الحاجة الى أنسنة العلاقات
عبد العزيز الخاطر
2007 / 4 / 27
التطورات السريعة التي تمر بها البلاد خاصة على الصعيد المادي ودخول المادة كعامل أساسي في رسم العلاقات وأهميتها تنقل هذا المجتمع الصغير من مرحلة نفسية متميزة كانت صفة من صفاته وعنواناً لتفرده وتميزه عن غيره من المجتمعات التي رسمت فيها المادة قيماً جديدة وبدلت الحال الى أحوال جديدة بحيث لم تعد مركزية العامل الإنساني هي المحرك للعلاقات وبالتالي شكت ولا تزال تشكو تلك المجتمعات من ذلك وتتحسر على ما مضى عندما كانت المادة تشكل هامشاً حياتياً فقط للإنسان ولم تنهش بعد من ذاته لتستقر بديلاً عنها . مجتمعنا الصغير يدخل الى مرحلة جديدة بؤرتها المادة ونقطة الامتصاص فيها المال فبالتالي يجب التنبه الى أن قوة مجتمعنا القطري هي في تلاحمه مع بعضه البعض بعيداً عن أي عوامل أخرى غير إنسانية . كانت ثمة مادة لدى الكثير في الماضي ولكنها لم تستقر لتشكل العلاقات والدرجات والتراتيب الاجتماعية لوعي أصحابها ( أي المادة ) في ذلك الوقت بأن البعد الإنساني هو الأغلى وهي ما يعول عليه ، لقد تنبه علماء مدرسة فرانكفورت النقدية لهذه المخاطر في مجتمعاتهم الأوروبية ودافعوا كثيراً عن مركزية الإنسان في الكون بعيداً عن حمى الرأسماليـة الزاحفة حتى خشي " ماركوز " من تحول الإنسان الى إنسان ذي بعد واحد تحركه المادة وينجذب إليها ، على كل حال لا يزال هناك كثير من الخير والأمل في مجتمعاتنا الخليجية ولا يزال هناك من يعي بأهمية الإنسان ومركزيته كإنسان بعيداً عن شوائب المادة ولكنه لا يجب إغفال حقيقة هامة وهي أننا ندخل عملية تطور سريعة لم يسبق أن خبرناها في سرعتها وفي حجمها ولابد أن تحدث تغيرات في شكل العلاقات وبنائها مما قد يكون له تداعيات سلبية على لحمة التكاتف والارتباط التي حرص المجتمع وحرصت القيادة على بقائها ، نحن بحاجة الى التمسك بأنسنة العلاقات الاجتماعية ولا نجعل شيئاً آخر يطغى على هذه الأنسنة لتبقى قطر وهي في طريقها النهضوي ورغم اتجاهها السريع في طريق التحديث " قطر الرجال الأولين بحق " .
اذا كانت عملية " الانسنة " للعلاقات تتم في السابق بشكل عفوي فأنها اليوم على ما أعتقد في حاجة الى عملية استحضار دائم لكيلا تغشى غمامة المادة على إنسانية الروح ومحوريتها فى هذه الدنيا الذاهبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق