السبت، 9 يناير 2021

فائض العلاقة

  كنت على يقين ان العلاقة سوف تعود الى طبيعتها بين البلدين الشقيقين , كنت متأكد أ ن العقلانية ستتغلب على الظروف الاستثنائية التي أوجدت هذة الازمة وقفزت بها الى السطح , كنت على ثقة أن خصائص الشعب الواحد ستنتصر على مطامع السياسة وأحابيل المتربصين بهذة المنطقة وبثروات شعوبها, لكنني على الرغم من ذلك كنت وجساً وخائفاً من فائض هذة العودة, الفيض هو الزيادة على الاصل وبالتالي إذا لم يُعقلن قد يحل محل الاصل , وبعد ذلك قد يصبح   التعامل معه لا مع الاصل , مع العرض وليس مع المشكلة , أن تنتقل العلاقة من  تجريم التعاطف الى الاستقبال بالورود والزهور , ومن الوعيد الشديد الى الترحيب والوعد بالمزيد , هذا العبور ليس مشكلة في عمر الزمن المادي لكنه يبدو اشكالية في االزمن النفسي , ويطرح تساؤلاً مشروعاً هل أن عمر دولنا الزمني في تساوق والعمر النفسي لشعوبها؟ ثمة فجوة واضحة بين الطرفين واضحة بلاشك , حينما تطلب أو تأمر الدولة "زمنياً "  , من الشعب "نفسياً"   أن يقاطع ويجرم ثم بعد ذلك تطلب منه أن ينثر الورد ويعلق الزهور على مناكب من جرم وقاطع في مشهد آلي بإمتياز لايتسق مع الإنسان ولا مع مكانة عقله ووجدانه, فائض العلاقة هنا هو الخطير لأنه دليل واضح على عدم الوجود , وجود المجتمع او الشعب , لوكانت الدول تتعامل بمثل هذا المنهج لما تطورت ولما تجاوزت ازماتها , لذلك كنت فرحاً من عودة العلاقة لكنني لست مبتهجهاً من فائض العلاقة , هذا دليل على نضج زائف وغفلة عن الاسباب ومكامن الخلل الحقيقية , أدعو الى ربط العلاقات بالواقع وتحجيم العاطفة بالعقل فلا إفراط ولاتفريط , تاريخنا العربي ممتلىء حتى الثمالة بكل اشكال الترحيب الزايد والشعور الفائض لكنه فقير جداً في التجاوز واللحاق بالعصر, أتمنى أننا قد استوعبنا درس الازمة المفتعلة على قطر , كما أتمنى أن لا تصل العودة السعيدة الى مستوى الفائض ويتساوى معها الخطأ والصواب , والمصيب والمسىء ويتحول معها العفو والادانة الى وجهان لعملة واحدة, فنعيش زيادة لكنها كالنقصان  وتكراراً لكنه عنواناً  لايفضي الى معان.

الثلاثاء، 5 يناير 2021

قمة"كوشنر"

     تخاطفتني صورتان لقمة العلا  , الاولى صورة العناق الاخوي بين سمو الامير المفدى وأخيه سمو الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة الشقيقة ,هذة اللوحة الوجدانية التي كسرت حاجزاً نفسياً استمر لأكثر من 3 سنوات عجاف من القطيعة اللامبررة تثبت أن مابيننا اكبر بكثير مما يسبب الخلاف وان الحلول بالضرورة ليست حسابات وارقام وخسارة هنا ومكسب هناك  بين الاشقاء, ولكن هي الطريقة العربية التقليدية واخراج مافي النفوس وقطع الطريق على من يريد التصيد بين اشقاء الوطن الواحد والمصيرالمشترك , معظم مشاكلنا  مشاكل" نفوس" وستثبت لكم الأيام ذلك ,الصورة الثانية صورة كوشنر صهر الرئيس الامريكي "ترامب" ومستشاره وهو يشيح بنظره هنا وهناك على طاولة اجتماع القمة الخليجية وكأنه يراقب الوضع عن كثب وبإشراف احترافي, بقدر ما فرحت بفتح الحدود وعناق الاخوة اصحاب السمو, بقدر ما أغاضتني صورة كوشنر واحبطت فيني مشاعر كانت تنمو وتتزايد بفرح واستبشار , لم أتعود على مثل هذة الصورة عبر تاريخ القمم العربية ولا الخليجية السابقة كان هناك ضيوف تستدعيهم القمة بإرادتها نظراً لظروف تجتاحها المنطقة, لكن كوشنر وفي عهد رئيسه وأب زوجته"ترامب" هو من أشعل الفتنه وأعطى الضوء الأخضر لتكريسها حرباً الا قليلا  ودفع بها كل هذا الدفع الذي كاد أن يحرق الاخضر واليابس جاء اليوم وفي انتهاء ولايته ليطفىء ماقد سبق واشعله وافتعله, اين هي الارادة الخليجية من ذلك كله , لما ننتظر حتى يأتي ليحل لنا ازمة بيننا كأخوة واشقاء وطن ودرب , الانستطيع ان نفعل ذلك بانفسنا إلا نستطيع ان نبادر ذاتياً بعد ماوصلت الأمور الى ماهي عليه, أن نتحكم في خاتمتنا إذا كنا قد تهورنا في البداية فلا أقل من نتصرف بحكمة في النهاية , إليس هناك من يضمن اتفاقنا من هيئات دولية  ودول اوروبيه سوى كوشنر,وهي نقطة في حد ذاتها يندى لها جبين ثقافتنا العربية وتاريخنا العربي والإسلامي  , أما اذاكان كوشنر من ضغط علينا كأعضاء مجلس خليجي له من العمر مايقارب النصف قرن لكي نصل الى حل  إذا كان هذا صحيحاً فلاطبنا ولاغدا الشر , وضع كوشنرونظرته وهندامه في القمة كمراقب يذكرني برقيب الفصل ايام الدراسة على الرغم من ان العادة جرت   ان يتم اختيار اكبر الطلبة ممن يتصفون بالرزانة والبعد عن المشاكل ليكون رقيباً على الفصل لاأن يكون اصغرهم ولايملك من تاريخ الحكمة شيء سوى أنه صهر الرئيس   , حاولت أن أُغلب الصورة الأولى صورة العناق الوجداني بين الشقيقين , الا أن بشاعة صورة كوشنر وغرابتها فرضت نفسها على عنوان المقال  فرضاً,عادت بي الذاكرة الى قمم العرب الاولى في الاسكندرية وفي الخرطوم رغم الهزيمة العسكرية  إلا أن روح الوطن الواحد كانت حاضرة وفي قمة الدوحة بُعيد غزو الكويت أيام الامير الأب والعالم يغلي من حولنا لكن ايمان القادة في حينه بمجلسهم   وثقتهم في انفسهم لم تتزعزع , تذكرت كل ذلك, فنزلت دمعة على خدي و لولا عناق الشقيقين وفتح الحدود بين الشعبين لتحولت الى مجرى من الدموع  ينسكب. أتمنى أن يكون الغد أفضل لشعوبنا ولقياداتنا  لااُخفي الفرح ولكنه مصحوب بغصة.