الأربعاء، 24 مايو 2017

"قطريكست" الهوية الخليجية في زمن الشعبوية

أنا مواطن قطري  جذوري تجدها في  أعماق رمال الخليج وعلى كثبان شواطئه , جزء مني في أعماق نجد والجزء الاخر على شواطئ الامارات  وبعض مني في فرجان المحرق القديمة والبعض الاخر في الكويت. أقف اليوم حائرا بين كلي وبعضي, أقف اليوم  مصدوما أمام وضع إستثنائي  يجعل من هويتي الخليجية مثار تساؤل  هل أنا منها وهي مني؟, صحيح أننا انشأنا كيانا خليجيا واحدا  في عام 81 ميلاديا تحت مسمى دول مجلس التعاون لم يحقق لنا الكثير إلا أنه بقي ملاذا جامعا يستقوي وقت الازمة  ويتمدد ويرخى رجلية مستلقيا باقي الأيام .منحني شعوري بالانتماء الى الخليج قبل المجلس وبعده  ملاذا من خوف  وطمأنينة نحو المستقبل, شكل لي الخوف من القادمين والمهاجرين قلقا مستمرا  وهاجسا  دائما  إلا انني كنت مؤمنا دائما أنهم  لن يتمكنوا من  المس بهيكلية  مجتمعاتنا وثقافتها وترابطها, كان نشيد أنا الخليجي" هو شعاري وترنيمتي المفضلة حيث ذهبت, حمى الخوف من الأجانب والغرباء والمهجرين  تكتنف العالم وتسيطر على  رجال السياسة والفكر , "نحن وهم" هو شعار المرحلة اليوم  , صعود الشعبوية بشكل لم يسبق له مثيل من قبل جعل من لاحقة"يكست" الشعار الأكثر رواجا اليوم سياسيا. لم تسلم منطقتنا من رياح الشعبوية , أكاد اشعر بها في عناوين صحفنا الخليجية تجاه  بلدي قطربعد مرور اكثر زعماء العالم شعبوية في الحاضر  والذي لاتزال اثار شعبويتة تتفاعل في داخل وطنه وهو لايزال في شهوره الأولى من الحكم, علينا أن  نعمل على إيجاد توازنا لايخل  بأمن منطقتنا ولايعبث بخيراتها  بين الخوف من المهاجرين او المستوطنين من غير أبناء المنطقة وبين الروح الشعبوية المستعرة التي ترى في الاخر  تهديدا  لها أو منافسا  لزعامتها,وقفت  في إنشطار نفسي شديد بين حميمية اللقاء بالرئيس ترامب  التي وصلت الى حد التدافع للمس أطرافة وبين  قذيفة إتهام قطر الصاروخية التي لم يفصل بينهما سوى ساعات معدودة, وقفت مشدودا كثيرا بين المطالبة بأما أن تكون أخي بحق وإلا "قطريكست"  وأكشف عن وجهك الحقيقي. في عز أزمات الامة لم تصل الأمور الى مثل هذا الحدَ حيث كان الاطار العام الجامع والمحدد  لها  هو العدو المشترك"إسرائيل" اليوم ينادي نتنياهو بالسماح له للسفر مباشرة للرياض للقاء الملك سلمان  وبأن إسرائيل ليست عدوا  وترامب يمتدح لقاؤه بالزعماء العرب الذيا أبدوا رغبة في التعاون مع إسرائيل لمواجهة الإرهاب. مفهوم الإرهاب العائم  هو البديل للعدو الدائم"إسرائيل" من هنا إختلطت الأوراق  بين السياسة والدين  والهوية , فأصبح سقف علاقات كل دولة  هو مصلحة نظامها وبقاؤة وجميع انظمتنا من مصلحتها بقاء إسرائيل لسقوط البعد العربي وبقاء الهويات الأيديولوجية الصغري التي  أكثر تطايرا  وإنشقاقا سواء دينيا أو مناطقيا. ما تشهده دول الخليج اليوم هو دول في حدودها الصغرى  وفرق وجماعات في حدودها العظمى  لذلك الخطر ليس على الهوية بل على الوجود ذاته  تستطيع أوروبا وأمريكا تخطي الشعبوية وآثارها  وتمزق الهوية وإنشطارها فهي دول مؤسسات لا أفراد , لكن نحن لن نستطيع ان نحقق ذلك  لأن الشعوب آخر من يعلم وأول من يستيقظ على مرتزقة وقراصنة  الاختراقات الالكترونية المدبرة ليلا.أو عناوين الصحف المرعبة صباحا. أين إبتسامة الخليج لم يعد هناك إبتسامة ولم تعد إشراقة الشمس كما كانت أيام الحكمة وزمن الحكماء.
قبلاتهم عربية .. من ذا رأى*** فيما رأى قبلا لها أنياب

الاثنين، 22 مايو 2017

هل ريَفنا المدينة أم مدَنا الريف؟

أذكر عندما إنتقلنا للدراسة  الى الدوحة في المرحلة الاعدادية في أواخر الستينيات , حيث كانت ضواحي الدوحة تمثل ريفا  بالنسبة للمدينة  التي هي الدوحة, أذكر أنني فوجئت ببعض مظاهر الفردانية التي لم تكن واضحة لنا  قبل الانتقال الى الدوحة كطلاب , منها على سبيل المثال لا الحصر , خروج الطلبة أثناء اليوم الدراسي  وخروجهم خارج أسوار المدرسة و كذلك غياب ا قوة الضبط الاجتماعي الذي كانت تمارسه  الاسره على أبناءها مقارنة بالوضع ونحن في الضواحي, كذلك الشللية السلبية  نتيجة  عدم التشابه , مقارنة بالشللية الايجابيه المتشابهة الى حد كبير" عيال فريج واحد" أيضا لاحظت قدرة الطالب على اتخاذ القرار  بمفرده دون الرجوع الى العائلة  نظرا الى البعد عنها والسكن في القسم الداخلي  مع الطلبة الاخرين والعودة للعائلة كل  نهاية اسبوع , لا أنسى البعد العربي وتأثيره كذلك على نمط تفكير ذلك الجيل  فكانت أمانيهم مرتبطه بسقف أعلى يصل الى حدود الوطن العربي الكبير.كنا نتسابق لشراء مجلة العروبة  ومن بعدها جريدة العرب حيث لم تكن هناك مكتبات خارج نطاق الدوحة  .يمكن القول أن القبيلة  إختفت شيئا ما وراء المدينة وبعد ذلك في المرحلة الثانوية  وظهور الاندية الثقافية في الدوحة  واصدار مجلة الدوحة الثقافية , فتمدن الريف  وتخرج من بين ابناءة المهندسون والاطباء والباحثون , كل ذلك تأثير "مديني" . ما ألحظة منذ فترة  أن إختفاء دور المدينة والثقافة المدينية  أخذ في التلاشي شيئا فشيئا  في حين تعاظم دور  قيم المرجعيات الاولى  التي تمثل تجذرا واضحا في الثقافة الريفية, ومع تزايد عدد سكان المناطق المحيطة بالدوحة  من جميع الجنسيات ,أصبح هناك نوع من التكور والتشرنق حول  الذات أثر سلبيا على الحياة في المدينة وبدأ يصدر  ميكانزمات هذا التشرنق حول الذات على شكل  دعاوي الحفاظ على الهوية وعلى اللهجة الاصلية  وما الى ذلك ووصل حتى للاعلام . بل  ربما هناك محاولات لاجتثاث صور التنوع أمام  الحشد للشمولية والنمطية لاحظنا ذلك في بعض استعراضات اليوم الوطني  بدعوى المحافظة على الموروث,وزيادة عدد مجلات الموروث الشعبي والشعر النبطي بشكل ملحوظ  كذلك, إختفى دور المدينة أو تلاشى بعد إختفاء أهم أحياءها الحضرية, أين دور نادي الجسرة الثقافي الذي كان رائدا على مستوى العالم العربي في الثمانينات مثلابل اين الجسرة والبدع والرميلة        ؟هذه كانت مراكز تحضر تحمل قيم المدينة بتنوع  سكانها من جميع العوائل القطرية بدوا كانوا أم من الحضر, المناطق الجديدة التي أنشئت  هو بداية ترييف المدينة    وأخاف مستقبلا  من قيام بؤر تهميش تكون  سببا في القضاء  على  كل ما يتبقى من المجتمع من نخبوية, خاصة  مع تزايد عدد سكان هذة المناطق على حساب المدينة  ,بالاضافة أننا ربما نمارس  جمع الاضداد دونما  قدرة على الخروج من ذلك  بمركب ثالث يدفع الى التطور , فنضع عصبية القبيلة الى جانب الجامعة الغربية  الحديثة   والاصولي الى جانب قيم الفندقة الحديثة الاستهلاكية.لعل أفضل قرارا اتخذ مؤخرا هو دمج ناديي الجيش ولخويا في نادي واحد  لانهما مظهر من مظاهر ثقافة الريف وميكانزمات القبيلة  الجامحة أمام ثقافة فرجان المدينة وأحيائها الهادئة المطمئنة.

الأحد، 21 مايو 2017

الاسلام والعصر-4

السؤال الملح  الذي يختلج داخل  كل نفس مسلم اليوم هو كيف يستطيع أن يتعامل مع نصوص مقدسة في بيئة مناهضة لها؟ أحيانا كثيرة يجد المسلم نفسه أما خيار صفري , إما  يتغاضى عن النصوص  أو ان يتغاضي او حتى يلغي ثقافة العصر؟
الاشكالية  أعظم من ذلك ويشترك في بناءها طرفان  , بعض المسلمين  والعنصريون من الغرب كذلك,  بعض المسلمين يرى في النص  واجب التطبيق  في كل زمان ومكان ويتغامل  عن  مفهوم "صلاحيته " للتطبيق الذي تعني  شمولية تتعدى مجرد التطبيق  بشكل واحد أو بصورة واحدة في كل عصر حيث الصلاحية تعني المرونة ولاتعني "الحدية" في التطبيق, وفي الجانب الاخر  يتخذ العنصريون في الغرب  مثل هذا الفهم القاصر  حجية لهم  بإصدار التهم على الاسلام  وبأنه دين ضد الحياة وضد التمدن ويمجد القتل والوحشية. الذي أراه أن الطرفان يغفلان عن حقيقة  الزمن,  وفاعلية النص الالهي فية,فيكتفي الاصولي بالايات بعيدا عن الواقع ,وينادي بتطبيقها  بالقوة  فيصبح النص حاكما حديا على الواقع المتغير, ويكتفي العنصري الغربي بإقتطاع فقرات  معينة قيلت في ظروف معينة ليدلل بها على وحشية الاسلام.
 عندالمسلمين  ربما المشكلة في النصوص ولكن عند الغرب المشكلة تبدو لهم في الاسلام وهذا ظلم كبير  لنا دور رئيس   في إنزاله بحق هذا الدين العظيم

الشريعة أم العقيدة؟3

هنا أنا أطرح تساؤلا لااقرر موضوعا هل الشريعة هي كلام الله ؟أم هي كلام الفقهاء واستنباطاتهم , أم هي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الاجابة الدقيقة على هذا السؤال ربما تكون مؤشرا لحسم الصراع المستديم والقائم بين من ينادي بتطبيقها وبين من لايرى ذلك واجبا ويكتفي بالاشارة اليها كأحد مصادر التشريع., مبدأ تطبيق الشريعة جرى إستغلالة لتمكين السياسي من سياستة والمستبد من إستبدادة حتى وقتنا الحاضر, في عهد النميري في السودان , وفي عهد طالبان في أفغانستان وفي إيران منذ مجى الخميني, وفي كل مرة ينادى فيها بتطبيق الشريعة يزداد الامر سوءا في المجتمع ليس لخلل في الشريعة كوعاء  تعايش ولكن في استغلالها  سياسيا للتمكين  من السيطرة على المجتمع وإقامة نظام الضبط والمراقبة بإسم الدين والشريعة. هل الكفر بإنكار بعض ماجاء في الشريعة أم بإنكار العقيدة؟ حتى تصبح الشريعة عندنا أهم من العقيدة ويصبح الاختلاف على بعضها إختلافا على العقيدة  ويأتي التكفير ثم الاستباحة نتيجة تالية لذلك. عصر الامبراطوريات يحمل معه كثير  من المفاهيم التي يوجدها الفقهاء نتيجة للتوسع الذي تشهدة الامبراطوريات, وعصر الدولة الوطنية التي نعيشه اليوم  قد لايحتاج الى مثل تلك المفاهيم , كالجزية والولاء والبراء أو دار الحرب ودار السلام ... وغيرها
أقول مرة أخرى أنا هنا أتساءل ولا أقرر علينا أن نفكر فيما أوصلنا الاسلام إليه