قطروالسعودية..التاريخ يتحدث والجغرافيا تشهد
عبد العزيز الخاطر
2008 / 3 / 20
يصعب على الاستثناء أن يصبح قاعدة عندما تكون تلك القاعدة مشبعة بثقل التاريخ بحيث يصبح من المستحيل تجاوزها أو الاتفاف عليها , يصعب عليه أن يصبح قاعدة عندما تبدو الجغرافيا من الثبات بحيث يصبح اغفالها نوعا من العمى فى العين وفى البصيرة. العلاقة بين قطر والسعودية علاقة جسم بشرايينه انه نهر من الدم الواحد يتدفق من شواطىء البحر الأحمر عابراً صفرة الرمال ليصب فى زرقة مياه الخليج الدافئة , لم و لن تستطيع السياسة مهما كانت توجهاتها وتقلباتها أن تغير من ذلك شيئا, فهى علاقة خارجة عن جميع التنظيرات السياسية والاعلامية المعهودة فى مثل هذه الحالات من الخلاف بين الدول , انها علاقة فوق التاريخ , لذلك فانسانها يمشي واثق الخطوة مطمئناً من عدالة التاريخ ومن ثبات الجغرافيا تحت قدميه لايخاف الاختلاف مهما بلغ ولا الخلاف مهما طال لأنه يعي تمام الوعي بأنه ذاته الانسان فإن كان ينام فى الدوحة فنصفه الآخر يتمدد فى الرياض فهو هو وإن اختلفت الأوراق الرسمية لايمكن لفيروس المرض أن يتوغل فى الجسد السعودي دون أن يكون قد اخترق أولاً وأصاب نظيره أو نصفه القطري ولايمكن أن يهنأ النصف السعودي بنوم طالما ظل طرفه الآخر القطري يعانى السهر والحمى , لذلك نرى أن العود دائما أحمد ! بُعيد كل سحابة صيف تعبر . انها الروح الواحدة المحركة للتاريخ الواحد لا يجدى معها مكر الماكرين ولا حقد الحاقدين , انظر معي كم أثلجت زيارة ولى العهد السعودي الأمير سلطان قلوب القطريين قادة وشعباً , تامل معي حرارة اللقاء ودفء المشاعر وصفاء القلوب ! انها ذروة الحقيقه الساطعة وقوة البصر الحديد عندما يكشف عنه الغطاء, كم سعدت قيادتنا بهذه الزيارة وكم سعدنا نحن أبناء الشعب القطري بها كذلك بل كم بدا سموه الملكي مسروراً وهو يلتقى بسمو الأمير المفدى وسمو ولى العهد ومعالى وزير الخارجية وبأطياف من الشعب القطرى المحب كذلك , كم صغرت الخلافات حتى تلاشت, كم ذابت الفروقات حتى اضمحلت, كم أشرق الامل حتى تبدد اليأس , كم علت الابتسامة الشفاه حت نسيت معها التجهم والعبوس. لقد كانت الفترة السابقة استثنائية بمدلولاتها السلبية بجميع المقاييس , كنا نعرف انها لن تستمر وان طالت لبعض الوقت فلا يمكن لأحد أن يمكر بالتاريخ الى الأبد ولايمكن لأحد أن يعبث بالجغرافيا دون أن تحترق يداه . أن يستمر الخلاف بين قطر والسعودية أمر فى اعتقادي مناف للفطرة بحيث يمكن تصور قطر بدون الامتداد السعودى والسعودية بدون الحنين والود القطري. نحن نعرف ان المزايدين سيخسرون , نحن ندرك بأن المراهنين على غير رغبة الشعبين سيدحرون , كنا ننام ملء جفوننا فى عز الأزمة ثقة بالتاريخ وايماناً بالجغرافيا وبحكمة القادة, لم تؤثر فينا الاشاعات ولم ترهبنا التأويلات ايمانا وادراكا بالحقائق التى ذكرت, عندما يصبح المصير واحداً تذوب الخلافات وتنتهى النزوات, فالمنطقه مهولة بتغيرات كبيرة تجعل من النظر الى الصغائر أمراً لايستقيم وخطورة الوضع المحتمل . إن شعبينا فى قطر والمملكة ينتظران ويتوقعان خيراً من هذه الزيارة الحميمة لولي العهد السعودي ينعكس بالتالي ويترجم أولا الى مايرفع مستوى معيشة المواطن فى كلا البلدين , ومن ثم الى الأبعاد المصيرية الأخرى . مرحبا بك يا سمو ولى العهد مرحبا بك يا سلطان المجد عند حمد الخير فى ظلال الدوحة الوارفة وشعبها المحب والوفي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق