الاثنين، 8 فبراير 2021
بين الضرورة والإمكان
أنا قطري ولكن كان بالإمكان أن أكون غير ذلك. أنا أبيض ولكن كان بالإمكان أن أكون غير ذلك. أنا عربي وكان بالإمكان أن أكون من عرق آخر أنا مسلم وكان بالإمكان أن كون من ديان أخرى . أنا من قبيلة وكان بالإمكان أن أكون من قبيلة اخرى ومن عائلة معينة وكان بالإمكان أن أكون من عائلة أخرى.... وهكذا بين الضرورة والامكان والخلط بينهما يحدث الخلل وتصدر الاحكام الخاطئة . الضرورة "الواقع" هو جزء من الامكان وليس كل الامكان وليس العكس صحيحاً كما شائع عندما نصدر الاحكام انطلاقاً من واقعنا او من الضرورة التي نعيشها على غير ذلك من ظواهر العالم , وجودنا اساساً جزء من العدم الكبير الذي سنعود اليه ,لذلك محاولة التأسيس الدائمة هي مثار للخطأ, حتى الهوية الثابته كالجنس واللون هي جزء من امكان اوسع كما ذكرت كا ن بالامكان ان يكون الشخص منا من جنس اخر او لون اخر ,فمابالنا بالهوية الانسانية الثقافية الاجتماعية من الخطأ التأسيس لها ولكن يمكن ادراجها في مجال التكوين حيث التكوين بناء وليس تأسيساً ثابتاً. التفكير انطلاقاً من الامكان يساعد على حياة اجتماعية انسانية عظيمة , لو استشعر الغني أنه بالامكان ان يكون فقيراً, او القوي أن يكون مريضاً أو صاحب الجاه أن يكون معدماً أو صاحب المنصب ان يكون بلا ومنصب او وظيفة. نحن جزء من عالمنا وعالمنا جزء من كون اكبر وكوننا ربما جزء من أكوان اخرى , نطاق الامكان اوسع كثير من نطاق الضرورة والمتحقق والواقع , ليتنا ندرك ونحن ننطلق في حياتنا بمسمياتنا والقابنا ومناصبنا وثرواتنا اننا جزء من متحقق صغير فقط من فضاء وامكان اوسع كثيراً فلا نتصرف وكأنن الامكان جزء منا ولانطلق الاحكام عليه من ضرورتنا وواقعنا الصغير , فالفقير امكانك الاخر ايها الغني , والمريض امكانك الاخر ايها الصحيح والمواطن الصغير امكانك الاخر ايها الامير, ليتنا نعيش الامكان الاخر لوجودنا حتى ندرك قيمة وجودنا ونسعى من خلاله على احترام وتقدير كل منا للآخر انطلاقاً من ان وجودنا ليس سوى امكانية لوجود الاخر والعكس صحيح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق