مانعايشه اليوم يؤكد الاستثناء ولاينفيه. الاستثناء الخاص بنا كأمه لاتصنع القياده بقدر ما تصنعُها القياده, ثمة إرتباط ذهنى بين كرسى السلطه والاختيار الالهى , فهو ليس خيار بشرى مدنى بقدر ماهو إصطفاء ربانى. الأزمه الراهنه ضروريه بل ومطلوبه لإنزال مفهوم القائد والزعيم من عليائه الى الشارع وحركته المعايشه. تأمل معى اسماء المرشحين فى مصر مثلا للرئاسه , ستجد أن إختيارهم لايخرج عن هذه الذهنيه وإرتباطها بالاصطفاء بشكل أو بآخر و لاداعى للإنتظار الجميع مجمع ومنقسم بين عَمر موسى والبرادعى وزويل , لأن الصوره الذهنيه للقياده مركبه أصلا وقائمه , عمر موسى لايشكل حزبا وهوارتبط طويلا بالنظام السابق وميوله الوطنيه يحملها كل مواطن مصرى شريف, والبرادعى شخصيه دوليه ترأس منظمه دوليه مثله مثل العديد من رجال مصر , وزويل عالم فزيائى حاصل على جائزة نوبل لاأكثر. لو ان الذهنيه الاخرى فكرت بنفس الاسلوب لما إحتاجت تلك الشعوب الى عمليه سياسيه وإنتخابات طالما ان المنصب لايتعدى كونه تصورا ذهنيا يجمع عليه بشكل أوبآخر الناس . الفرق فى ان الذهن هناك دائما متجدد وقابل للتجدد وليس فيه إنطباع تاريخى أولى لايزول وصور ذهنيه حاكمه للمستقبل بمعايير الماضى وإلا لما حكم أوباما ,أى ذهنيه أمريكيه كانت تتوقع ذلك قبل سنوات قليله ولكن الذهن مفتوح ومترقب ونشط لإفرازات العمليه السياسيه. هل علمتم عن عمليه سياسيه ديمقراطيه قادمه محكومه قبل أن تبدأ بأسماء شاء لها القدر ان تبرز فرديا . بمعنى أن نجد القائد ثم ننشأ الحزب . حتى المصادر الغربيه تتحدث عن فراغ وعن عمليه سياسيه طويله تتطلب إستعداد ذهنى وإطار مؤسسى حاكم ينظم القواعد والاسس , الازمه تاريخيه وإرث طويل جدا. كلهم كانوا قاده ولكن لم يوجد نظام , كلهم كانوا مخلصين ولكن الاخلاص لم يبرمج فى ضوابط ومساءله. كلهم كانوا وطنيين ولكن الوطنيه لم تترجم قى دستور واضح , كلهم كانوا محبوبين وصفقت لهم الشعوب ولكن غاب الحارس وماتت النواطير. اليوم يُبحث عن بديل للقذافى ولا نستبعد أن يطرح الذهن العربى بديلا رغم صعوبة ذلك لأنه لم يترك للذهن حتى إمكانية التصور فى بلده.لقد كان اذكاهم كلهم قتل حتى إمكانية التصور, أنه فشل للديمقراطيه حتى قبل أن تبدأ. العقليه العربيه عقليه وثنيه لأنها تؤمن بالله الواحد لكنها تتصور الزعيم وتصنعه ذهنيا وبعدذلك تنكوى بناره لأنه ليس من طبع البشر البقاء دون تغيير فى داخله وفى ذاته. تحديد مدة الرئاسه فى عدد من السنين شىء جيد ومطلوب ولك من يستطيع الجزم بإيمان الذهنيه العربيه التاريخيه بأن لاتخرج طالبة استمراره وبقائه لأن صناعته ملحمه تاريخيه وأسطوره دينيه لاتتكرر دائما وتتظافر التفسيرات والفتاوى والشعر كذلك لإقامة مايمكن تسمية بإختزال الكل فى واحد . مانعايشه اليوم تحول ولكن قد تفسده الذهنيه الممتلئه بالتاريخ كونه إعاده وليس تجدد. كم فى مصر من الرجال وكم فى مصر وغيرها ممن الصادقين الأوفياء , علينا اذا بالدخول الى عملية التحول الديمقراطى دون خوف , طالما كان المسلك صحيحا ويقوم على أسس ودستور واضح متفق عليه ودعوا الصناديق تفرز من الاسماء ماتفرزه فلسنا محكومون بالاحكام المسبقه إن الحكم المسبق ضد الديمقراطيه ذاتها فهو يحمل صورة ذهنيه لااكثر قد يحتمل الصدق وقد لايحتمله أنه مثل أى تجربه جديده , الفقر التاريخى يتمثل فى إستعارة موقف تاريخى وتعميمه على كل أو باقى التاريخ حتى يصبح هوالتاريخ والتاريخ هو. قد يصنع الفرد موقف تاريخى تشيد به الأمه لكن ذلك لايخوله أبعد من ذلك , وإلا لما سقط ديغول , وخسر تشرشل الانتخابات, وتقاعد كلنتون وغيرهم كثيرون فى تاريخ الأمم صاحبة الذهنيه المتجدده. فرض أسماء وترشيح رؤساء قبل أن تبدأ العمليه المطلوبه للتحول الديمقراطى المنشود, إستمرار لذهنيه متخلفه تنتج التخلف من داخلها , تريد أن تهرب منه بينما هى تحمله فى ردائها التى يستر بدنها.
صحيح المنصب تصور ذهني يجمع عليه الناس حسب ثقافتهم. و جميعنا نشعر كم هي ضرورية الازمة الراهنة لفك الارتباط بين كرسي السلطة و الاصطفاء الالهي.
ردحذفمشكلة كبيرة اجماع و انقسام الناس في مصر على الثلاثة أسماء التي ذكرت، فعمر موسى يرتدي قناع متقن الصنع اذا انكشف سيكون صدمة للكثيرين. و البرادعي يطمح للسلطة و لابراز مواهبه الدولية أكثر مما يحمل هم الفقراء و المعدمين. زويل لا أعرف عنه شيء. لكن قرأت و سمعت عن أسماء أخرى سترشح نفسها للرئاسة ما عندي معلومات عن مدى توافقها مع الشروط الواردة في الدستور.
اليوم المصري يخوض تجربة جديدة ربما لديه الحد الأدنى من الوعي لانزال مفهوم القائد للشارع..مجتمعات الفرجة ستنتظر لتتفرج على الانتخابات الرئاسية في مصر و بعدها سوف نعيد قراءة هذا المقال..