السبت، 3 يونيو 2023

أنا نمط إستهلاكي إذاً أنا موجود؟

دارسة للدكتور احمد زايد استاذ علم الاجتماع(1991) بعنوان "الاستهلاك في المجتمع القطري "انماطه وثقافته " حيث أجريت الدارسة على المجتمع القطري ، وتعد بالفعل دارسة رائدة ونموذجا لدارسات الاستهلاك حيث طرحت التراث النظري في دارسةالاستهلاك والملامح العامة للاطار الاستهلاكي ، وتناولت الاستهلاك كموضوع قائم بذاته ، كما تعرضت إلى الاستهلاك العادي، والاستهلاك غير العادي، ورمزية الاستهلاك، والاستهلاك كأسلوب للحياة، وأهم العوامل المؤثرة في العملية الاستهلاكية وضبط وترشيد الاستهلاك، وترى الدارسة أن انتشار الثقافة الاستهلاكية بين الافراد الذين لايستطيعون تحقيق متطلباتهم تخلق لديهم إحساسا بعدم الوجود في العالم الذي يدفعهم إلى الاستهلاك بشكل مخل إذا توافرت لديهم الإمكانية فالمزيد من الاستهلاك الترفي في هذه الحالة يخلق لديهم الألفة بالعالم، ويزيح عن أنفسهم الإحساس بأنهم لا شيء ويشعرهم بأن لهم وجودا مثل الآخرين. هنا أقول : إن علاقة الاستهلاك بالوجود علاقة غير سوية،لايمكن ان يكون الاستهلاك معياراً لدرجة او مرتبة الوجود الانساني , حيث أنه إمتداد أو أثر لهذا الوجود اذا كان مقدار استهلاكك يقدر مقدار وجودك فنحن امام مجتمع ينتحر، المفترض ان يكون الانجاز وليس الاستهلاك هو ما يحقق لك الوجود الاصيل بشرط ان يدعم المجتمع هذا التوجه لدى الفرد، اما اذاكان المجتمع يعتبر ان الاستهلاك معياراً للقيمة وللوجود عندئذ يصبح الوجود وجوداً زائفًا ، وهو ما يمكن ملا حظته في مجتمعاتنا الخليجية بصورة عامة ومجتمعنا على وجه الخصوص ليس على المستوى المادي بل على المستوى المعنوي كذلك فصناعة الرموز، مثلاً ليست سوى انتاجاً لسلع تتحول من دلالاتها المادية إلى دلالات رمزية معنوية، والتسابق في الاستهلاك كذلك على الرغم من الفارق في الدخول والامكانيات الاقتصادية هرباً من تصنيف المجتمع لجوءً وبحثاً عن مكاناً آمناً للشعور بالوجود ليس إلا مجتمعاً لم يحقق ذاته بعد