الثلاثاء، 27 مارس 2012

الطبقه الوسطى القطريه



التكوين الاساسى للطبقه الاجتماعيه هو التشابه بين افرادها والتقارب النسبى بين مستوياتهم الماديه والمعنويه. لم يظهر على مر تاريخ الدوله فى قطر أى تأثيرات اجتماعيه أو ثقافيه أو حتى دينيه فى تشكيل طبقه وسطى فى المجتمع القطرى "على إعتبار ان الطبقه الوسطى تحمل مشروع أورؤيه لا تعتمد العنف اساسا للوصول اليه أو إلى تحقيقها"    وتم جوازا فقط اطلاق هذا المسمى بعد زيادة  دخل الدوله من النفط فى بداية السبعينيات الذى انعكس ايجابا من خلال سياسة التوزيع على تحسين الاحوال المعيشيه لأهل قطر,لذلك فالطبقه الوسطى  فى قطر هى وليدة الطفره الاقتصاديه فقط ولاتحمل أى  من أساسيات بناء الطبقه الفكريه او الايديولوجيه او حتى  الذاتيه الاقتصاديه. لذلك كانت استجابة المجتمع القطرى للاحداث الاقليميه والعربيه خلال العقود الماضيه فى أدناها مقارنة بمناطق اخرى فى الخليج كالبحرين والكويت. الدين الواحد بل والمذهب الواحد تقريبا السائد فى قطر قلل من امكانية تبلور طبقه وسطى تستند على الفكر الدينى وآلية  استقلال الفرد ماديا عن الدوله واعتمادهم ما تقدمه الطائفه لتستقل بالرأى ,كذلك عدم بروز برجوازيه الا بعد ظهور الدوله ناهيك عن كونها وطنيه   , لم تؤثر الايديولوجيات القائمه ساعتئذ فى المجتمع المحافظ  نظرا لغياب دور مثل هذه الطبقه  التى لو وجدت بشكل مستقل  وذاتى فى حينه لأستفاد من وجودها المجتمع اليوم ولأمكنه تخطى نقطة الصفر الى مراتب متقدمه  واستعداد أولى. كان التأثير القومى  عاطفيا فقط وليس تنظيميا  وكذلك لم تجد التيارات الاخرى  متسعا من القبول لعدم وجود  وعى الطبقه الوسطى المحايد, الذى يتقبل  او لديه القدره على الحوار مع الآخر.لم نسمع الا  اخيرا عن وجود تيار للاخوان المسلمين فى قطر مع عدم وجود تفاصيل واضحه ولايدل ارشيف المجتمع القطرى  السمعى ولا المكتوب عن أى أثر واضح. طبيعة الوعى الدينى  والاجتماعى لأهل قطر السكونيه الوسطيه تجعل من المجتمع وسطى  وليس مجتمع طبقه وسطى تحمل فكرا وقناعات قد تختلف  طبقا لهذه القناعات وقد تناضل من اجل تحقيقها وسيادتها  والامر كذلك ينطبق على امكانية قيام طبقة"  عماليه"بروليتاريا" . فقط   شكل" رجال الدين" وكبار القبائل طبقه وسطى  فى المجتمع القطرى نظرا لأهميه الدين والقبيله  لكنها طبقه ليست ثابته  نظرا لانعكاسات علاقتها بالحكام ولكن مسالمه وملتحقه بهم لارتباط وجودها بهم  ولطبيعة المجتمع الدينيه السنيه كذلك لم يستقل رجال الدين برأى مخالف  وكل ماقدمته هذه الطبقه مجرد النصيحه الخجوله والسريه كذلك.. لم تشرع الدوله فى سياسات تصنيع تعمل على  تغير ثقافى واضح لعدم توفر امكانية ذلك وكل الصناعه لاتتعدى كونها تركيزا لمفهوم الريع وايراداته وثقافته. اليوم المجتمع يمر بتحولات كبيره فى جميع المجالات  ويبدو واضحا غياب دورهذه الطبقه حتى أضحى التجانس الذى يفتخر به المجتمع القطرى مثلبه أكثر منه ميزه لايتحرك الا بوكز من الدوله ولايستجيب الا بنداء يصم الآذان. اذا كان قيام الطبقه الوسطى هو تعبير عن صراع   بين تطلعات السواد الاعظم من الشعب فإن ذلك لم يتم فى قطر ولم يتحقق تاريخيا فالدوله قامت بشكل كلى ولم تحمل فى احشاءها اية صراعات, ولكن  الدوله فى صيرورتها وتحركها الى الامام تحتاج الى حرق مراحل ووقود ذاتى ل يحققه   سوى  وجود طبقه وسطى. عندما تتحول الميزه النموذجيه الى نقيصه يكون التاريخ  قد حقق سخريته  فلا بد من ان يعيد ذاته .قطر اليوم دوله نموذجيه ولكن قصة نجاجها ونموذجيتها  انها كسرت قاعدة التطور الانسانى القائم على الصراع , انها دوله بلا صراع  ولاتحمل جيناته اساسا لغياب الطبقه الوسطى التاريخيه الا اذا اُعتبر ما يتلفظ به من كلمات ونقد هنا وهناك نوع من الصراع.

الاثنين، 26 مارس 2012

الخوف من "الاسلامييون" .....سؤال اركيولوجى


لماذا كل هذا الخوف من فوز الاسلاميين؟ كيف تخاف كل هذه الشعوب من هويتها؟  هل فى الاسلام ما يخيف؟ هل ثمة اسلام معتدل وإسلام متطرف؟ وهل هما حاله من الثبات الدائم؟ ألم يكن الاسلام  دين الاوساط الاجتماعيه كل هذه العقود السابقه؟ هل ساعد الاقصاءالذى عانى منه الاسلامييون أن يكون سببا فى فوزهم؟ هل ثمة فرق بين المسلم والاسلامى أو الاسلاموى كما يسميه البعض؟ أين هو مصدر الخوف الحقيقى هل من الدين أم من فهمه؟ القضيه اليوم تبدو أعقد  بل وتحتاج إلى  طرح مثل هذه الاسئله ومواجهة مستحقاتها, اليوم  هناك دول وليس فقط أفراد ترفض التعامل مع بعضهم أو الفصيل الاكبر منهم   بينما دول اخرى ترحب بهم وتدعمهم, فى تعامل دول الخليج ونخبه مع تيار الاخوان المسلمين ورموزه يظهر وبجلاء تأصيل السياسه دينيا فى هذه المجتمعات وانظمتها, دول  تتهم الاخوان بالسعى لقلب الانظمه  ودول  يستقوى النظام بوجودهم وفاعليتهم,   انغماس التيار الدينى فى السياسه جعل من الانظمه تتعامل معه  فى إطار منفعتها ورؤيتها لمستقبلها كنظام بعيدا  روح الاسلام التى يحملها هذا التيار أو ذاك. مثل هذا الوضع يعقد الامور أكثر مماهى معقده حاليا فى المنطقه  بين التيارين الاكبر السنى والشيعى ويفتح  المجال لتقسيمات وصراعات  جانبيه داخل محتوى التيار الواحد.لا يخاف النظام من الاسلام ولكن يخاف من التيار الاسلامى الذى يتطلع الى السلطه,  الخوف كله على المجتمع الخليجى الذى عُرف بوسطيته الاسلاميه السمحه   ,أن يُتهم فصيل اسلامى بالتآمر للوصول للسلطه تهمه لم تعرفها ولم تسمع بها مجتمعاتنا  الخليجيه الا  خلال صراع القوميين والاخوان ايام الرئيس عبدالناصر. فهل حمل الاخوان  هذا الفكر الى منطقه الخليج عندما جاؤا اليها هربا من سجون مصر؟ هناك من اتهمهم من المسؤولين الكبار فى السعوديه وهاهو مدير شرطة دبى يتهمهم من جديد وكأن التاريخ يعيد نفسه.لأن الاسئله الملحه لم يجرى التجاوب معها بشكل جدى ومفتوح وانما استعمل البطش والقتل بديلا عن الحوار, فكان الجواب لايتفق اساسا مع السؤال فظل السؤال يتكرر ولايجد من يجيب عليه. الاسلام هو هوية هذه الشعوب  والسياسه عالم لم تدخله هذه المجتمعات بعد كل الذى نشاهده ونعايشه  هو صراع مصالح يستتر احيانا بالهويه  و  يتدثر برداء سياسى احيانا أخرى. السياسه اليوم فى عالمنا العربى بعد الثورات لاتزال فى مرحلتها الجنينيه الاولى دستور على وشك الولاده هنا وحزب على وشك الاشهار هناك, ولكن الاشكاليه  فى المرجعيه  حيث لم تتمكن هذه المجتمعات من ابراز مرجعيات مدنيه تتعالى على المرجعيه الأوليه سواء دينيه او ثقافيه وان كانت تستقى من خطوطها العريضه سياساتها لذلك يبقى مفهوم السابقون السابقون من المهاجرين والانصار مسيطر ومستغل سياسيا ومُحتكر ومتكرر بعيدا عن معناه وما يدل عليه.