الخميس، 11 سبتمبر 2014
نماذج بشريه: خليفه بن غانم الكبيسي ..رحمه الله
مضى ما يقارب ربع قرن على رحيل السيد خليفه بن غانم الكبيسي وكيل إدارة الهجره والجوازات في وزارة الداخليه , ولاتزال الناس تذكرهُ والسنتها عطرة وطرية بذكره والترحم عليه كلما ورد اسمه في صادر من القول أو في وارد من الجُمل.خليفه الكبيسي رحمه الله عًرف المنصب وعرف الناس , أدرك المسؤوليه وتفهم حاجة وطبيعة أهل قطر , فكنت اسمع دائما إذا ما أشكل على أحدهم أمرا ما فيما يتعلق بالهجره والجوازات ,إذهب الى خليفه الكبيسي سيجد لك حلا ومخرجا , كان يعرف رحمه الله القانون ويعمل بروحه أكثر من نصه المحدد التي يتعلل به الكثير ليصدوا حاجات الناس البسطاء الذين هم اكثر حاجه من غيرهم ,بينما يُلقى في الزبالة نصا وروحا أمام ذي منصب أو جاه.تذهب الناس اليه حتى وان كانت مواضيعهم عند غيره من أهل الاختصاص في الاداره او الوزاره لانه كان يمتلك عاملا لايمتلكه الاخرون وان كانوا اعلى رتبة أو منصبا, كان إنسانا قبل ان يكون مسؤولا و هنا الفارق , مشكلتنا اليوم , ان المنصب ياتي أولا لدى الكثيرين ,لذلك يتحول شاغله إذا إفتقد الحس الانساني بالاخرين الى قطعة اثاث تضاف الى الباب والكرسي والمكتب . فلا نستغرب أن الكثيرين ممن شغلوا المناصب وغادروها قديما وحديثا لايتذكرهم احد , أو أن ذكراهم تحدث غصة وألما ,تعارف اهل قطر على طبيعة معينه نظرا لتقاربهم وتداخلهم مع بعضهم البعض , لذلك كانت البشاشه تغني عن الاجابه احيانا كثيره , وكان حسن الاستقبال يغني عن السؤال , ربط المرحوم بإذن الله بين طبيعة المجتمع القطري وبين طبيعة المنصب والوظيفه , فوجد ان هناك توافقا وليس بين الاثنين ما يمنع , كما يدعي البعض أو يتعلل , بأجوبة حاسمة قاطعه, أذكر أنني قد ذهبت إليه مع والدي رحمه الله في موضوع سائق لم تكتمل مدة وجوده في الخارج بعد ليسمح له بالعوده ثانية ,وكنا في حاجة ماسة إليه فوافق قائلا إذا لم نساعد أهل قطر المستحقين من نساعد إذن؟ وهناك العديد من الصور والمثل في إنسانيته الإداريه التي نحتاجها اليوم , ويحتاج الجيل الجديد ان يتعلم منها ويأخذ منها العبر . كانت إدارة الهجره والجوازات في البدع في بناية الشيخ بن محمود رحمه الله , كانت الناس ولاتزال تبحث عن النماذج الانسانيه أكثر من بحثها عن تراتيبية المنصب , فتهرب من بعض إلى بعض , وتغيب عن يوم إلى يوم, كان خليفه رحمه الله من هذه النماذج التي تبحث عنها الناس فترى مكتبه مكتظا بالمراجعيين فيساعد الجميع ويحتفي بالجميع , لذلك لانستغرب أن يبقى أسمه عالقا في ذاكرة الناس كل هذه الفتره الطويله وشاء ت قدرة الله أن يرحل في حادث عبثي في شهر رمضان على ما اعتقد في عام 87 ميلادي , فبكاه اهل قطر ولا يزالون يترحمون عليه وهل هناك من نعمة تساوي ذلك؟, لن تستطيعوا أن تنفذوا إلى قلوب الناس إلا بسلطان روحي لاعلاقة له بزيف الدنيا أنه سلطان الإنسانيه الذي نفذ به خليفه الكبيسي إلى قلوب أهل قطر وأستقر وتربع داخلها مطمئنا على ما بذل من جميل الفعل والقول , رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
بارك الله فيك وجزاك خيرا .. رغم مرور السنين الطويلة على رحيله إلا أن سيرته الطيبة مازالت عالقة بأذهان أهل قطر والمقيمين فيها بفضل الله
ردحذفأشهد بالله على نبل أخلاقه وتعامله الانساني مع الجميع وخاصة اهل قطر البسطاء الذين كان على معرفة بهم ، رحمه الله وبارك في ذريته وأكثر من امثاله ، وشكرا على عرضك الموجز هذا واتمنى ان يكون بداية للكتابة عنه بشكل أكبر وعن امثاله الكثر في قطر.
ردحذفالله يرحمه ويغفر له ويبارك في ابناءه
ردحذف