الأربعاء، 2 مايو 2018

خيانة المثقفين


 
من الصعب أن تستطيع التمييز بين المثقف وبين رجل السلطة ,أصبح من الصعب  كذلك أن تميز بين الموظف وبين صاحب الرأي الحر والمستقل , هذة الازمة الخليجية اثبت شيئاً واحداً لايقبل الجدل وهو أن المجال العام في دولنا الخليجية تحول الى سلعة, أنظر كم شخص يدخل إليه يومياً محللاً ومشخصاً من باب الارتزاق , تأمل كم هي أصابع الاستخبارات التي  تحرك وسائل الاتصال الاجتماعي بأسماء مستعاره, انظر كم برامج التلفاز التي  تعمل على زرع الغباء بكل أنواعه والتدليس بكل أشكالة لكي تستمر حفلة المجون في هذه البقعة من العالم , تأمل كيف هو دور الاعلام في زراعة الحقد  وكم من الزيت يُسكب من قبل  أطراف تريد ان يستمر الوضع كما هو عليه  , لتحقيق مزيداً من المكاسب , أنظر كم من أساتذة الجامعات من  يصنع الوعي الغبي  ويسوق له ؟لوتساءلت كم من هولاء يمتلك طرفاً من الحقيقة الضائعة لن تجد احداً منهم يمتلك ذلك.ولكنهم جميعاً يشاركون في صناعة الوعي الزائف , هم فقط مجرد موظفين يؤدون  مقابل راتب أو هم سلعة تباع  لتقبض الثمن., عندما يختفي الاحتجاج المتنور , يصبح النواح الغبي بديلاً عنه, من مَن هؤلاء كان له رأي  قبل الازمة أو مشاركة سياسية حقيقية حتى ينافح بكل هذة القوة والدوغمائية, كنا نأمل في بروز نخبة  فكرية ثقافية  إلا اننا ان  المجال لايمتلك الا نخب زائفة  في معظمها  لقد التهم السوق كل شىء  حتى الانظمة الديمقراطية والاحزاب العريقة سياسيا وأيديولوجياً, الاشكالية اننا لم نمر بمراحل تطور حقيقية بل نقفز من فضاء المجال العام   المُفرغ إلى المجال العام  المُسلع  هكذا دون مرور بالمجال العام الانساني التداولي, من يكتب قصيدة ينتظر أجراً ومن يظهر في لقاء مع طرف ضد آخر ينتظر جزاءاً ماديا, يأتون من كل مكان من السوربون وهارفارد وكمبردج  ومن بلاد العرب  لهذة السوق في رحلة الى سوق عكاظ المقام منذ بداية الازمة يعرضون بضاعة الكلام , بعضهم  بدأ  مع دول الحصار لينتهي مع دولة قطر وبعضهم أخذ الطريق العكسي بدأ مع قطر وانتهى مع دول الحصار, التغريدات اصبحت ثقافة وهي في الاساس "حاله" , الكثير لايعلم كيف تُدار دولته أصلاً  ولايملك تفاصيل  كافية بل يعيش وسط حزاماً من التهميش فأنتقل الى المزايدة مباشرةً ومع ذلك لايقف باحثاً عن الحقيقة وطلب التوافق  ولايقوم بدور  فعال في رأب الصدع  بين الاخوة , بل يصبح ملكياً أكثر من الملك نفسه , لاتُسجل المواقف هكذا, لكن لايمنع من القول أنه لايزال هناك قلة  تسعى جاهدة بكل إخلاص للوفاء لصفة المثقف والاكاديمي الحقيقي , لك ان تقارن بين موقف الدكتور علي فخرو مثلا كمثال على دور المثقف الملتزم وبين موقف الدكتور عبدالخالق عبدالله مثالاً مقابلاً على خيانة المثقف وإبتهاجه فرحاً بالتسليع

الثلاثاء، 1 مايو 2018

وزير الحد الأدنى


 

وزير الحد الأدنى طيب مبتسم دائماً , يشارك الناس المناسبات, يعشق التصوير مع البسطاء , متواضع يمشى في الاسواق ,يكلم الناس , بسيط  , يعرف ماذا يريد المجتمع  وفي نفس الوقت يعرف قدراتة وإمكانياتة , يقايض بين الأمرين , ينتصر للناس  واستقبالهم والابتسامة في وجوههم, يختزن في ذاكرتة تجارب من سبقه من الوزراء الذين نالوا قسطاً كبيراً من الذم بعد خروجهم من الوزارة لتفريطهم حتى في الحد الادنى الذي يريده المجتمع من المسؤول, يحاول أن يتجاوز ذلك , ليس له مطالب , لايمتلك رؤى , لايُستشار , هو مجرد  وزير تنفيذ  وليس وزير تفويض كما سبق وأشار "الماوردي ", يشعر بأنه محظوظ  بأن تم إختياره وزيراً , لم يفكر طويلاً بين  قناعته وبين الموافقة على المنصب , كل تفكيرة أنها فرصة يجب أن تقتنص وكل ما عليه سوى تحسين شروط توظيفها  مع المجتمع , تهمه العلاقة الرأسية مع السلطة  أكثر من إهتمامه بالعلاقة الأفقية مع المجتمع , المجتمع يستطيع تدبير أمره معه من خلال علاقة "الريع" الاجتماعي, أما السلطة  فعليه أن ينضوى تحت قناعاتها حتى ولو خالفت قناعاته, هوأذكى كثيراً من الآخر الذي ركبه الغرور  وتنكر حتى للحد الادنى الذي يطلبه المجتمع ليسبغ العذر على الحد الاعلى أو الارفع  من واجبات الوظيفة المتمثل في القدرة على  تحقيق متطلبات المنصب ككفاءة والتزام وإقتناع,وزير الحد الادنى  يُمثل ضعفاً إدارياً هيكلياً  لايجب أن يستمر  كسيروره , قد يكون فتره محددة حتى تكتمل الكوادر  وتُصنع الاستراتيجيات,وتوضع الخطط,  المجتمع بدأ يتنبه لخطورة وزير الحد الادنى  حينما يُصبح  ديمومة ونمطاً شائعا, عندما يتآكل هامش الحد الادنى , يطلُب المجتمع فعلاً  ومبادرةً ودوراً إيجابياً ملموساً , بعد إستنفاذ  مخزون اللغة الاجتماعي  يصبح وزير الحدَ الادنى مكشوفاً أمام المجتمع , عندما ينتهي قاموسه اللغوى , يصبح عارياً مالم يكن قد إستلم المنصب عن قناعة وإيمان بأنه يستطيع أن يقدم شيئاً ملموساً لمجتمعة , أرشيف قطر الحكومي مليىْ بوزراء الحد الادنى  وهم من الرجال المتعلميين , في حين تجد القلة من وزراء الفاعلية والتفويض الذي قد لايكون مُعطى دائماً وإنما يؤخذ بإقتناع وقدرة إن لم يكن كلهم فأكثرهم من رجالات قطر الاوائل الذين عاشوا المنصب بلامؤهلات جامعيه  عاشوه إقتناعاً وإيماناً بأنفسهم قبل المنصب  وخبروا الفاعلية والصدق قبل  أن يخترعوا لغة الحد الادنى  لتمرير سنوات التكليف  بإبتسامة, فسلام  فسؤال , فإستعاضة بماسبق عن وجوده الفاعل  وظيفياً وربما إنسانياً كذلك.