ممارستنا اليوميه ونمط التفكير السائد لدى المجتمع والحكومة يجعل من السهل جدا تحوير هذا الشعارالمرفوع لكي
يصبح"القطري هندي أحمر". ليلائم الذهنية السائدة , قبل ايام كتب رئيس تحرير الراية مقالا بعنوان "القطري ثم القطري ثم
القطري"ومن يومين كاد "التويتر"
أن ينفجر لثوار بلا قضية دفاعا
عن ما اعتقدوه تعديا للخط الأحمر بشأن
قضية موظفة قطريه فاضله. وقد سبق ونشرت مقالا بإسم القطري الاخير, وذكرت ان شعور القطري بالخوف مصدره, هو في عدم إلمامه بالمعلومه وعدم إدركه
لما يخطط له , تاتي الاجراءات الحكوميه
للمحافظة عليه لتزيده خوفا ورعبا
على مستقبله, مقاربة المجتمع من زاوية الخوف عليه هي الاساس في إذكاء شعور الخوف
فيه, فهنا مركز للحفاظ على عاداته وآخر للحفاظ على قيمه وثقافته وثالث للحفاظ على
هويته .... وهلم جرى. إذا حددنا "القطري" ووضعنا خط احمر حواليه ,
حولناه الى تاريخ يوضع على الرف كل مايمكن عمله هو المحافظة عليه فعطلنا الفاعلية
التاريخيه للمجتمع , هذا ما نعمله دون وعي , المقاربة الايجابيه هي في تمكينه من المعلومة التي تهم حاضره ومستقبله ,
وبالتالي تساعد على تفاعلة الايجابي في محيطه , لايحتاج الا أن يتعلم قيما
فالقيم تنتجها ثقافته المعاشه ,
ولايحتاج الى أن يُنمط في سلوك إجتماعي واحد
, فالتنوع موجود في المجتمع منذ الأزل, تمكينه في إمتلاك حاضره في إشراكه في شئون إدارة حياته وفي استشراف مستقبله , سيلقى بالخطوط الحمراء
المفتعله التي أوجدتها ثقافة الخوف على
المجتمع وننسى أن الثقافة العربية والاسلامية متجذره في المجتمع وهو ليس سوى
إمتداد لها يصل الخليج بالمحيط , لاتخافوا على ثقافة المجتمع ولا على قيمه,ولا على
عاداته وتقاليده, كل مسعى للحفاظ على
ثقافة المجتمع في إعتقادي هو خط "أحمر" جديد يُرسم داخل المجتمع . وفرزجديد يكتنفه خوف ملازم له , اذا
تبدل الواقع ستتبدل الثقافه , فالحرث يكون
اساسا في الواقع الملموس , الاسقاطات الفوقيه لم تغير في مجتمعاتنا العربية شيئا ,
بيروت والقاهره امتلكا أعظم المنابر
البحثيه ومؤسسات الثقافة ومعاهد الابحاث في الديمقراطية وبحوث المجتمع ,
لكن كان الواقع شيئا آخر, القطري ليس خطا "أحمر" إلا إذا أردنا أن يعيش
في دوامة الخوف ولايخرج منها أبدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق