الأحد، 6 أبريل 2014

الحاجه الى ميثاق ثقافي أولا



سبقت وإن طرحت ان الازمه ثقافيه بالدرجه الأولى وإن تلكؤ مرحلة الانتقال الديمقراطي ودمويتها لا بل وإحتمال تراجعها وإنتكاسها بع ماسمىً بالربيع العربي هو عدم وجود حاله ثقافيه متبلوره أو لها قدره على صياغة والحفاظ على نسيج المجتمع من التشظي في حالة ختفاء أو إندثار المعايير السياسيه القائمه في المجتمع في مرحلة ما , ولى هنا بعض الملاحظات:
أولا:السياسه في عالمنا العربي لم تكن وليدة الثقافه , والنظام السياسي , نظاما فوقيا بدلا من أن يكون نظاما ثقافيا في الأصل نابعا من ثقافة المجتمع.
ثانيا:فوقية النظام السياسي في الدول الريعيه جاءت بعد ظهور النفط , نظرا لعدم تبلور حاله ثقافيه في وقت ما , تجعل من شرط المشاركه شرطا حاسما .
ثالثا:سيطرة السياسي على الثقافي جعلت من مسألة التوافق مسأله وقتيه , مرتبطه بأشخاص توافقيه , ك الشيخ زايد أو الشيخ عبد الله السالم وغيرهما,ولكن لم يتم تأسيس فعلى لحاله ثقافيه تستمر بعدهم , كما حصل بعد شخصيات توافقيه انسانيه عظيمه مثل مانديلا , وغاندي.
رابعا: الثروه أفسدت الثقافه أو عملت على تسليعها, وجاءت ثورة الإتصال لتحولها الى معلبات دونما تناغم او تجانس وانما بحسب رغبة التاجر الذي يريد أن يقبض الثمن بأي سعر كان .

خامسا: رفض النظام السياسي العربي قبول الاحتجاج "المدني" كطبيعه ملازمه لتطور الانظمه العربيه, واستخدم العنف , فقضى على امكانية تبلور ثقافه سياسيه او حاله ثقافيه تسد مرحلة الانتقال من الثوره الى الدوله.
سادسا: المفارقه أن أقل المجتمعات العربيه تضررا هي تلك التى وصفت بأنها علمانيه أو تغريبيه , كالمجتمع التونسي , ونظام بورقيبه السابق الذي وصف بأنه نظام كافر, وأكثرها تضررا , المجتمعات "المتدينه" كالمجتمع المصري أو العراقي أو الليبي .

سابعا: نظرا لضعف عملية التحديث الثقافي , إنقسمت الثقافه الى ثقافتين , ثقافة النظام وثقافة الشعوب , ويلاحظ ذلك اليوم في الأزمه الخليجيه بوضوح , تحاول الشعوب أن تنأى بنفسها عن خلاف الأنظمه.
ثامنا:إنتقل المجتمع الى ثقافة "تويتر" دون المرور بحاله ثقافيه مجتمعيه , تجعل من "تويتر" حالة حوار , وليس حالة نزاع وتراشق , أو مع النظام أوضده, حالة الإصطفاف المؤدلج هذه حاله سابقه على وسائل الاتصال الجماهيري

تاسعا: مكونات الثقافه موجوده ولكن صياغة حاله ثقافيه تتطلب التخلي عن العقليه الهرميه التي سادت في المجتمعات الاسلاميه منذ تراجع العقلانيه أمام فكر "الغزالي" ومزاوجة"الاشعريه" بين العقل والنقل لينتجوا لنا فكرا نقليا هرميا لاإرادة للإنسان فيه , فطغت نماذج , القائد الملهم , والزعيم المبتعث , الرئيس المؤيد من السماء, والعلامه الذي يحتكر العلم والدين.

عاشرا: المجتمع العربي بحاجة الى عقد ثقافي جديد , سيستمر الانتكاس السياسي وسيطول , طالما لم تصل المجتمعات الى حالة قناعه تامه , بأن المدخل للإصلاح هو حالة ثقافيه تأخذ مكونات المجتمعات بنسبيه الانسان لابمطلق القرآن و ينتج بعدها نظاما سياسيا إنسانيا ليس من مسؤوليته رفع شعار الجنه , قبل شعار الحياه الكريمه لكل مواطن بغض النظر عن دينه أو عرقه أو إنتمائه.