الأربعاء، 10 فبراير 2021

كتابة تاريخ أَم إساءة الى مشاعر الناس؟

ليس اسوأ من ان يكون الحق وصاحبة موضوعاً للمساومة بعيداً عن الواقع وعن التاريخ وشواهد اثباته .شرعت الدولة منذ وقت ليس بالقصير بتسمية بعض الشوارع والتقاطعات والآن السكيك بأسماء بعض أهل قطر وهذا شىء تُحمد عليه بلاشك لا أعترض على المسميات فجميع أهل قطر يستحقون ذلك من الدولة وأكثر, لكن أسجل إشارة لمحدودية الاتجاة في عمل ذلك حيث انه ليس انطلاقاً من التاريخ ولكن انطلاقاً إما من رغبة فردية أو من عدم المام بتاريخ اهل البلاد ومناطق سكنهم وتفضيل اللاحق على صاحب الحق الاول الذي له اسبقية معروفة وواضحة بل ان في حالات واضحة تجاهل اصحاب الحق واهل المكان في شرف تسمية اماكنهم باسماء بعضهم من الرجال المعروفين الذين شهدوا تاريخ قطر وحظوا بصحبة المؤسس وابناءه بل منهم من هم احفاداً له, خاصة ونحن نعيش عصر المؤسس بكل تجلياته وبشكل يومي .هذا النوع من اللعب على مشاعر الناس يسىء ليس الى تاريخ المجتمع فقط بل يعطي انطباعاً سيئاً لثقافة هذا المجتمع ويفقدها ثقة ابناءها طالما يشعرون ان كتابة تاريخ المجتمع ليس موضوعاً للحيادية أو حكراً على من لايدرك تاريخ المجتمع بشكل حيادي أو عدم امتلاكاً منه بثقة في النفس فوق اي نوازع اخرى . اليوم نحن مدينون لدولتنا الفتية وقيادتها وحكومتها لانملك مع ذلك الا كل اشادة واحترام لكن نتمنى ان يحظى موضوع التسميات بلجنة على مستوى تاريخ قطر تتمتع بالنزاهة والكفاءة ومعرفة التاريخ والابتعاد عن موضوع القفز واختزال الزمن والوجود لمجرد توفر الفرصة الحالية لاسباغ المشروعية والاستحواذ على الماضي,واستبعاد وعزل من هم اولى بحكم التاريخ والتواجد والفعل .علينا ان ندرك ان الانحياز في كل شىء بداية غير موفقة اتمنى عدم استمرارها في جميع المجالات حباً في قطر وقيادتها وانتشالاً للجيل الحالي من السقوط في مستنقع الضغينة والحقد وخوفاً على مستقبل الاجيال القادمة من الوقوف امام تاريخهم يستجدونه ان يعترف بهم ابناءً لوطنهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق