الأحد، 14 مايو 2023

المنصب بين الإنتاجية والريع

المنصب له انتاجية وله ريع كذلك، المجتمع العقلاني يتوقع انتاجية المنصب اما المجتمع العاطفي فيكتفي بريع المنصب.في المجتمعات الانتاجية، الاساس الذي تقوم عليه عملية تقييم من يتقلد منصب هي انتاجيته،والانتاجية لها مقاييسها المادية الملموسة ، لكن في مجتمعات الريع الامر فيه لبس كبير بين انتاجية المنصب وربعه، ريع المنصب هي المواصفات الاخلاقية والاخلاق الانسانية التي من المفترض ان يتحلى بها كل انسان ، الا انها في صاحب المنصب تبدو لدى المجتمع بانها ثمرة للمنصب، كالتواضع، وحسن الاستقبال والبشاشة وسهولة التواصل ، يعتمدها المجتمع الريعي كإنتاجية، وهذا خلط كبير ، اما اذا اجتمعت انتاجية المنصب وريعه فهذا شي عظيم وقلما يحصل لذلك اتحدث عن مجتمعنا، في الجيل القديم لم يكن هناك ريع للمنصب حيث اولئك الاوائل ، شخصياتهم قبل واثناء وبعد المنصب ثابتة، على المجتمع ان يدرك وان يفرق ، خاصة ان مجتمعنا يدخل مرحلة تغيرات كبيرة وواسعة في جميع المجالات، وان لا يخلط بين انتاجية المنصب وريع المنصب،هناك من هو منتج في منصبه لكنه لايجيد استخدام ريع هذا المنصب فلا يجب التنكر لقيمته الانتاجية لانه ليس قادراً على ارضاء المجتمع " ريعياً"، والعكس موجود هناك من انتاجيته صفر لكنه يجيد استخدام ريع منصبة بجدارة فائقة الى درجه ان تتحول في ذهنية المجتمع انتاجاً مادياً مشهودا، درجة وعي المجتمع عامل هام في تطوره ، وتحوله من مجتمع ريع الى مجتمع انتاج.