الحس الجمالي الفائق, فأزدت إيماناً بأن العلاقة بين الثقافة والبيئة بما فيها العمارة  علاقة  تبادل وإمتزاج, كان هناك من يقول أن دول الخليج   لاتمتلك سوى التطاول في البناء وناطحات السحاب التي لاتعكس شيئاً من طبيعتها ولا من طبيعة شعوبها, ما رايته في الميناء القديم وفي الحي الثقافي " كتارا" عجيباً , فن البناء وجمال التصميم ينثر ثقافته وروحه الجمالية في كل مكان , فالفن اصلاً وعدٌ بالجمال, والجمال في حد ذاته ثقافة  تنبع من داخل النفس , كنت أرى أفواج السياح ترتاد  الاماكن الاثرية ذات البناء  المعبر  والذي يكاد ينطق من جماليته وروعته صمته ,كنت موقناً أنهم على حق , وأزداد ايماني ويقيني بذلك بعد  أن زرت ميناء الدوحة القديم بعد تطويره وإعادته الى التاريخ , وفي هذة الايام بالذات  لجمال الطقس وإعتداله هو لوحة جماليه  لكل مكتئب أو متعكر المزاج أو ضائق صدر , وكذلك حي " كتارا" الثقافي  والله أجد في أزقته  روح التاريخ  ورائحة الفرجان وعلى شاطئه زرقة البحر وفي مقاهيه تنوع الذوق, كلما أزدادت مساحة الجمال في وطننا إزدادت  ثقافة المواطن  وأرتفع مستوى الذوق في المجتمع , فكرة لا يستحدثها إلا ذوق عظيم  واحساس مرهف , قد يهرب الطالب أو الانسان من الدرس التعليمي لكن كيف يهرب من  بيئته المحيطة  ؟ هذة اللمسة الجمالية لايأتي بها الا إنسان جميل, هذا الابداع  لايصنعه إلا من تشربت نفسه الابداع حتى الثماله ,  وقد سمعت للتوء كذلك عن مشروع  تراثي لكتارا يعيد بناء أحياء الدوحة القديمة على شكل مجسمات   على الواجهة البحرية لميناء الدوحة القديم حفظاً للذاكرة من اجل اجيال المستقبل , هناك من يشعر  بما يدور في أنفس أهل قطر من حنين وشوق للماضي وترقب وأمل  في المستقبل  إن الفن والعمل الفني بصورة عامة  يثري وجود الانسان , ويهذب نفسه ويُقلم من آثار المادية المتوحشة التي بدأت  تغزو مدن العالم , شكراً بملء الفم لمن يزرع الجمال  على شواطئنا وفي موانينا, شكراً بحجم السماء لمن أثرى وجودنا ثقافياً , شكراً لمن جعل من دوحتنا  متحفاً يحفظ الأمس وماضي الذكريات , شكراً لمن يزرع طريق الغد  بالبسمات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق