الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

"لا نصلح الا بهم ولا يصلحون الا بنا"


المتأمل لما حصل فى مؤتمر الطائف الشهير اثناء الاحتلال العراقى لدولة الكويت, واصرار الشعب الكويتى على اعادة الشرعيه للدوله    
متمثله فى حكم ال صباح مع اشتراطهم بعودة الحياه الدستوريه بعد التحرير  والتى كانت اساسا نتاج لمرحله من مراحل هذا الحكم.يدرك اهمية   الجزئيه الاولى وهى  المطالبه بالحكم السابق وبالعائله نفسها وبمركزية هذه المطالبه . هل كان بأمكانهم اختيار بديل اخر ؟ وهل افرز تاريخ الكويت بديلا؟ وهى اكثر دول الخليج حراكا سياسيا. هل تملك دول الخليج بديلا عن انظمتها القائمه اليوم؟ وهل يمكن استبدال القبيله بقبيله اخرى اليوم؟ مثل هذه التساؤلات  وبعد الحدث المزلزل  وتماسك الشعب الكويتى خلف قيادته  القبليه الشرعيه رغم وجود اطياف وزعامات لتوجهات سياسيه راديكاليه كويتيه انذاك.   كل هذا يثبت ان    تاريخ هذه المنطقه مختلف تماما عن غيره وذو طبيعه مختلفه كذلك  عمن سواه سياسيا, بمعنى انه ذو صبغه اجتماعيه  ودينيه يبث فيها من مفرداته وانزيمات بقاءه من داخله  , وان البعد الاجتماعى والدينى هو  ما يصوغ البعد السياسى وتشكيلاته بعد ذلك  بمعنى ان افراغ السياسه من بعدها الاجتماعى القبلى والدينى القائم  لايحولها البته  الى فعل مهما اكتست من اشكال  سواء تكتلات  او جمعيات او حتى احزاب     طالما ان الصيغه الراهنه سوف تعود  فى مرحله او ستكون مطلبا لابد منه فى مرحلة الانهيار والتبدد. وكل ما يمكن تحصيله هو تحسين الشروط  بما يجعل المجتمع كله ضمن بؤره اهتمام هذا الوضع  وهذه الشرعيه التاريخيه القبليه. هذا ما حكته تجربة الكويت. اذا من المفروض ان تكون  العلاجات   او مشاريع الاصلاح  لاتبتعد كثيرا عن  هذا التوجه  حتى النقد  والادب والثقافه لاننا كما اشرت سابقا "مجتمع منجز" وماجرى فى محنة الكويت يثبت ذلك  تتميز الكويت هنا عن غيرها من دولنا  فى توسيع دائره الانجاز  من خلال المشاركه السياسيه. لامكان للراديكاليه فى هذه المجتمعات بتكويناتها القائمه حاليا  ولامكان للفكر الراديكالى كذلك  ولا للاتهامات  المصاحبه لهذا الفكر  لانها زبد  وطوبائيه متخيله  ومستورده  ولو جاء او حان الوقت  لتطبيقها لأنكرها وتهرب منها ادعياؤها ومردديها كما حصل فى ازمة الكويت." علة المجتمعات الخليجيه باطنيه" ولا يعالجها الا هذا  التكوين الخليجى  التاريخى" القبيله والمجتمع". اثبتت     محنة الكويت اننا لانصلح الا بهم ولايصلحون الا بنا. فالاصلاح اذن عمليه يحتاجها الجميع هم يحتاجونها واعنى الانظمه ونحن نحتاجها اعنى الشعوب وهى مساحه قائمه  يمكن التقدم فيها  او التأخر بناء على مسلمات كثيره يمكن كذلك استبعاد المعوق فيها ما أمكن سواء كان هذا المعوق دينا او عرفا او ثقافة وسلًم الانسانيه    ,وطلب المجتمع المستمر وامساك  زمام الفاعليه ما أمكن هما   المحدد والمعيار
التوجه الى الداخل  والعمل من خلاله وتقليل جرعة الايديولجيا الطوبائيه التى تصور الخلاص دون  حتى تخيل البديل  ناهيك عن امكانية ايجاده تجعل من ثقافة المجتمع فى حالة انصام وخصام مع واقعها. ان يتخذ الانسان موقف  شىء جيد  فالحياة موقف كما يقولون  ولكن ان لايكون هذا الموقف موقفا وهميا كمحاربة طواحين الهواء, علينا التيقن بأن تاريخ هذه المنطقه لم يعرف الفواصل الناقله والصدمات  الانفصاليه للوعى فأنك حين تتكلم اليوم عن قضيه معينه تعود لاشعوريا لملامسه ايعادها  الى عمق التاريخ والدين  بل ان الماضى لدينا هو من يصنع الحاضر, تاريخنا هو تاريخ القبيله والدين  نعم نريد الخروج من تشعباته  ولكننا اعجز من التخلص منه وايداعه متحف التاريخ  فلذلك فأن هبة الايديولوجيات على المنطقه على طول تاريخها كانت من الهشاشه بحيث تزول كما يزول الغبار عند اول نزل للمطر
العديد يكره كلمة خصوصيه  ويدعى ان    لاخصوصيه لجماعه او لمجتمع  فيما يتعلق بالابعاد الانسانيه الضروريه  للمعيشه الكريمه والمساواه, كلام جميل وموافق عليه  ولكن الا يسمى  اتفاق الكويتيين على عودة شيوخهم وقبيلتهم  رغم جل الخلافات بين الطرفين كشرط لتحرير الكويت وتقديم هذا المطلب  لأكبر واعرق الديمقراطيات القائمه على تبدل السلطه وتجددها المستمر "خصوصيه", علينا ان نتأمل ماحصل فى مؤتمر الطائف الشهير اثناء الاحتلال العراقى لدولة الكويت, واصرار الشعب الكويتى على اعادة الشرعيه  التقليديه  التى قد نختلف ونتخاصم معها ولكنه تاريخنا وصيغة حياتنا الممكنه والملموسه  حتى الان علينا ان  لانستحى من الماضى الا بقدر ما نكون عاجزين عن تطويره, الصوره الكبرى التى يصورها التاريخ لحكم القبيله بل ويحترمها تتمثل فى الملكيه الدستوريه  وهى قمة تطوير الماضى وذروة سنام الحاضر واشراقة المستقبل التى لاتغيب.