الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

مجلس التعاون ليس"نصاً دينياً"

إذا كان هناك ما يمكن ملاحظته خلف البيانات والتصريحات والتفسيرات السياسيه الظاهره والتحليلات السطحيه الصادره , هو أن هناك مؤشرات لإخراج صيغة مجلس التعاون من حيز "النص الديني " الذي قامت عليه إلى حيز "الصيغه المجتمعيه" المتفق عليها والقابله بإستمرار للتعديل والتأويل بما يخدم المصلحه العامه . ولي هنا بعض الملاحظات أود لو اذكرها:
أولا: قام مجلس التعاون اساسا ك"نص ديني" ولم ينشأ من القاع المجتمعي بالرغم من نبل فكرته, إلا انه جاء أو أنزل كضروره لمواجهة ظروف محيطه , هددت وجود هذه الدول "
ثانيا: إحتكرت السلطه وحدها تفسيره ومقتضيات وجوده , بالضبط كما إحتكرت السلطه العربيه عبر التاريخ تفسير النص الديني بما يخدم مصالحها ومقتضيات بقاءها ووجودها.
ثالثا: سيطرة النظره الفقهيه في كل نظام على الضروره السياسيه لكل صيغه مجتمعيه, إنعكاسا ودليلا على أنه في بؤرة وعي الانظمه ليس سوى نص ديني يبرر وجودها وليس صيغه مجتمعيه.إخترق هذا التصور المجتمعات بشكل عامودي حاد , فتحولت مابين مريدين ومعارضين أو مبتعدين, دون آلية تواصل وتفاعل.
رابعا: إمتنعت السياسه أو كادت الا في حالات ضيقه وبعد تكلفه إجتماعيه باهضه تتحملها المجتمعات , نظرا لكون صيغة النص الديني صيغه مطلقه وتعتبر النظره النسبيه خيانه أو تفريط.
خامسا: أمكن إختراق المجلس بسهوله من قبل الاجندات الدينيه السياسيه, في حين عجزت الاجندات الديمقراطيه الكثيره عجزت عن ذلك هذا دليلا آخر على أنه لم يكن صيغة مجتمعيه بقدر ما كان "نصا دينيا".
سادسا: قامت السلطه العربيه منذ فجر التاريخ تعتبر نفسها نصا مقدسا لذلك دأبت على استخدام النص الديني لتبرير وجودها وبقائها واستمرارها , لذلك كل مشاريعها وخطواتها تصب في هذا المجال وتخدم هذا الاتجاه, لذلك لانستغرب الفشل الذريع لكل مشاريع الوحده والتوحد والعمل المشترك العربي منذ الأمد .
سابعا:سمعت بوادر لانزال هذا النص الى الواقع وإعادة صياغته ولو جزئيا من داخل هذه المجتمعات , كلمة سمو الامير الشيخ تميم , وحثه على أن لاتصل خلافات الانظمه الى الشعوب ولاتمس مصالحها, وكلمة سمو الشيخ صباح حول ظاهرة الاختلاف الصحيه وضروره التفاهم للخروج منها بصيغة اقوى لصالح الجميع.
ثامنا: دعوة شباب قطر أمس امام القمه ومناشدة القاده بكلمة "تكفون" وهي تدل في إحدى تجلياتها على معنى كلمه "كفى" وقد سبق في إحدى القمم السابقه أن سمعت رسالة للشباب كذلك تناشد القاده بالنظر والاستماع لهم كمستقبل لهذه الارض.
تاسعا: اصبح من المعلوم بالضروره والواضح لكل ذي قلب ان يعود المجلس إلى قاعه المجتمعي ويتفاعل معه بصوره جديده و ليس انطلاقا من رغبته كنص ديني " ولايتي عليكم إختيار إلهيا" ولكن إنطلاقا من حاجة ورغبة القاع السيسيولوجي.
عاشرا: أرجو ان يجتاز المجلس مرحلة النص الديني التي قام عليها , وإلا سيكون مصيره كمصير الفرق والطوائف التي تتقاتل اليوم في أرضنا العربيه بإسم النص وتحت لوائه , إستمعوا جيدا لكلمة الشباب "تكفون" وترجمتها الدينيه لكي تتفق مع النص الديني "كفى"

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

قمة الدوحه:إنتصار لإرادة الدوله"الخير الأسمى"

قمة الدوحه التي تعقد اليوم ليست مجرد تجاوزا لخلافات بينيه عصفت بأعضاءها, ليست مجرد إتفاق يأتي بعد إختلاف أجندات تحملها كل دولة على حده, قمة الدوحه اليوم إنتصار لإرادة الدوله , الدوله كما أسماها "هيغل" الخير الأسمى, عالمنا العربي يعود اليوم الى عصر ما قبل الدوله, لذلك لاتستطيع جامعة الدول العربيه أن تنادي بقمة للدول العربيه , حيث لانصاب يكتمل ولاعلم يرفع الا لبقايا دول هنا وهناك. لذلك تبقى القمه الخليجيه اليوم هي قمة العرب , قمة "الدوله". تتعرض مجتمعات الخليج لتحديات وجود وبقاء داخليا وخارجيا , تعاني داخليا من تململ الشعوب لعدم تحقق التنميه المرجوه ومن غياب دور المواطن وعن تهميش الكفاءات , كما تعاني خارجيا من حالة وجود غير مستقر في منطقة يعيش التاريخ والجغرافيا فيها في مأزق حيث الثروه الهائله ومصادر الطاقه واطماع الدول التاريخيه المحيطه مع قلة السكان وندرتهم , أيضا هي منطقه مشتعله دينيا حول الشق الطولي الذي قسم الاسلامي منذ خمسة عشر قرنا بين سنة وشيعه, لذلك أرى ان بقاء الدوله في حد ذاته مكسب رغم علاتها الكثيره , قوافل الطوائف والتشكيلات الدينيه تحيط بالمنطقه وتوشك ان تنقض عليها , فهي كما كانت دائما مطمعا للامبراطوريات , هي كذلك اليوم مطمعا للطائفيه الجديده التي تستقوي بالمال تماما كما تستقوي بالنص المطلق الذي يكفر الآخر. قمة الدوحه اليوم هي امل في بقاء الدوله , ولكن مرحلة استمرارها يتطلب تفكيرا جديدا , قمة الدوحه اليوم هي حاجز صدض لااكثر , يجب العمل على إطلاق الدوله الحقيقيه بعدها بشكل أو بآخر , لم يعد العدو خارجيا فنقيم الساتر الحديدي للإتقاء منه , انه في الداخل الذي لم يعد يحتمل اكثر , خمسة وثلاثون عاما من القمم الخليجيه , لم يتحقق سوى النزر القليل , جيل الشباب اليوم غيره في الثمانينيات , , التركيبه السكانيه وحدها تحتاج الى قمم وليست قمه , التعليم الذي افرز القاعده وداعش , يحتاج الى خطى حثيثه مخلصه , الهويه الخليجيه التي سطحتها المجمعات السكنيه بأعداد الجاليات من كل ثقافه , ليست القضيه قضيه أمن بالمفهوم العام , القضيه قضية أمن إجتماعي يفرز هوية تعكس تاريخ المنطقه والمجتمعات. نحن مستبشرون ببقاء الدوله وتغلُب الحكمه على الانفعال مع قمة الدوحه هذه , ولكن الوجود يتطلب إيمانا أكبر بالانسان وبالتاريخ ويغلب المصلحه العامه على المصالح الضيقه , الوجود يتطلب دساتير تحمي المجتمع من نفسه أولا وتنظم علاقاته مع الغير , الوجود لايتطلب فقط أذان يرفع وصلاة تقام, الوجود يتطلب كذلك إيمان بحق الشعوب في المشاركه في تقرير مصيرها وبالاستمتاع بثروات أوطانها , الايمان لايعني الالتفات للبعيد ونسيان القريب صاحب الحق الأول, قمة الدوحه , قمة تاسيس لوجود جديد , أرجو ان يكون بدايه لدوله جديده في المنطقه , دولة لاترجع بتاتا للطائفه ولاللقبيله الا من خلال قراءة التاريخ للإعتبار والتذكر.

الأحد، 7 ديسمبر 2014

إلى أختي التي لم تلدها أمي"إدارة المرور"


رفقا ياأختاه , فلم اكن اعهدك هكذا , عهدتك تحبين النظام من أجل النظام , عهدتك تحرصين على التنظيم من أجل التنظيم, لم أعهدك تتربصين بمحفظتي مع بداية كل شهر , لم أعهدك تبحثين عما في جيبي , أكثر من الحرص على سلامتي حتى أمرُ سالما , لم اعهدك تضعين الرادارات تربصا وخفية والله لايحب المتربصين, أوصتني أمي قبل وفاتها بك إحتراما للنظام وللقانون , ولم توصني بالانفاق عليك , الا في حالات التعدي والادانه الصريحه التي قد أرتكبها غفلة أو نسياناً, لست مسؤولا عن أخطائك في التخطيط , لست مسؤولا عن إعطاء الرخص والاتجار بها لكل قادم للبلد , لست مسؤولا عن بنية مروريه متآكله تدفعك للمخالفة دفعا رغم أنفك, لست مسؤولا عن كل هذه الزحمه حتى تصبح فرصة مواتية للدخل , انا مواطن أ حرص على النظام حرصي على وطني الذي هو الأم التي تجمعنا. عندما يعود سائقي بشكل شبه يومي بمخالفات تثقل كاهلي, وابحث لأجد أنه يسير في حدود 90 كيلو مترا , أو لتوقف لإنزال مريض أمام مستشفى أو مطعم أو سوق قدإمتلأت مواقفه , اشعر وكأنك لم تعودي أختي التي عهدت , أشعر بيديك تتسلل يوميا الى جيبي , لتغتال مافيه من رزق أولادي, في كل محاولات الحكومه لتحسين دخل المواطنين , اجدك متربصة بها في كل جانب, وكأنما ثمة توافق مسبق, رفقا يا أختاه ,لابد من وضع آلية فارزه بين المتربص بخرق النظام وبين الغافل , بين المضطر وبين الجاهل, عندما تكون البنيه المروريه تتسع لمائتي ألف سيارة ونجد عليها مليوني سياره , كيف سيمر الحال؟ أخبريني ياأختاه , عندما تتسع مواقفنا لمائة الف سياره ونجد خمسمائة الف سيارة تبحث عن موقف , كيف نتصور ذلك؟, عندما نجد أمام مجمع المحاكم , مواقف لألف سيارة والمراجعون يزيدون على ثلاثة آلاف, ماذا نتوقع؟ لابد إذن من علاوة مخالفات , بنسبه معينه حتى نتلافي الظلم , متى تكون المخالفه مخالفة تستحق الغرامه؟ هذا سؤال يجب ان يطرح ويدرس , عندما يدفع المواطن من راتبه الثلث أو الربع مخالفات هوليس مسؤولا عن نصفها على الاقل لسبب من الاسباب التي ذكرت أو لتجاوز من شرطي المرور الحامل لورقة وقلم , بدلا من التدخل وتسهيل السير ,حتى أصبح التسابق لدى البعض منهم تسجيل اكثر عدد من المخالفات لاثبات انه كان يعمل وقد سمعت ذلك مباشرة من احدهم.أختاه نحن مع النظام ومع التنظيم وتطبيق القانون, لكننا لسنا مع تحول الادارات الخدميه الى ادارات جبايه وهذه سياسيه كان وزير الماليه السابق يطبقها ومعروفه لدى الجميع بدون استثناء , نفرح بالزيادات من قبل حكومتنا الرشيده لتحسين اوضاع المواطنين ومواجهة و إرتفاع الاسعار, لكن لايجب أن نقع ضحايا أمام الطريق المسدود , بالطبع هناك من لايسأل ولايشعر بذلك و لكننا يأختاه على مفترق طرق فهناك من اصبح فوق السحاب فلاتصله راداراتك , وهناك من يتعركل عند أول اشارة مرور من اشاراتك. نرجوا من حكومتنا الرشيده ومن معالي رئيس الوزراء الموقر الحريص على أمن وسلامة المواطن البدنيه والنفسيه أن يضع الأمر في جادة إهتمامه وان يعيدك يا اختاه الى طريق الاتزان والتوسط بعيدا عن الجور والظلم , فالقانون أولى ان يتبع والقضاء هو الفيصل حتى بين الأخوين.
شكا الشاعر بيرم التونسي في أيامه من جور المجلس البلدي وتسلطه على لقمة المواطن البسيط من خلال رفع اسعار الغذاء وقال أبياتامنها
يابايع الفجل بالمليم واحدة
كم للعيال وكم للمجلس البلدي
كأن أمي بلَ الله تربتها
أوصت وقالت أخوك المجلس البلدي
ونحن نقول:
كأن أمي بلَ الله تربتها
أوصت وقالت أختك إدارة المرور