يقال ان اول ديكتاتور فى التاريخ هو ذلك الذى وضع الجزره أمام الحمار وأمتطاه فبلغ منه مقصده ولم يبلغ الحمار الجزره حتى الآن. الديمقراطيه إذا تحولت الى حلم لن تتحق , الديمقراطيه إنجاز, إشكالتنا مع الديمقراطيه كإشكالية حمار الديكتاتور والجزره يلهث وراءها ولا يصيبها, إ ذا حلمنا بها لن نحققها, مؤتمراتنا الكثيره وندواتنا العديده وإجتمعااتنا المتكرره لم تحقق لنا سوى إنطباع ذهنى يتلاشى بعد تفرق الجمع. لااغالى إذا قلت انها فوضى مرتبه وتبعثرٌ منظم, والترتيب والتنظيم هنا حتمية لذلك التبعثر وتلك الفوضى جريا على قاعدة إن بعد العسر يسر وأن القناعة بالشىء أمر نسبى . الحديث اليوم عن المبادره بإنشاء صندوق للديمقراطيات الناشئه فى المنطقه العربيه أو مايسمى بالتحول الديمقراطى فيها. الذى استطيع أن اقوله أن الدول العربيه بما فيها الخليجيه بإمكانها تقدم الدعم المادى ولكن لاتستطيع أن تقدم المثال, عندما قدمت أمريكا مشروع مارشال لإنقاذ أوروباء قدمت معه التجربه الديمقراطيه المتقدمه كذلك إلى جانب الدعم المادى والمالى. الإشكاليه أن مجتمعاتنا تفرخ عصبيات وإثنيات وأصوليات بعد كل تحول تاريخى تمر به . المشروع الديمقراطى فى هذه المنطقه يتعامل مع التاريخ حيا منذ نشاته فيها وليس ماضيا أوحاضرا معاش. لعل أبرع شىء قدمه العرب هو إنشاء الصناديق الماليه للمشروعات لانهم لايملكون سوى المال وأكثر المشاريع فشلا ونهبا هى هذه الصناديق والامثله كثيره من صندوق أبوظبى للتنميه الى هيئة التصنيع العربى فى القاهره إلى عربسات والامثله كثيره. فكيف يمكن للمواطن العربى أن يطمئن لنتيجة هذا الصندوق وإيجابيتة فى إنجاز التحول الديمقراطى إذا كان الشىء الملموس المادى لم تحققه مثل هذه الصناديق كعملية التنميه أو التصنيع الحربى, فكيف تنجز الديمقراطيه وهى اساسا فكره وعقد إختيارى إجتماعى, من يضمن أنها لن تكون مثل ديمقراطية الصالونات التى نشهدها يوميا فى فنادقنا, من يعطىء المثال بالتحول الى الملكيه الدستوريه مثلا, من يكتفى بأربع سنين "عجاف" من الحكم كمانديلا محرر جنوب أفريقيا وصانع التاريخ. مثل هذا الصندوق يحتاج الى المثال لا المال. المال الجميع يستطيع بذله ولكن المثال صعب المنال إلا لمن يدرك من العيش مأربه ومن الحياة هدفها , والأمثله القائمه المتطاحنه لاتنبىء بتحول سلس خاصة وكما ذكرت بأن التاريخ هنا لاينام ولايستكين وأشباحه دائما ماثله . فالعربى كائن تاريخى والدولة لديه لاتزال فى طورها الأموى وإن رفرف علمها فوق الأمم المتحده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق