السبت، 10 مايو 2014

مواطنون ...بلا ذاكره

< الانسان كائن رمزى أساسا, الرمز يشكل وعيا وذاكره للإنسان, يفرغ الانسان شحناته فى شكل رموز, تمثل له بعد ذلك ذاكره تاريخيه و قد يكون هذه الرمز صخره أو بيت أو صحراء شاسعه, الوطن فى شموليته رمز لذلك هاجس العوده للمنفيين والمبعدين هو هاجس العوده اساسا للرمز.أو مايمثله. مكان الولاده والعيش المشترك رمز للإنسان, لايمكن المحافظه على التراث عندما تزال رموزه سيتلاشى حتما مع الوقت, فالمكان أبقى من الانسان ,فإذا ازلت المكان وهو مايشكل الديمومه والزمن فإن الوقت الذى يشكله الانسان فى هذه الدنيا زائل لامحاله. هذه المقدمه اراها ضروريه , لمجتمع يدخل فى عمليه تغيير كبيره وسريعه تشتمل على إزالات شاسعه لبنية المكان فى المجتمع القطرى, خوفى على ذاكرة المواطن القطرى كبير , سيبقى التاريخ رهن لوجود جيل أو جيلين على الاكثر وبعدهما ستتعرض حتى الذاكره الشفاهيه للمجتمع للإختلال, حيث الذاكره المكانيه سبقتها فى التعرض للإزاله والغياب. التضييق فى مفهوم الهويه مع التوسع فى عملية التحديث يؤدى لاحقا لاشكالات عديده. عندما يعرف القطرى بأنه من كان يسكن هذه الارض أو المنطقه فى فترة محدده سابقه ويأتى التغيير والازا له عليها بعد ذلك, تتأزم الهويه وتتشرنق وتميل إلى الحديه بالتالى لأن الاتكال سيصبح على التاريخ المروى الشفاهى التى لاتستطيع التحكم فيه. في الغرب الشعوب تمتلك ذاكره حيه نشطه نظرا لوجود المكان والشواهد التاريخيه لذلك لامعارك تقام بإسم كتابة التاريخ ولا قتال ينشط بإسم إمتلاكه , الغربي ينتج لأن ذاكرته مستريحه و تعيش العصر والمستقبل , بينما ذاكرة العربي بشكل عام عليه أن تكون فعاله ونشطه دائما خوفا من سرقة التاريخ وتجييره أو إلغائه وشطبه.على دول الخليج جميعها أن تحافظ على الانسان ليس كعدد فقط ولكن ك رقم تاريخي يحمل معان وجوده وأصالته وجذوره في تربة الوطن, تمنيت لو إستبقى التحديث جميع مناطق أهل قطر كما هى حفاظا على هويتهم وعاملا اساسيا لاشعارهم بكثرتهم وإن كانوا قليلى العددو الرمز المكانى بُعد سكانى وعددى فى حين الكثره العدديه دون مكان لايشكلون سوى ذاكرة شعب أو مجتمع سرعان ما تتلاشى وتصبح ذكرى بعد أن كانت ذاكره.i>

الخميس، 8 مايو 2014

الثوره والهويه




من قام بالثوره لم يشغلهم سؤال "الهويه", الانفس الكثيره التى ملات الشوارع والازقة والأماكن, لم يكن دافعها الرئيس السياسه وشكل الحكم وهوية النخبه الحاكمه , لم يكن خروجهم استجابه لدعوه دينيه سياسيه أو لنداء حزبي , الحريه قيمه في ذاتها لاتقبل ان تمارس عليها الهويه اي نوع التسلط مهما كان مصدر هذه الهويه ,قضية الحريه والهويه , قضية شائكه , فلا يمكن الحديث عن حرية بلا هويه و كما لايمكن الحديث عن هويه فعليه بلا حريه, فعندما يكون السؤال من له الاولويه يأتى الجواب للحريه طبعا. لايمكن للحريه ان تقود مجتمعا للخلاص من براثن وتسلط الهويه إلا إذا تحولت الى فن ذو معنى مشترك, عندما يحاول العلمانيون ان يضعوا الحريه على حساب الهويه فشلوا , وعندما حاول الاسلاميون فرض أولوية الهويه على الحريه ثار الشباب فأسقطوهم عن الحكم, ومع ذلك لاحرية بدون هويه , ولكن اية هويه؟ إن مجرد تغيير لافتة"الرعيه" ك هويه , بلافته"المواطنه " ك هويه لايكفي., المجتمعات تحتاج الى طمأنتها أمام أي بروز "هوياتي" أيديولوجي . عندما قدم العلماني والاسلامي نفسيهما بعد الثورات العربي كهويتين , أحدهما يصر بأولوية الحريه والآخر بأولوية الهويه, سرقا الثورات من مفجريها الحقيقيون , لم يتركوا فرصه لصيرورة الحريه أن تتشكل بشكل يحول الحريه الى قاسم مشترك, فالحرية والهويه قاسمان مشتركان في قلب كل انسان , الثورات تغلب أحدهما على الاخر طبقا للظروف التى يمر بها الفرد والمجتمع , ففي حالة الظلم , تصبح الحريه أولا, أما في حالة الانسلاخ الاخلاقي تصبح الهويه مقدمه. فثورات الكرامه لايمكن تحويلها لثورات هويه منجزه, قبل أن تتشكل هويه حقيقيه تقوم وترتكز على مفهوم الكرامه الذي قامت من أجله الثورات اساسا. فشل النخب العربيه يعود الى تاريخ الحريه وأفقها المسدود في عالمنا العربي, ونسق الهويه المغلق تاريخيا والجاهز سلفا والمستعد لاقتناص أي فرصه للتعبير عن الحريه لتجييرها لصالحه , ولايسمح لها بالتعبير عن نفسها وفق شروط عصرها وزمانها , لذلك تحولت ثورات الحريه الى ثورات هوية جاهزه , وتحول شبابها الى نقطة الصفر من جديد بحثا عن الحريه.