الأربعاء، 15 يونيو 2016

رمضان زمن "سارة بنت محمد"



لاتكاد عينك تُخفي سيارة من سيارات العطاء والخير, خارجة من بيت من بيوت الريان , حتى تلمحها عند البيت الآخر ,تفرغ بعضا من حمولتها من جميع أصناف المعيشة  لذوي الحاجة والاقارب والجيران , حركة دائبة ومستمرة طيلة العام   وبالأخص في شهر رمضان الفضيل ,  يدُ ممدوة بكل خير ومحبة للجميع , إنها يد الشيخة  ساره بنت محمد بن جاسم آل ثاني , والدة الشيخ خالد بن حمد  حفظه الله,وأخت رجل الخير والبركه الشيخ جاسم بن محمد رحمه الله, لاأذكر تكاتفا ومحبة  كالذي كان  شائعا أيام الشيخة ساره بنت محمد, لااذكر صدقا وإخلاصا  في الوصل والتودد كالذي كان في أيام رمضان في زمن الشيخه ساره بنت محمد,لاأذكر رمضانا كان بمثل هذا القرب من إكتمال الانسانية فيه كرمضانات زمن الشيخه ساره بنت محمد,أمرأة يسكنها الإيمان والمحبة والعطاء, رمضان بالنسبة إليها  فرصة لاتعوض , تدرك حجم الإيمان وتعرف حجم الدنيا, تدرك قيمة الدين , وتعرف جيدا طبيعة الأيام وتداولها

 لايكاد يخلو بيت من بيوت الريان  أو الدوحة من علاقة وصل معها بشكل من الاشكال و يزورها الجميع النساء والرجال , حيث تسمع" الحفوه" وهي السؤال عن الحال وعن الصغير والكبير, وتجد الكرامه , و العود الطيب"الدخون" ,نجد عندها جميع الطبقات في المجتمع ومن كل المناطق حتى أصبح الداخل للسلام عليها يسلم على الخارج , كنا نحرص  دائما على زيارتها والسلام عليها مع الوالد رحمة الله ,   لقد كانت تسأل عن الضعيف قبل القوي وعن المريض قبل الصحيح وعن المحتاج قبل المكتفي  , من عاش رمضان في زمن الشيخه ساره , وهو زمن لأهل قطر جميعا في ذلك الوقت , يدرك الفرق الكبير ليس بين رمضان الأمس واليوم  كشهر للصيام والعبادة,  فرمضان واحد في قداسته وفي وجوبه  وتميزه عن الاشهر الآخرى, لكن الاختلاف الكبير في طغيان سهم المادة في رمضان اليوم على سهم الإنسان, في إرتفاع مؤشر الدنيا فيه على مؤشر الدين على الرغم كثرة العبادات , في إكتساء الفطرة  في رمضان اليوم بطبقة  من سلوكيات ليست بمثل بياض سلوكيات  رمضان ساره بنت محمد.رحم الله زمن الشيخة ساره بنت محمد فلقد كان زمنا  للإنسان , ورحمها المولى فقد كانت نموذجا  للإنسان  الموقن تماما بأن الاخرة خير له من الأولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق