الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014
العلاقات القطريه –المصريه , تشابه لا تباين
هناك اوجه تشابه واضحه في دور كل من مصر وقطر خلال العقود السابقه حتى اليوم , ولعل هذا التشابه هو ماسبب الكثير من سوء التفاهم والخلاف التي نسعى جميعا لتجاوزه اليوم , ولي هنا بعض الملاحظات:
أولا: ادخل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الأمة العربيه بعد ثورة يوليو52 تاريخا حداثيا جديدا , جعل من الصراع مع اسرائيل وتحرير فلسطين الهدف الاساسي للأمة ولشعوبها , بعد التخلص من الاستعمار.
ثانيا: ادخل سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفه الأمة العربيه عصرا حداثيا جديدا بعد تسلمه للحكم في منتصف التسعينيات,للخروج بها من النسق والنظام الأبوي الذي كان سائدا , ولعل مطرقة قطر الاعلاميه التي استحدثها سموه, تشبه الى حد كبير مطرقة"نيتشه" التي كسر بها الاوثان والاصنام التي تقف أمام الانسان وإرادته
ثالثا:كان صوت العرب هادرا و تستيقظ على ندائه جماهير الأمة العربيه كل صباح, كذلك كانت الجزيره في قطر تنشد مع جماهير الربيع العربي "دعاء الشرق" ودقت ساعة العمل " ونشيد الله أكبر
رابعا:ساند ت مصر الشعوب العربيه على التحرر من الاستعمار في الجزائر واليمن وليبيا في الخمسينيات والستينيات, كذلك كان دور قطر بارزا لايضاهى في مساعدة شعوب الربيع العربي على التحرر من الاستبداد والظلم.
خامسا: قطر كانت ناصريه , وثورة 25 يناير 2011 كانت قطرية الصوت والصوره عبر الجزيره.
سادسا: مصر كانت تتوسط لحل النزاعات العربيه منذ ايلول الاسود وقبلها الوضع اللبناني المتفجر في الخمسينيات ودعت كثيرا لمؤتمرات قمه للمصالحه, كذلك قطر اليوم تجدها تقوم بدور مماثل في التوسط في لبنان وفي السودان وفي كل مكان يتاح لها ولامكانياتها بالتوسط للمَ الشمل العربي.
سابعا:أتهمت مصر مرارا في السابق بالتدخل في شئون الدول الاخرى , كما أتهمت قطر بذلك تماما.
ثامنا: أوجه التشابه بين قطر ومصر تاريخيا كثيره, لذلك هم اقرب الى التوافق منه الى الخلاف, الاجنده الكبرى لمصر ولقطر ليس عليها خلاف , دور مصر , مكانتها , قوتها, المصير المشترك , قضية فلسطين.
تاسعا: ماأوجد الخلافات العربيه عموما , هو سقوط الاجنده القوميه دون وجود أجنده وطنيه , لدوله وطنيه و لذلك برزت الاجنده الدينيه وهي قابله للتشظي بسرعة نظرا لطبيعتها القائمه على الفهم والتأويل, لذلك يبدو العوده الى المربع القومي يخدم بقاء الدوله وهو ماتنبهت له قطر وكذلك مصر.
عاشرا: البدايه من الوسط وليس من الجذر أو الاصول , هي البدايه لبناء الدوله , دولنا قائمه على الاصول سواء القبيله او العسكر او الدين لذلك هي مهدده من الداخل بشكل تنازع الاصول والمرجعيات أو من الخارج لاختلافه عن الاصل والجذر والمرجعيه.
أحد عشر:انا اعتقد ان الخلاف القطري –المصري يجب أن يقُرأ قراءه صحيحه , لان يشكل بدايه حقيقيه للخروج من النظام الابوي الذي يحمل في معاييره اسانيد لم يعد يقبلها العصر, وهو ماقامت بفضحه قطر الصغيره من خلال أداتها الاعلاميه الجباره , حتى مع عدم توفر المؤسسات السياسيه الديمقراطيه.
إثنا عشر: ومع ذلك لابد أن نذكر للنظام الابوي محاسنه رغم تآكله زمنيا , فالنظام السعودي اليوم هو النظام العربي الأبوي المتبقى , وهو من قام بالوساطه لحل الخلاف –الخليجي-الخليجي, والقطري –المصري, ومع ذلك فحسابات الزمن لاتعرف العاطفه وليس لها قلب يخشع أو عين تدمع, ولايشفع معها ماضيك الجميل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق