الجمعة، 21 أكتوبر 2016

ماذا خسرنا بغياب الرأي ألاخر؟



 إعجابي بالشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء السابق وهو في خارج السلطة أضعاف إعجابي به وهو في السلطة, لماذا؟

لأنه في السلطة كان يمثل رأي السلطة  وبعد خروجه منها أصبح يمثل الراي الآخر المفتقد في المجتمع , موقفه هذا يحكي قصة غياب مجتمع, إن عالم اليوم  هو عالم الرأي والرأي ألاخر الذي تتبناه الجزيرة منذ عقدين  لكنها عجزت عن  استنباته داخل المجتمعات العربيه ناهيك عن مجتمعها في قطر, سيضطر أي نظام اليوم  إلى  إيجاد رأي آخر  حتى يبرر سبل بقاءه واستمرار حتى  لو تمثل الازدواجيه بأن يصبح هو الرأي والرأي ألاخر, مايأتي على لسان معالي الشيخ حمد بن جاسم منذ خروجه  من السلطة  يمثل الرأي  الآخر في المجتمع  بدرجة أو يإخرى. في محاضرتة الاخيرة في  مدرسة لندن للاقتصاد  قال الكثير كما وصلنا  من ذلك ان ماتمر به المنطقة اليوم هو من اخطاء قياداتها, وأننا ملئنا مواقع كثيرة باشخاص  غير مؤهلين  أو مناسبين, وأن الشعب القطري لايريد برلمان منتخب حسب مايتداول في "المجالس", وإن مراكز الابحاث  تتبع الحكومات  وليست مستقله  وغير ذلك مما سبق وذكره في ندوات سابقه. هل هي مراجعة ذاتيه ؟ أو  هو تبني للرأي الاخرحتى يكتمل حضور النظام , مما جعله من داخله يبلور    رأيا ورأيا آخر. كل ماقاله معالي الشيخ جاسم يقولة المجتمع لكنه أعجز من أن يتبناه كرأي عام  أو آخر فغاب الصوت واستمعنا للصدى   , لايستطيع أي نظام أو مجتمع يعيش  على الرأي الواحد  إلا ويتفكك وينهار مع الزمن , دول الرأي الواحد إنهارت من داخلها ,  قانون الجدل "الديالكتيك" في الحياة يقتضي  وجود الاضداد حتى تتجدد الحياة وتستمر , الحياة الاجتماعية سياقات , السياق الواحد المنفرد لايستمر  الا بمحاذاة سياق آخر يتفاعل معه , الجدل السالب هو مانشهده اليوم في مجتمعنا من غياب الرأي الآخر فأضطر سياق الرأي الواحد أن يوجد رأيا آخر سواء  من داخلة  أو من خارجه كنقد ذاتي ليستمر قانون الجدل ويتحرك المجتمع  ولو بشكل غير ذاتي , لقد خسرنا بغياب الرأي ألاخر أيما خسارة  وبدلا من أن يكون الرأي الآخر  محركا من داخل المجتمع , أصبحنا نستمع اليه  من الخارج وهو يعاتبنا ويقول هذا  رأيكم الخائف المكبوت  قد تطوعنا بالتلفظ به نيابة عنكم  إنكم لاتريدون الانتخابات  هذا من سجلات مجالسكم  ولم تطالبوا بالدستور , ولو أن ثمة انتقائية هنا  إلا أن الحقيقة أنه  من يخفي رأيه ويلتحق بأراء الآخرين  لايعتبر موجودا إلا بما يحفظ له بقاءه المادي فقط في هذه الحياة. أتدرون ماذا خسرنا بغياب الرأي الآخر؟ , لقد خسرنا أحقية الوجود الأصيل

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

مجتمع في طائرة مختطفه



حتى وقت قريب كانت الهويه القطريه تحدد بمعيار : قبيلي , وغير قبيلي.
   اليوم أخشى  من  إدخال البعد الطائفي مستقبلا  نتيجة وإنعكاسا لمؤثرات خارجيه وملامح داخليه كما أن هناك  دور عباده غير المساجد , ومركزا للاديان
 حتى البعد القبلي المحدد الرئيس للهويه القطريه سابقا يتعرض لضغوط كبيره خاصة عند الحديث , عن دور المؤسس في بناء الدوله ,مع عدم التأكيد على ملحمة التاسيس ودور المشاركين فيها, الأمر الذي احدث ثقبا تاريخيا وفجوة في البناء الدرامي للدوله.وأفسح المجال واسعا للاستقطاب.

  عمليات التجنيس أدخلت إطارا جديدا للهويه القطريه , سواء من الاسيويين أو من الاخوان العرب الى جانب المعيار السابق . فهناك مجنسين من الطرفين , تدفع الى الحاجه لتشريعات تنظم هذا الجانب

 كل معيار من هذه المعايير المحدده للهويه القطريه , يتحرك ضمن التحديات التي تواجهه , فالقبيلي , نوستالجي يدافع عن وضعه السابق , بينما غيره , يواجه تحديات وجوديه , لذلك هو يتطلع للمستقبل وإن كان يعاني من نظرة المجتمع واتهاماته من حين لآخر.

 كم أن الماده أفرزت هويه مضاده للتاريخ ومتماسكه أمامه , لذلك لاحظنا كسرا واضحا للتابو الاجتماعي الذي كا ن سائدا قبل عقود والذي كان يفصل تماما بين القبيلي وغيره من حيث المصاهره والتزواج.

وأيضا أعادت الماده تحديد المكانه الاجتماعيه , فلم يعد الجاه والاصل محددان كافيان , وبدت الثروه الماليه تكسب كثيرا من الأرض الاجتماعيه وتحيلها مرتعا لها ولنشاطها.

  بروز ازدواجيه بين المحافظه على الهويه والبروز بالمظهر الغربي , فتم التضحيه في أمثلة عديده بالكفاءه المحليه من اجل المظهر الغربي واستقطاب الاسماء الغربيه .

 يقارن القطري بين وضعه ووضع اخوانه في دول الخليج الاخرى, قد يرى نفسه متفوقا على البعض من ناحيه الرفاه النوعي , في حين يرى نفسه متاخرا عن البعض فيما يتعلق بمسألة بناء المجتمع المدني وملتقيات الثقافه

 التجارب التعليميه التي تنقل خلالها المجتمع خلال العقدين الماضيين , أثرت سلبا على الهويه القطريه , وعدم تحديد حد ادنى من المنهج المشترك لجميع المدارس , أوجد تقابلات دينيه وايديولوجيه متضاده تعيش داخله, في حين خسرت اللغه العربيه مجتمعا عربيا قحا ,أجياله الحاليه تعاني من العاميه والانكليزيه المكسره , ولغات اسيويه تحيط به من كل جانب وهو في وضع ضعيف , مقارنة بالاجيال السابقه.

  أوجد التعليم ماضيا مبسترا خاليا من العيوب , مقدسا في معظمه لايستمع الى الراي الاخر ولايستدعي عقله ولا يبدع كل ما عليه استحضار ما قاله السلف ,دون نقاش ,محتفظا دائما ببطاقة الاتهام دائما في جيبه.

 أوجد التعليم ماضي طوبائي تسعى الأمه لاستعاده دائما بل ان هدف النشء العمل على ذلك, فأوجد نرجسية قاتله لايمكن الفكاك منها او التخلص منها.

 بالرغم اشراك المرأه والدفع بها قدما , لايزال قطاع كبير من المجتمع ومن وسط الشباب ينظر الى ذلك بعدم الارتياح وهذا يدل على أن نظام التعليم متذبذب وغير مؤثر ويحتاج الى مراجعه , نتيجة ل مناهج التعليم المتضاربه , حيث مناهج ترى فيها عوره "تدرس" اليوم ومناهج تدفع بها الى المقدمه والمشاركه قفزا .

  أوجد ذلك صراعا بين القيم في المجتمع , فالمواطن يرى نفسه سيدا مره وخادما مرة أخرى , يرى فى الآخر أخا مره ويرى فيه تحديا جاء على حساب رزقه تارة أخرى , يرى في الثروة نقمة ونعمه , ويرى في الماضي ملاذا من حاضر يتلاشى فيه.

 جعل هذا الوضع القطري في حالة الدفاع دائما , فهو يدافع عن وطنه ممن جاء بارادة حكومته ليعمل فإذا به يستوطن ويستقر ,ويدافع عن دينه وسماحته ممن جاء يعلمه الدين فأصبح عبئا ثقيلا عليه وعلى الدين, ,لسنا مجتمع ضرائبي , ليدفع مقابل اقامته وسكناه, لسنا مجتمع دستوري لنشعر بالامان تجاهه.

 دور الاعلام كان ولايزال سطحيا, يعزز من القيم وازدواجيتها , يريدك حرا ضمن نسق حرية المجتمع المفروضه, يعكس قيم الثقافه الاستهلاكيه من مولات وفنادق ومطاعم , في نفس الوقت يعزز قيم البداوه والعصبيه القبليه من خلال برامج التراث التي تعطى النشء انطباعا غير صحيحا عن موروثاته التي كانت في معظمها نشاطات اقتصاديه بحكم وضع المجتمع انذاك , فالقنص كان نشاطا اقتصاديا, والخويا لهم حق الشراكه  , والفداوي كذلك مهنه , اختفى ذلك النمط الاقتصادي , القائم على محورية الشيخ فيه , بعد ظهور الحكومه , ولكن يبدو أن هناك انزياحا نحوه بالرغم من توجه الدوله كما تعلن نحو المؤسسات وبناءها.

  ليس للاعلام رسالة واضحه , يمكن قياس تقدمه من عدمه على مؤشراتها ,كم عدد البرامج الحواريه في الاعلام , ماذا تقدم ؟ مالقضايا واولوياتها في المجتمع ؟ في حين أن في قطر أكبر قناه حواريه في العالم العربي, وهنا دليل على الازدواجيه بين الشىء ونقيضه تبدو واضحه.

  أرجو ان لايغفل المسؤولين عن الجانب الاجتماعي وهم في حمى الدفع اقتصاديا لتحقيق التزامات الدوله نحو الخارج , فكثيرا ماكان الجانب الاجتماعي المهمل , هو كعب أخيل للحكومات والانظمه , كل ما يتطلبه الوضع هو التنظيم ومواجهة المشاكل ودراستها وعدم جعلها تتراكم , فالهويه الوطنيه تبنى تدريجيا من خلال القوانين والنظم ونظم التعليم المحكمه ووسائل الاعلام الواعيه, ولاتترك للمشافهه وقصائد الشعر.

• اللهم علمنا ماينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علما