السبت، 28 نوفمبر 2020

قف قبل أن تنتخب: مالتاريخ؟

  يُعرف التاريخ بإختصار بأنه الفرع الذي يدرس السجل الزمني للأحداث التي أثرت على أمة أو شعب، أو أنه دراسة الماضي البشري كما هو موضح في الوثائق المكتوبة التي خلّفها البشر، الان التاريخ في المجتمعات المعاصرة تجده في ارشيف الدولة او في متاحفها كما هو او كما وقع بالفعل حيث اختزلت الدولة التاريخ واختزل الشعب الاحداث وحولها الى مخزون نفسي لكل افراده. لكن في مجتمعاتنا التقليدية ومنها مجتمعنا الصغير لايزال الصراع محتدماً على التاريخ وفي كل فترة يتموضع التاريخ المنقضي تموضعاً جديدا لان الدولة جاءت بعد التاريخ او لم تكن تمظهراً حقيقياً له بالشكل الطبيعي اصبح هناك امكانية مفتوحة ومستمرة للاستثمار فيه ومحاولة اعادة قراءته وكتابته كما نرى ونسمع سواء من طباعة الكتب او ماتحمله وسائل الاتصال الاجتماعي من معاكسات وربما من زيادة واقحام سواء لوقائع او لاسماء في محاولات لحيازة التاريخ دون الاخر ,طالما يعتبر مرجعاً قوياً ووحيداً للوجود الاجتماعي .ولي هنا بعض الملاحظات اود لو أذكرها : أولاً: الدولة مقبلة على انتخابات نيابية وهي مرحلة تحتم الانتقال من التاريخ الاصغرأو الصغير الى التاريخ الاكبر أو الكبير, حيث هذا المجلس المنتخب القادم يمثل المجتمع القطري ولايمثل افراده وانتماءاتهم القبيلية او العائلية اوالطائفية. ثانياً اشكاليتنا مع التاريخ ليس فقط في هشاشة بناء الدولة في منطقتنا فقط, ولكن ايضاً لاننا حولناه الى موضوع خارج الذات, وطالما هو كذلك فالذات دائماً وباستمرار تحاول اصطيادة وحيازته سواءً كانت ذاتاً فردية أو طائفية أو قبلية, من طبيعة الذات حيازة موضوعها ثالثاً: التاريخ بعد احداثة يتحول الى مخزون نفسي في شعور المجتمع, ليس هناك مجتمع يستطيع الاستمرار دون هذا المخزون النفسي الذي يسمى تاريخ "تاريخ الحروب والمعارك سواءً معارك بشرية اوحتى مع الطبيعة" اليوم الشعب الهولندي يفتخر بما انجزه تاريخياً في معركته مع البحر هذة االاراض التي تحت مستوى البحر والذي كان البحر يغمرها تماما أصبحت اعظم دولة في بناء السدود في العالم.لذلك يصبح الخروج من ثنائية الذات والموضوع أمراً ملحاً , واعتبار التاريخ مخزوناً نفسياً مشتركاً لجميع افراد المجتمع أو الشعب. رابعاً: الآن ما علاقة الحاضر بالتاريخ كماضي , هنا تأتي مرحلة هامة جداً وهي مرحلة التأسيس الايجابي , وهي إضفاء ما يفرضه الحاضر والواقع على هذا التاريخ أو المخزون النفسي بحيث يصبح عاملاً يدفع للتطور والوحدة والاندماج لجميع اطراف المجتمع بطوائفه بتكتلاته وبكل اطيافه الاجتماعية, بمعنى ان يُسقط الحاضر على التاريخ مايود أن يحوله الى طاقة فعالة تدفع الى بناء مستقبل عظيم للدولة, ماذا يفرض الحاضر مثلاً, الايمان سيادة القانون , الاحترام المتبادل, إحترام الدستور...... خامساً: أخي الناخب أن مدعو للتعرف على ماهية التاريخ التي هي أحداثه بعد أن اصبحت مخزوناً نفسياً لجميع افراد المجتمع ومن خلال التأسيس الايجابي الذي يسبغه الحاضر عليه , حينها ستجد نفسك في وضع أمثل ترشحاً وإنتخاباً وستجد نفسك أنت في خضم هذا التاريخ رغم صغرك ورغم عدم مشاركتك في احداثه لكنك تعيشه مخزوناً نفسياً بل وتصنع فوق تراكمات ذلك تاريخاً حاضراً سواء بانجازك في مجالك او حتى في حسن اختيارك لمن تنتخب او من تزكي للترشح.