الأحد، 6 أبريل 2025

وفاءً لعلي بن محمد العلي

 ربطتني   بالاخ علي بن محمد العلي المعاضيد  علاقة أخوة وصداقة  قديمة  منذ ان كان يأتي الى الريان لزيارة أبناء عمه من آل علي الكرام  القاطنين في الريان آنذاك, كما ربطتني معه علاقة عمل , حينما كان مشروع تفكيك وزارة المواصلات وتحويلها الى مؤسسات وهيئات, إستلمت ملف إدارة البريد حيث كنت أعمل في مكتب الوزير في حينه والتحق بي علي العلي الذي كان مسؤولاً في ادارة البريد ثم نائباً للشئون المالية والادارية في الوزارة, ذهبنا سوياً الى مجلس التخطيط  والى بعض الادارات  القانونية والوزارات  الخدمية الاخرى  لايجاد صيغة   لمشروع البريد القادم  وتم الاتفاق على هيئة  مبدئياً ليشهر  كمؤسسة  في نهاية الامر ,  تم تعيينه رئيساً  وعينت نائباً للرئيس, وللحقيقة أنه كان نشيطاً  ومحباً للعمل  وطموحاً وقفز بالبريد قفزات لم يشهدها من قبل,  إختلفنا إدارياً  ولكن إحتفظنا بالود القديم بيننا , كانت العناصر الجيدة في البريد  نادرة  ومع ذلك إستطاع علي من خلال علاقاته أن  يخرج منها شيئاً , وأن يستثمر الصالح قدر الامكان , كنت  من البدء ضد تفكيك وزارة خدمية هامة كوزارة المواصلات  وذكرت ذلك صراحة للجهات الحكومية, , والوقت أثبت صحة وجهة نظري , ثقافة المؤسسة كانت تنقص الموظفين , وعقلية المؤسسة مفقودة كذلك ودمج منصبي الرئيس والمدير معاً خطئاً إدارياً كبيراً  الأمر الذي جعل  حركة مجلس الادارة, مقيدة الى حد كبير, فكانت الهيئات والمؤسسات  مجرد مسمى لادارات حكومية, ومع ذلك استطاع الاخ   التعامل مع جميع الظروف  بالقدر الذي يستطيع , لدية جرأة  بلاشك  وديناميكية  الا أن  الجو المحيط كان مثبطاً بعض الشىء  نظراً للمستوى العام الذي كان موظف البريد يحتله في ذهن المجتمع, ورغم إختلافنا إدارياً  وعملياً , لم اختلف معه أو عليه كإنسان وانما كان الاختلاف في وجهة النظر الادارية حول طبيعة تشغيل المؤسسة وترتيب أولوياتها  وكوادرها نظراً لاختلاف طبيعة التفكير لكلينا ومع ذلك  فإن  العلاقة الاخوية بيننا كان تزداد تماسكاً , أزوره في الافراح والاتراح ويشاركني أفراحي وأتراحي, وحين عملت بمرضه الاخير كنت أتشوق لرؤيته  حيث كانت الزيارة ممنوعة عنه  وكنت أنتظر  السماح بذلك  بفارغ الصبر  لأفاجأ بخبر وفاته , رحمه الله, أشعر  بواجب الكتابة عنه وفاءً له ووفاء للوقت وللعلاقة التي جمعت بيننا  , كان نزيهاً في خصومته  ووفياً   للعلاقة الأخوية , ومتجاوزراً  أمامها كل الصغائر  لتبقى  هي الأصل , رحم  الله  أبا محمد وغفر له  فقد كان مخلصاً لوطنه ْ قام بخدمته اينما وضع  وتحمل كل مسؤولية أوكلت اليه , أسأل الله أن يجعل ما أصابه كفارة له  ليلقى ربه نقياً  من شوائب الدنيا وابتلاءاتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق