الجمعة، 1 أغسطس 2014

خطاب الملك المرتفع والواقع العربي السحيق


كنت مرتقبا كغيري بصبر طويل وبأمل كبير خطاب جلالة الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأطال في عمره ،الجميع يؤمن ايمانا واثقا بإخلاص هذا الرجل والمواقف التاريخيه تشهد صدقه وعروبته وحبه للإسلام والمسلمين، ولى هنا بعض الملاحظات على خطاب جلالته:
أولا: جاء خطاب جلالته المقروء عالى السقف يشير إلى صوره مثاليه عن الاسلام الذي نتمنى جميعا رؤيته واقعا ملموسا ولكن الممارسات "الإسلاميه" الرسميه منذ قرون تعمل على عكس ذلك.
ثانيا:خطاب "التبليغ"خطاب رسولي"اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد"والوضع يحتاج خطاب سياسي وخطوات وربما دعوات وإجتماعات للخروج بما يتبقى لنا من إسلام وبقايا عروبه.
ثالثا:دعا الخطاب علماء الأمه للقيام بدورهم ومسؤوليتهم،في حين أن الإشكاليه كما أراها في إختطاف هؤلاء العلماء لمفهوم الأمه ذاته وأقتسامه بينهم وبين مصالح الأنظمه التي يتبعونها ،والدليل تزايد عدد المسميات الاسلاميه للهياكل الدينيه حتى اصبح لكل نظام هيئة اسلاميه تتبعه وتنفذ مقاصده.
رابعا:لم يشر الخطاب الى مفهوم الدوله وضرورة المحافظه عليها وعلى حدودها، واشكاليتنا الكبرى في طغيان مفهوم الأمة على مفهوم الدوله، والإرهاب العابر للحدود الذي نشهده جاء اساسا من طغيان مفهوم الأمة على مفهوم الدول، فالأمة مفهوم غير منضبط ويسهل تفسيره وإستغلاله.
خاسا:لم يشر الخطاب الى اي تجمع سياسي عربي كجامعة الدول العربيه او اسلامي كمنظمة العالم الاسلامي ولا الى رؤساء او حكام وانما جاء مباشره لعماء المسلمين ، مما يدل على ان العقود منذ الاستقلال حتى اليوم عقود من الفشل التنموي في جميع المجالات من ضمنها إقامة الدولة ذاتها.
سادسا:لم يحمل الخطاب اسرائيل المسؤوليه المباشره لما يحدث في غزة اليوم من مجازر،ولم يوجه نقدا شديدا للمجتمع الدولي او بعض اطرافه في التلكؤ ومساندة اسرائيل في جريمتها.
سابعا: تفاصيل الواقع العربي والخليجي المتردي لم يلامسه الخطاب بشكل يبعث بارقة أمل من زعيم مخلص عروبي النشأه نقى العقيده كجلالة الملك عبدالله ،ولعل جلالته اكتفى بالتبليغ بعد أن عجز من المناشده كما اشار الخطاب لدعوته السابقه لاجتماع إدانة الارهاب باشكاله الذي عقد في السعويه سابقا والذي لم يحقق ماكان يرجوه جلالته منه.
ثامنا:في إعتقادي أن ما اتخذته المملكه العربيه السعوديه سابقا من قرارات كتجريم حركةالأخوان المسلمين حدَّ من قدرتها السياسيه وجعل من خطابها اكثر عموميه ،وقلل من وضعها كوسيط عربي محتمل ،وكموقف أكثر حده على الأقل فيما يحدث اليوم في غزه.
تاسعا:إنعكس الوضع العربي والخليج المنقسم على الخطاب،بشكل جعل منه خطاب اخروي هذا او الطوفان.
عاشرا:أعتقد ان المخرج من الدرك الاسفل الذي نسكنه الآن ، هو خطاب قومي جديد، يجمع العرب جميعا بأديانهم وعقائدهم ،لنرتفع قليلا عن البعد الطائفي البيني الذي يحصد الارواح ولنتمكن من الوقوف في وجه اسرائيل جميعا ،ولعل من مفارقة التاريخ وهزليته أن يدعي بيريز أن معظم العرب مع اسرائيل في حربها ضد غزه والملك عبدالله مؤهل للدعوة لذلك وأخذ زمام المبادره.

هناك تعليق واحد:

  1. من وجهة نظري .. مافيه شي اسمه خطاب قومي يجمع العرب بمختلف عقائدهم اترك منك اسلوب عبدالناصر الذي شتت الامه .. بل خطاب اسلامي يجمع المسلمين من المشرق الی المغرب لنصرة الامه .. الخساره في العالم ليس بانحطاط العرب بل عند انحطاط المسلمين ..القوميه نتنه

    ردحذف